يعتبر برنامج المشروعات الصغيرة أحد أهم البرامج التنموية التي يتبناها الصندوق ويستهدف المحتاجين القادرين على العمل من الأفراد والأسر وذلك بمنحهم دعماً مالياً لإقامة مشروعات استثمارية إنتاجية أو خدمية تسهم في تنمية قدراتهم وتحسين ظروفهم المعيشية. وتكمن أهمية البرنامج في كونه آلية غير تقليدية للعمل الخيري ولا ينحصر دوره في تقديم القروض فقط بل يتعدى ذلك ليشمل عملية تأهيل المستفيدين نفسيا واجتماعيا وتنمية قدراتهم الذاتية بما يحقق الاستفادة القصوى من القروض التي يحصلون عليها كما يعمل على تنمية مبدأ الاعتزاز بالنفس، وبث روح الكرامة والعزة في النفوس والأنفة من ذل السؤال. ويعمل الصندوق في المرحلة الحالية على تنفيذ البرنامج عن طريق الجهات المتعاونة معه مثل الجمعيات الخيرية ولجان التنمية وغيرها وذلك بتوفير محافظ مالية لتغطية التمويل اللازم للمشروعات التي ستنفذها الجهات المتعاونة على مستوى الأفراد أو الأسر التي ترعاها، كما يسهم بتغطية جزء من التكاليف الإدارية للبرنامج إيماناً منه. ويبدأ برنامج دعم المشروعات الصغيرة أولى خطواته بعملية الاختيار والتي تتضمن استقبال طلبات الراغبين في الاستفادة من خدمات برامج الإقراض عن طريق الجهات المتعاونة مع الصندوق والتي سبق الاتفاق معها ودراسة أفكار مشاريعهم وإمكانية تنفيذها وهي مرحلة مهمة لضمان استمرار الأنشطة، يلي ذلك الخطوة الثانية: وهي الإقراض وفيها تتم الإجراءات النظامية لصرف المبلغ وفقا للمتفق عليه ولمراحل تنفيذ النشاط، ثم تأتي الخطوة الثالثة والأخيرة وهي المتابعة الفنية وتسديد القرض. ويركز الصندوق على عملية المتابعة الميدانية بشكل كبير فإضافة للإجراءات التي تنفذها الجهات المتعاونة يقوم الصندوق عن طريق المختصين لديه بالمتابعة والإشراف عن طريق الزيارات المجدولة والزيارات المفاجئة، حيث يقوم بالتأكد من سلامة التنفيذ وجدية المستفيد ومدى انضباطه وتقديم العون الفني والتسويقي إذا احتاج النشاط لذلك، كما يقوم المختصون أيضاً بمتابعة أداء الجهات المتعاونة مع الصندوق ورصد النماذج الناجحة منها ومحاوله تطويرها بما يحقق العائد الإيجابي من التعاون. إن عملية اختيار الجهات المتعاونة من قبل الصندوق تمر بعدة مراحل وتستلزم توفر عدد من المعايير والشروط منها خبرة الجهة في تنفيذ المشاريع الصغيرة وإدارة أنشطتها ووجود المختصين إضافة إلى وجود الرغبة الحقيقة لدى هذه الجهات في تنفيذ برامج تنموية تسهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي للفئات المستهدفة، وخلال سنوات عمل الصندوق قام بتمويل حوالي خمسين محفظة مالية تدار من قبل الجهات المتعاونة معه وتم من خلالها تمويل حوالي (2000) مستفيد في مختلف مناطق المملكة بعضهم في مناطق نائية جداً لا يمكن الوصول لهم إلا من خلال الجمعيات الخيرية العاملة في الميدان، وقد حققت منهجية الصندوق المتمثلة في تمويل المحافظ المالية للجمعيات الخيرية نجاحات رائعة في الوصول للمستهدفين الحقيقيين وتحفيز أنشطتهم للعمل والإنتاج بالطريقة المناسبة لإمكانياتهم وقدراتهم. ويمكن للجمعيات الراغبة في تمويل مشاريع المستفيدين لديها التقدم مباشرة للصندوق الخيري الاجتماعي بطلب التعاون وسيتعامل مسؤولو الصندوق بمزيد من الامتنان لهم أن أتاحوا فرصة تقديم خدمات الصندوق في مدنهم وقراهم، وسيعمل موظفو البرنامج المتخصصون على تزويد الراغبين بجميع النماذج والإجراءات وشرح آلية العمل.