في الأسبوع الماضي فقدت الوالد، والد الفقير، والد المحتاج، والد الأسرة والأقارب، والد المظلوم، والد الجميع الشيخ عبدالله بن غريب العضياني. لم يكن وقع خبر وفاته بالأمر الهين علي وعلى جميع من يعرفه. ولكن ماخفف وقع وفاته هو جموع المصلين والمعزين رجالاً ونساء. وكذلك الاتصالات الهاتفية التي تلقيناها من داخل المملكة وخارجها. خففت من وقع المصاب وتذكرت الحديث الذي ما معناه بأن من يحبه الله هو من يحبه عباد الله. الوالد الشيخ عبدالله العضياني لم افتقده لوحدي، بل افتقده كافة العضيان وهو أحد أبرز أعيانهم خلال خمسين عاماً، ومن أسرة ذات تاريخ حافل بالشرف على مستوى قبيلته. وساير رحمه الله القفزات الحضارية بوعي وإدراك دون أن يفقد مكانته الاجتماعية التي صنعها لنفسه. وكان رحمه الله يتميز بالحكمة والصبر والحلم وبعد النظر مما ساعده على بناء علاقات عالية المستوى وثقة لاحدود لها لدى الجميع. أحبه الجميع لوقوفه معهم إذا دعت الحاجة. ومساعدته لاقاربه ماديا ومعنويا وخاصة النساء اللاتي كن يلجأن إليه حتى في مظلمة أزواجهن. وكان رحمه الله يسعى لحل المشاكل داخل قبيلته دون الإضرار بأحد أو الميل إلى جانب شخص على حساب الآخر. يبادر ويتوسط ويحل النزاعات بين أفراد القبيلة وسعى للكثير من أعمال الخير والوفاق بين الناس من خارج قبيلته. كان صاحب كرم وجود، كان رحمه الله يعامل أبناءه معاملة الأخ لأخيه، خدم بلده في العديد من المهام التي أوكلت إليه وقام بأدائها على الوجه الأكمل، كافح الجريمة، وحارب المخدرات، أمر بالمعروف ونهى عن المنكر. كلي فخر واعتزاز بك ياوالدي، ومازادني فخراً هو محبة الناس لك ورضاهم عنك ودعاؤهم لك. أشد على أيدي إخواني الاثني عشر سائلاً الله إن يكونوا خير خلف لخير سلف وهم أهل لذلك وأوصيهم ونفسي بتقوى الله وأن يحذوا حذو والدهم برجولته وكرم أخلاقه. أسال الله أن يتغمد روحك الطاهرة برحمته ويسكنك فسيح جناته وان ينزلك الفردوس الأعلى وان يجمعك بمن سبقك والديك وإخوانك وأخواتك في الجنة وان يلهمنا الصبر والسلوان على فراقك انه سميع مجيب. {إنا لله وإنا إليه راجعون}.