منذ نهاية مواجهة الهلال وشقيقه الاتحاد الدورية التي انتهت بتفوق الهلال بخمسة اهداف مقابل هدفين والاعلام المقروء والمرئي يتحدث عن الأزمة "المؤقتة" وأقول مؤقتة لأنني أتأمل أن تحل لغة العقل محل اللغة المتشنجة الاتحادية شرفيا واداريا واعلاميا ومن المؤيدين لهم من اعلاميي الفرق الأخرى ليس حبا في الاتحاد وإنما اصطياد في الماء العكر وكرها في الهلال ورغبة في كبح جموحه وهو في المقدمة وإيقافه من خارج الملعب بعد الفشل الذريع من داخله! *من وجهة نظري الشخصية إن ادارة الاتحاد ارادت من خلال بيانها مكاسب عدة اولها الخروج من أزمة الخسارة الثقيلة واشغال الاعلام والجمهور بقضايا خارجية ولا أدل من ذلك من تناقضها في خطابها تجاه اتحاد الكرة ولجنة الاحتراف فهي قبل فترة وجيزة أثنت على موقف اتحاد الكرة وامتدحت لجنة الاحتراف الا إذا كانت تعتقد أن احمد عيد والدكتور البرقان تناوبا على تسجيل الاهداف الخمسة! *الأمر الثاني اداراة الاتحاد تدرك أنها تواجه حربا شعواء من الداخل والتسليم بالخسارة يزيد الضغط عليها وربما يدفع بها للاستقالة وهي التي لتوها خرجت من نفق تسجيل المحترفين الاجانب وتجاوزت العراقيل التي وضعها أمامها بعض المحسوبين على النادي والذي لم يترك الادارة في حالها منذ استلامها زمام الامور ويزعجه أي تفوق لها ويرى ان أي انجاز مرتبط بشخصه فقط لذا الاتحاد أزماته من داخله ولا احد من خارج النادي يريد له ولادارته الا الخير! البرامج الرياضية أوقدت المشكلة ولم تضع الحلول *الأمر الثاني ربما وأقول ربما أن الادارة الاتحادية افتقدت للدعم المادي وهي المتورطة بالتزامات مالية كبيرة فعمدت من خلال تصعيد القضية اعلاميا وإثارة الرأي العام لتقفل ملف القضية نهائيا من جهة ما سواء الرئاسة العامة أو اتحاد الكرة أو أي جهة أخرى وبذلك تكسب مسح كل الديون وتتخطى أزمتها المالية! *الأمر الثالث وهذا وجدت فيه مؤيدين كثرا من اعلاميي الفرق الأخرى واداريين من خلف الكواليس هو إيقاف الهلال فهو مزعج وهو يتصدر مبكرا في الاسبوع الرابع فكيف به ان حقق البطولة رغم أن الدوري مازال في البداية وخسارة الهلال لصدارته واردة كما أن خسارته للقب واردة في وجود منافسين أقوياء لكن البعض هذا نهجه وهذا تفكيره تجاه الفريق الكبير المتزعم للبطولات! *فيما يخص الأخطاء التحكيمية فجميع الفرق تتضرر وتستفيد منها في عالم كرة القدم وهي ليست السبب الرئيس في خسائر الفريق الذي يلعب امام منافسين ولا يمكن الا يخسر لمجرد انه فاز على البطل السابق أما القضية الأهم وهي الإشارة الى الألفاظ العنصرية تجاه لاعبي الفريق فهي مرفوضة تماما وليس هناك شخص عاقل يؤيدها والاتحاد النادي العريق والكبير وما يضمه من رجال سواء في قائمته الشرفية او إدارييه أو جماهيره أو نجومه أو الزملاء الأشقاء اعلامييه جميعهم في قلوب الجميع تختلف مع هذا أو ذاك في رأي لكنه لا يفسد للود قضية ولن نرضى بالإساءة لأحد ففي الأخير هي كرة قدم تجمع ولا تفرق وتزرع الحب وترفض عكس ذلك وايضا هو وطن يجمعنا ونفخر به وببعضنا البعض فوق ترابه، وإثارة مواضيع مثل العنصرية بهذه الطريقة لن تخدم احدا وتقويم السلوك الخاطىء لا يمكن ان يتأتى بمثل هذه الصورة التي واضح القصد منها وانها لا تهدف للصالح العام! ادعاء الحياد ستار يتلبسه البعض وهم يدعون للتعصب *المؤسف أن أغلب الأطروحات التي شاهدناها في البرامج الحوارية أو عبر مقالات لم تشخص مشكلة الألفاظ العنصرية بالطريقة الصحيحة لم تقل هذا هو الداء وهذا هو الدواء حوارات بلغة مشجعين الكل يصفي حساباته مع طرف واحد ويجرمه ويختزل القضية فيه رغم انها عامة والألفاظ بجميع اشكالها تخرج من مدرجات جميع الفرق صغيرها وكبيرها ولا يستثنى من ذلك أحد لكنها عين الرضا المتعصبة بل الطريف أن من تمت استضافته ليعلق ويبدي رأيا في الموضوع هو نفسه كتاباته مليئة بعبارات تحمل تمييزا وعنصرية ومع ذلك يمارس دور المرشد ويطالب باعتذار وخلافه ويربط الموضوع بأربعة ملايين مواطن بشكل مضحك إذ لا علاقة لهم بالأمر وجلهم لا علاقة له بالرياضة وكرة القدم ويزايد على أمور لايعي عواقبها! *الاقتراح الغريب والذي فعلا يحمل تمييزا وعنصرية ماطالب به ذلك الزميل بأن يجتمع نجوم الهلال والاتحاد ذوو البشرة السمراء ويشتركون في تقديم برامج تثقيفية ولاحظوا فقط أن التثقيف لجماهير ناد واحد وكأن الجماهير الأخرى مدرجها ملائكي ولم تتفوه وتهشم رؤوساً وسيارات والغريب أنه لم يوضح كيف تتم الآلية، وكأننا لا نتبع لدين لا يفرق الا بالتقوى ولا لوطن يعتز بابنائه جميعا ويحترم حتى مقيميه وليس فقط مواطنيه! *تأزيم المشكلة هو في مثل هذه البرامج وضيوفها وحلها هو في الهدو والتعقل واستضافة ذوي الاختصاص في علم الاجتماع وكافة العلوم المتعلقه بهذا الأمر لا باستضافة مشجعين يتعايرون بالنتائج والألقاب ويسمع ويتلقى منهم النشء الجديد الذي يتأثر بأطروحاتهم وهذه هي المشكلة الحقيقية الخطيرة ولعل مايكشف أبعاد الحملة الشعواء وأهدافها أن بعض نجوم الاتحاد الذين ارتبطوا بهذه الهتافات لم يشتكوا ولم يتطرقوا لها لا تصريحا ولا تلميحا مما يؤكد أن المصدر هو الادارة وبعض الاعلاميين وهذه النغمة لا نسمعها الا بعد الخسارة من الهلال لإخفاء تأثيرها خاصة اذا كانت بنتيجة كبيره لذا يتم اللجوء الى الدبلجة المفضوحة في الصوت والصورة لعل وعسى أن تؤتي الحملة ثمارها وأعيد وأكرر لو ان الأمر بيدي لتمنيت من جميع جماهير الفرق أن تبدأ مباريات فرقها بمثالية وألفاظ تحمل معاني الحب والروح الرياضية فاز فريقها أم خسر وأسأل الله زوال كل الهتافات العنصرية وغيرها وهداية من استغل الفرصة ونفث سمومه وأحقاده وأجج المجتمع وزاد من احتقانه!