تربط جمهورية الصين (تايوان) بالمملكة العربية السعودية علاقات وطيدة تمتد لعقود طويلة منذ توقيع الطرفين اتفاقية الصداقة بين الدولتين في 22/12/1365ه الموافق 15/11/1964م. وقد توجت هذه العلاقة بالزيارة التاريخية التي قام بها المغفور له جلالة الملك فيصل بن عبد العزيز الى تايوان عام 1391ه الموافق 1971م والتي مازال نتاجها مستمر حتى وقتنا هذا من تعاون وثقة في العلاقات بين البلدين. نركز على العلاقات التجارية في علاقاتنا مع المملكة إذ بلغ حجم التجارة بين البلدين 16 مليار دولار، ونستورد من المملكة ما قيمته 14.7 مليار دولار وهذا يعني أن تايوان الشريك التجاري الثامن للمملكة وهذه نقطة مهمة. نصدر منتجات في كافة المجالات إلى المملكة بحوالي 1.6 مليار دولار، إننا ندعو رجال الأعمال التايوانيين لترويج أعمالهم في المملكة. نحن نستورد المواد البترولية من المملكة لنصنع البلاستيك والمواد البتروكيماوية وهي أمور حيوية مهمة لكثير من المجالات لتدوير صناعتنا ومن ثم نقوم بتصديرها إلى أنحاء العالم لتطوير الصناعة واستمرار النشاطات الاقتصادية، وهذا التعاون إيجابي وفيه فائدة للجانبين، ونتمنى تعزيزه كما أننا نركز على التعاون التقني بين الجانبين في مجالات الزراعة واستزراع الأسماك، وكذلك في مجال التدريب المهني والتعاون في التقنيات المساحية الجيولوجية، وكذلك نتطلع للتعاون في مجال الطاقة الكهربائية، وكذلك في مجال الصحة والنقل والإنشاءات إذ لا تزال تايوان من الرواد في مجال الإنشاءات حيث توجد شركات إنشاء تايوانية تعمل في الساحل الشرقي والغربي في المملكة لإقامة مصاف ومصانع بترولية. إضافة إلى ذلك نأمل في المشاركة والتعاون السياحي وتبادل الزيارات بين الشباب، كما أننا نرغب في أن يعرف التايوانيين الثقافة الإسلامية أكثر ونتطلع للتعاون في التعليم والرياضة. ولمزيد من التعاون السياحي بين البلدين، يتوجه الكثير من المواطنين السعوديين الى زيارة تايوان للسياحة وتم رصد ذلك من خلال الإقبال على الحصول على تأشيرة تايوان. بالإضافة الى السياحة العلاجية وذلك لارتفاع مستوى الخدمات الطبية في تايوان. فيما يخص الجانب التعليمي والثقافي، فهناك تعاون وطيد بين الجانبين. من الجانب التايواني، يتوجه العديد من الطلبة التايوانيين لدراسة اللغة العربية في الجامعات والمعاهد السعودية. وفي نفس الوقت تعمل تايوان على توفير منح في أفضل جامعاتها للطلاب السعوديين في إطار برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث أو المنح الأخرى، كما توفر دورات تدريبية تطبيقية متخصصة. ولمزيد من التبادل التعليمي والثقافي فقد قامت تايوان بتيسير الدراسة للطلاب السعوديين عن طريق توفير جامعات ومعاهد تدرس باللغة الإنجليزية وليس بالصينية فقط كما كان يحدث من قبل توفيراً للوقت والجهد المبذول في دراسة الصينية. أما فيما يتعلق بعلاقة تايوان بالصين فقد حرصت الحكومة التايوانية على عودة الدفء إلى العلاقات بين البلدين وذلك من خلال توقيع (18) إتفاقية ثنائية إقتصادية وتجارية بهدف التعاون الإقتصادي البحت. وقد انتعشت اقتصادياً الكثير من الدول المجاورة جراء هذه الإتفاقية. كما تم فتح مجال شحن البضائع ضمن الأنشطة الاقتصادية. وجدير بالذكر أنه تم تنظيم عشرات الرحلات الجوية إسبوعياً لاستيعاب مليون سائح يتوجهون الى الصين سنوياً. كما شمل التعاون الثقافي استضافة تايوان معرضا لفنون بكين. *الممثل الاقتصادي والثقافي لتايوان