دافع الجنرال الألماني يورج فولمر قائد القوات الدولية في شمال أفغانستان عن خطط الانسحاب الحالية للقوات الدولية من أفغانستان. وفي مقابلة مع صحيفة "دي فيلت" الألمانية الصادرة امس السبت، قال فولمر قبل وقت قصير من تسليم آخر قاعدة تابعة للجيش الألماني في مدينة قندز لقوات الأمن الأفغانية: "يجب الاستعداد لقطع الحبل السري في أي وقت". وأضاف الجنرال الألماني أن القوات الدولية جهزت قوات الأمن الأفغانية بنسبة 80% وعلى هذه القوات أن تستكمل ال20% المتبقية بنفسها "وإلا فمن الممكن أن نظل هنا لعشرة أعوام أخرى". تجدر الإشارة إلى أن فولمر يقود منذ نهاية فبراير الماضي جنود قوة المساعدة الأمنية (إيساف) المحلية شمالي أفغانستان والتي يبلغ قوامها نحو سبعة الآف جندي من 17 دولة. ووصف الجنرال فولمر إغلاق آخر قاعدة ألمانية في قندز بأنها "نقطة تحول"، مشيراً إلى أن المهمة العسكرية في أفغانستان كانت مجدية وناجحة بشكل عام "ولا يمكن لأي تنظيم إرهابي أن يبني مرة أخرى شبكة له انطلاقا من أفغانستان بهذه السرعة (التي كان عليها الحال قبل مهمة القوات الدولية)". وتابع فولمر حديثه قائلاً إن هذا الأمر "ولى زمانه فضلاً عن أن الكثير قد تغير هنا" لكنه قال إنه لا يمكنه توقع ذلك بشكل مؤكد، موضحاً أنه: "لا شيء مؤكداً في أفغانستان". الى ذلك قتل خمسة مدنيين أفغان على الاقل بينهم ثلاثة اطفال مساء الجمعة في غارة جوية لحلف شمال الاطلسي بولاية ننغرهار شرق البلاد وفق ما افاد مسؤولون محليون امس. وصرح الناطق باسم الشرطة المحلية هزرات حسين مشرق وال لفرانس برس "الليلة الماضية حوالى الساعة 23,00 كان خمسة مدنيين تتراوح اعمارهم بين 12 الى 20 سنة يصطادون العصافير ببنادق على مسافة نحو ثمانية كيلومترات من جلال اباد (عاصمة الولاية) عندما استهدفتهم غارة جوية من القوات الاجنبية". واضاف "نقلت جثثهم الى مستشفى جلال اباد". كذلك اكد احمد ضيا عبدالعزيز الناطق باسم الحكومة المحلية لفرانس برس مقتل المدنيين الخمسة. من جانبه اعلن الحلف الاطلسي ان "تحقيقا جاريا" لكن دون علم عن سقوط اي ضحية مدنية في الوقت الراهن. ويثير سقوط المدنيين في غارات جوية للحلف الاطلسي بانتظام غضب الرئيس الافغاني حميد كرزاي من القوة الدولية لمساعدة افغانستان (ايساف). ومنع الرئيس الافغاني مطلع فبراير القوات المسلحة من طلب الدعم الجوي لحلف الاطلسي بعد مقتل عشرة نساء واطفال في ولاية كونار (شرق) عند الحدود الباكستانية في منطقة ينشط فيها مقاتلو طالبان كثيراً.