جمعية أسر التوحد تطلق أعمال الملتقى الأول للخدمات المقدمة لذوي التوحد على مستوى الحدود الشمالية    سلمان بن سلطان: نشهد حراكاً يعكس رؤية السعودية لتعزيز القطاعات الواعدة    شركة المياه في ردها على «عكاظ»: تنفيذ المشاريع بناء على خطط إستراتيجية وزمنية    تحت رعاية خادم الحرمين.. «سلمان للإغاثة» ينظم منتدى الرياض الدولي الإنساني الرابع    "موسم الرياض" يعلن عن النزالات الكبرى ضمن "UFC"    رينارد يواجه الإعلام.. والدوسري يقود الأخضر أمام اليمن    وزير داخلية الكويت يطلع على أحدث تقنيات مركز عمليات 911 بالرياض    عمان تواجه قطر.. والإمارات تصطدم بالكويت    ولادة المها العربي الخامس عشر في محمية الأمير محمد بن سلمان    الجيلي يحتفي بقدوم محمد    جسر النعمان في خميس مشيط بلا وسائل سلامة    تيسير النجار تروي حكاية نجع في «بثينة»    الصقارة.. من الهواية إلى التجارة    زينة.. أول ممثلة مصرية تشارك في إنتاج تركي !    "الصحي السعودي" يعتمد حوكمة البيانات الصحية    مستشفى إيراني يصيب 9 أشخاص بالعمى في يوم واحد    5 طرق لحماية أجسامنا من غزو البلاستيك    الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يلتقي بابا الفاتيكان    26 مستوطنة إسرائيلية جديدة في عام 2024    استدامة الحياة الفطرية    قدرات عالية وخدمات إنسانية ناصعة.. "الداخلية".. أمن وارف وأعلى مؤشر ثقة    إعداد خريجي الثانوية للمرحلة الجامعية    "فُلك البحرية " تبني 5600 حاوية بحرية مزود بتقنية GPS    محمد بن سلمان... القائد الملهم    البرازيلي «فونسيكا» يتوج بلقب بطولة الجيل القادم للتنس 2024    برنامج الابتعاث يطور (صقور المستقبل).. 7 مواهب سعودية تبدأ رحلة الاحتراف الخارجي    العقيدي: فقدنا التركيز أمام البحرين    قطار الرياض.. قصة نجاح لا تزال تُروى    تعاون بين الصناعة وجامعة طيبة لتأسيس مصانع    5.5% تناقص عدد المسجلين بنظام الخدمة المدنية    وتقاعدت قائدة التعليم في أملج.. نوال سنيور    «بعثرة النفايات» تهدد طفلة بريطانية بالسجن    رشا مسعود.. طموح وصل القمة    فريق علمي لدراسة مشكلة البسر بالتمور    "الداخلية" تواصل تعزيز الأمن والثقة بالخدمات الأمنية وخفض معدلات الجريمة    غارات الاحتلال تقتل وتصيب العشرات بقطاع غزة    تنمية مهارات الكتابه الابداعية لدى الطلاب    منصة لاستكشاف الرؤى الإبداعية.. «فنون العلا».. إبداعات محلية وعالمية    محافظ جدة يطلع على برامج "قمم الشبابية"    تشريعات وغرامات حمايةً وانتصاراً للغة العربية    سيكلوجية السماح    عبد المطلب    زاروا معرض ومتحف السيرة النبوية.. ضيوف «برنامج خادم الحرمين» يشكرون القيادة    آبل تطور جرس باب بتقنية تعرف الوجه    هجوم ألمانيا.. مشهد بشع وسقوط أبشع!    استراتيجية الردع الوقائي    التشريعات المناسبة توفر للجميع خيارات أفضل في الحياة    تجويد خدمات "المنافذ الحدودية" في الشرقية    خادم الحرمين يرعى منتدى الرياض الدولي الإنساني    سعود بن بندر يلتقي مجلس «خيرية عنك»    ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة والزيارة يصلون مكة ويؤدون مناسك العمرة    القبض على شخص بمنطقة الحدود الشمالية لترويجه «الأمفيتامين»    كافي مخمل الشريك الأدبي يستضيف الإعلامي المهاب في الأمسية الأدبية بعنوان 'دور الإعلام بين المهنية والهواية    الأمير سعود بن نهار يستأنف جولاته للمراكز الإدارية التابعة لمحافظة الطائف.    تجمع القصيم الصحي يعلن تمديد عمل عيادات الأسنان في الفترة المسائية    "مستشفى دلّه النخيل" يفوز بجائزة أفضل مركز للرعاية الصحية لأمراض القلب في السعودية 2024    نائب أمير مكة يفتتح غدًا الملتقى العلمي الأول "مآثر الشيخ عبدالله بن حميد -رحمه الله- وجهوده في الشؤون الدينية بالمسجد الحرام"    ولادة المها العربي ال15 في محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مجمع الملك فهد لطباعة المصحف بالمدينة المنورة.. صرحٌ شامخ لخدمة الكتاب والسنة
شاهدٌ على إنجاز الزعيم الراحل
نشر في الرياض يوم 12 - 08 - 2005

القرآن الكريم، كتاب الله العزيز، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، محفوظٌ من الله حيث قال تعالى في محكم التنزيل {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} (سورة الحجر: 9) فالحمد لله كثيراً على ذلك، ثم الحمد لله كثيراً أن قيّض على مدى الأزمان من يحفظون كتابه الكريم ويعتنون به وينشرونه ويختص بهذا الفضل من يشاء من عباده.
وكما شرّف الله المملكة العربية السعودية بخدمة الحرم المكي الشريف والحرم النبوي الشريف، فقد خصّها بدور رائد في خدمة الإسلام والمسلمين والعناية بالقرآن الكريم.
إنشاء المجمع وافتتاحه:
أمام ازدياد حاجة العالم الإسلامي للمصحف الشريف، وترجمة معانيه إلى مختلف اللغات التي يتحدثون بها، والعناية بمختلف علومه، وكذلك خدمة السنة النبوية المطهرة.
واضطلاعاً من المملكة بدورها الرائد في خدمة الإسلام والمسلمين، واستشعاراً من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله - بأهمية خدمة القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة من خلال جهاز متخصص ومتفرغ لذلك العمل الجليل، وضع - رحمه الله - حجر الأساس لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة في 16 محرم من سنة 1403ه (1982م)، وقال - يرحمه الله - عند إزاحة الستار عن اللوحة التذكارية لوضع حجر الأساس لمشروع المجمع:
«بسم الله الرحمن الرحيم، وعلى بركة الله العلي القدير.. إننا نرجو أن يكون هذا المشروع خيراً وبركة لخدمة القرآن الكريم أولاً، ولخدمة الإسلام والمسلمين ثانياً، راجياً من الله العلي القدير العون والتوفيق في كل أمورنا الدينية والدنيوية وأن يوفق هذا المشروع الكبير لخدمة ما أُنشيء من أجله وهو القرآن الكريم لينتفع به المسلمون وليتدبروا معانيه».
وافتتحه - رحمه الله - في 6 صفر من سنة 1405ه (1984م) قائلاً:
«لقد كنت قبل سنتين في هذا المكان لوضع الحجر الأساسي لهذا المشروع العظيم، وفي هذه المدينة التي كانت أعظم مدينة. فرح أهلها بقدوم رسول الله وكانوا خير عون له في شدائد الأمور، وانطلقت منها الدعوة، دعوة الخير والبركة للعالم أجمع.
وفي هذا اليوم أجد أن ما كان حُلماً يتحقق على أفضل مستوى ولذلك يجب على كل مواطن في المملكة العربية السعودية أن يشكر الله على هذه النعمة الكبرى، وأرجو أن يوفقني الله أن أقوم بخدمة ديني ثم وطني وجميع المسلمين وأرجو من الله التوفيق».
ويُعَدُّ إنشاء مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة من أجلّ صور العناية بالقرآن الكريم حفظاً، وطباعة، وتوزيعاً على المسلمين في مختلف أرجاء المعمورة، وينظر المسلمون إلى المجمع على أنه من أبرز الصور المشرقة والمشرفة الدالة على تمسك المملكة العربية السعودية بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم اعتقاداً ومنهاجاً، وقولاً، وتطبيقاً.
وهذا الأمر ليس مستغرباً من المملكة العربية السعودية التي قامت بإعلاء كلمة التوحيد، ورفعت رايته خفاقة عالية، وعُرفت بنبل مقاصدها، وعلو همتها، وسمو أهدافها، وحرصها على كل ما من شأنه خدمة الإسلام والمسلمين وذلك منذ عهد مؤسسها المغفور له الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود.
لقد وفق الله خادم الحرمين الشريفين لإقامة هذا المشروع الإسلامي الضخم حيث اعتنى بطباعة المصحف الشريف، وتوزيعه بمختلف الإصدارات والروايات على المسلمين في شتى أرجاء المعمورة، واعتنى بترجمة معاني القرآن الكريم إلى كثير من اللغات العالمية، وطباعة كتب السنة والسيرة النبوية.
الإشراف على المجمع:
تتولى وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الإشراف على المجمع، ومعالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ هو المشرف العام على المجمع ورئيس هيئته العليا، ومعالي الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد بن إسحاق آل الشيخ هو نائب المشرف العام على المجمع. ويتابع تنفيذ سياسات المجمع وتحقيق أهدافه أمانة عامة يضطلع بمسؤوليتها، ويشرف عليها سعادة الأستاذ الدكتور محمد سالم بن شديد العوفي الأمين العام للمجمع.
وفيما يلي استعراض لأهم مهام واختصاصات التقسيمات الرئيسة للمجمع:
الهيئة العليا للمجمع:
تختص الهيئة العليا للمجمع بما يلي:
٭ رسم الخطط والأهداف العامة للمجمع وسياسات تطبيقها، والإشراف على تنفيذها.
٭ الموافقة على طلبات التعاون الواردة من خارج الوزارة.
٭ دراسة ما يُعرض عليها من الأمانة العامة للمجمع.
٭ إقرار برنامج إنتاج إصدارات المصحف الشريف، وترجمات معانيه إلى مختلف اللغات.
٭ الموافقة على اختيار المقرئين للمصحف المرتل.
٭ الموافقة على ما يتم اختياره من مركز الدراسات القرآنية، ومركز خدمة السنة والسيرة النبوية من الكتب، والموضوعات العلمية تأليفاً، وتحقيقاً، وترجمة، ونشراً.
٭ إقرار خطة التدريب للعاملين في المجمع.
٭ إقرار الميزانية للأمانة العامة للمجمع.
٭ اعتماد الضوابط والمعايير التي تُصرف على ضوئها المكافآت لأعضاء الهيئات واللجان والمتعاونين.
٭ إقرار اللوائح والأنظمة التي يحتاجها المجمع.
٭ اتخاذ ما تراه محققاً للمصلحة الامة في الحالات المستجدة من الأمور التي لم يرد ذكرها في اختصاصات الأجهزة المختلفة.
٭ الإطلاع على التقرير السنوي للمجمع والبت في الأمور التي يتضمنها.
المجلس العلمي للمجمع:
يرأسه الأمين العام للمجمع، وتتبلور مهامه واختصاصاته في رسم خطة عمله وفقاً لأهداف المجمع، واقتراح ما يؤدي إلِى تطوير الأعمال العلمية فيه، ودراسة القضايا والبحوث ذات الصبغة العلمية والتي تتعلق بعلوم القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة وترجمات معاني القرآن الكريم والعلوم الإسلامية، ودراسة ما يُكلف به من بحوث ودراسات من قبل معالي الوزير المشرف العام على المجمع، ودراسة التقارير المعدة من قبل اللجان والجهات العلمية في المجمع وإبداء الرأي فيها.
اللجنة العلمية لمراجعة مصحف المدينة النبوية:
تعنى بكافة الخطوات اللازمة للتأكد من سلامة وصحة إصدارات المجمع المطبوعة من مصحف المدينة النبوية حيث تتولى مراجعته على أمهات كتب القراءات والرسم والضبط والفواصل والوقف والتفسير وتجيز طباعته.
لجنة الإشراف على التسجلات:
تعنى بالإشراف على مختلف التسجيلات التي يصدرها المجمع للتأكد من صحتها وسلامتها وفقاً للقراءات التي تُسجل بها.
وصدر عن المجمع خمسة تسجيلات أربعة منها برواية حفص عن عاصم لأصحاب الفضيلة الشيخ علي بن عبدالرحمن الحذيفي، والشيخ إبراهيم الأخضر، والشيخ محمد أيوب محمد يوسف، والشيخ عبدالله بن علي بصفر، والخامسة برواية قالون لفضيلة الشيخ علي بن عبدالرحمن الحذيفي، وسُجّل برواية حفص عن عاصم بقصر المنفصل للشيخ عماد بن زهير حافظ.
مركز الترجمات:
يعنى بالشؤون العلمية للترجمات وبخاصة القيام بأعمال ترجمات معاني القرآن الكريم إلى مختلف اللغات، ودراسة المشاكل المرتبطة بترجمات معاني القرآن الكريم وتقديم الحلول المناسبة لها، وإجراء البحوث والدراسات في مجال الترجمات، ودراسة الترجمات الحالية، وترجمة ما يحتاج إليه المسلمون من العلوم المتعلقة بالقرآن الكريم، وهناك مجلس للترجمات يعنى بالنظر في مختلف شؤون الترجمات.
مركز البحوث والدراسات الإسلامية:
يعنى بالقيام بالبحوث العلمية والدراسات المتخصصة المتعلقة بالعلوم الإسلامية وخاصة في مجالات الدعوة الإسلامية، وكذلك الدراسات المتعلقة بالمجتمعات الإسلامية والأقليات والجاليات المسلمة في مختلف شؤونها، ورصد ما يُنشر عن الإسلام وإعداد الرد عليها.
ويساعد في إنجازات المركز مجلسه العلمي، ولجنة البحوث، ولجنة المتابعة والتحليل، ولجنة الإشراف على مشروع الإنترنت.
مركز خدمة السنة والسيرة النبوية:
أنشئ المركز بالأمر السامي الكريم ذي الرقم 5/793/م المؤرخ في 20/4/1406ه المتضمن الموافقة على قيام الجامعة الإسلامية بإنشائه بالتعاون مع المجمع لطباعة ما يتم إعداده وتحقيقه.
ويعنى المركز بجمع وحفظ الكتب المخطوطة والمطبوعة والوثائق والمعلومات المتعلقة بالسنة والسيرة النبوية وإعداد الموسوعات الخاصة بها، وتحقيق ما يمكن من كتبها، وإعداد البحوث العلمية التي تخدمها وردّ الأباطيل ودفع الشبهات عنها، وترجمة ما تدعو الحاجة إليه منها.
وطبع المجمع من إنتاج المركز كتاب «اتحاف المهرة بالفؤاد المبتكرة من أطراف العشرة» للإمام الحافظ أحمد بن علي بن محمد بن حجر العسقلاني ويقع في عشرين مجلداً، وفهرس، وكتاب «المستشرقون والسنة النبوية»، وكتاب «فضائل المدينة».
مركز الدراسات القرآنية:
يعنى بجمع وحفظ الكتب المخطوطة والمطبوعة والوثائق والمعلومات المتعلقة بالقرآن الكريم وعلومه، والعمل على تحقيق الكتب المتعلقة بالقرآن الكريم، وردّ الأباطيل ودفع الشبهات التي تثار عن القرآن الكريم، وصدر عنه التفسير الميسر للقرآن الكريم.
مركز التدريب والتأهيل الفني:
يعنى بتدريب الكوادر السعودية لتأهيلها فنياً للعمل بمختلف أقسام المجمع الفنية سواء في مجال التحضير والتجهيز والمونتاج أو الطباعة أو التجليد أو الصيانة.
ويهتم المجمع بتدريب الكوادر السعودية لتأهيلها فنياً للعمل بمختلف أقسام المجمع الفنية سواء في مجال التحضير والتجهيز والمونتاج أو الطباعة أو التجليد أو الصيانة، ونظم لهم إحدى عشرة دورة تدريبية إعدادية.
ويتم ابتعاث عدد من المتفوقين من خريجي دورات المركز إلى الكليات والمعاهد المتخصصة داخل المملكة وخارجها.
ومن جهة أخرى، وفي إطار تحقيق أهداف المجمع، وإسهاماً منه في نشر القرآن الكريم وتجويده، ينظم المجمع دورات تجويدية للقرآن الكريم برواية حفص عن عاصم لحفظة كتاب الله الكريم لمنحهم إجازة قراءة على يد عدد من المشايخ العاملين في المجمع، كما تم تدريب عدد من مستخدمي الحاسوب على كيفية التعامل معه باستخدام البرامج المناسبة لأعمالهم.
طاقة المجمع الإنتاجية:
تصل الطاقة الإنتاجية للمجمع إلى ما يربو عن عشرة ملايين نسخة من مختلف الإصدارات سنوياً للوردية الواحدة.
ووصل عدد الإصدارات التي أنتجها المجمع إلى حوالي تسعين إصداراً موزعة بين مصاحف كاملة وأجزاء وترجمات وتسجيلات وكتب للسنة والسيرة النبوية وغيرها. وللمجمع مخطوطتان خاصتان به بروايتي حفص عن عاصم وورش عن نافع كتبها خطاط المجمع وروجعت من قبل لجنة علمية بالمجمع، كما شارف المجمع على الانتهاء من كتابة مخطوطتين أخريين خاصتين به بروايتي الدوري وقالون.
إنتاج المجمع وتوزيعه:
وصل إنتاج المجمع إلى أكثر من 165 مليون نسخة حتى منتصف 1422ه، وفيما يخص إصداراته التي يتم توزيعها داخلياً وخارجياً فقد تجاوت 147 مليون نسخة منذ بدء التوزيع في 23/5/1405ه (1985م) حتى التاريخ نفسه.
وتجدر الإشارة إلى أن إصدارات المجمع المطبوعة أو المرتلة يراعى في اختيارها وإنتاجها وتوزيعها المواءمة بين حاجات المسلمين إليها، وبين الاستفادة القصوى من الإمكانات الكبيرة التي أمر بتوفيرها للمجمع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز.
مساحة المجمع ومرافقه:
تقدر مساحة المجمع بمائتين وخمسين ألف متر مربع، ويُعَدُّ المجمع وحدة عمرانية متكاملة في مرافقها إذ يضم مسجداً، ومباني للإدارة، والصيانة، والمطبعة، والمستودعات، والنقل، والتسويق، والسكن، والترفيه، والمستوصف، والمكتبة، والمطاعم وغيرها. ونال تصميم المجمع ذو الطابع الإسلامي الأصيل جائزة المدينة المنورة في رجب 1416ه (ديسمبر 1995م).
هدية سنوية من خادم الحرمين الشريفين للحجاج:
إنفاذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - يرحمه الله - بتقديم نسخة من إصدارات مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة لضيوف الرحمن من حجاج بيت الله الحرام، يواصل المجمع سنوياً توزيع هدية خادم الحرمين الشريفين على كل حاج عند مغادرته منافذ المملكة عائداً بسلامة الله وحفظه إلى بلاده بعد أن أدى مناسك الحج في يسر وطمأنينة متمتعاً بالتسهيلات الكبيرة وبالإمكانات الهائلة التي وفرتها له المملكة.
تبويب إنتاج المجمع
من الترجمات:
يمكن تبويب ترجمات معاني القرآن الكريم إلى مختلف اللغات وفقاً لما يلي:
يصل مجموع لغات الترجمات إلى 40 لغة، وعدد إصدارات الترجمات إلى 57 ترجمة، والعمل جار لإنجاز ترجمات أخرى.
موقع للمجمع على الإنترنت:
للمجمع موقع على شبكة الإنترنت، وقد تكونت لجان للإعداد للموقع، وتم إدخال كثير من المواد، والمعلومات به، ووضعت خطة له جار تنفيذها تمهيداً لافتتاحه رسمياً.
إدارات الأمانة العامة للمجمع:
٭ إدارة الشؤون العلمية.
٭ إدارة الشؤون الإدارية والمالية.
٭ إدارة الشؤون الفنية.
٭ إدارة التسويق والبيع.
٭ إدارة العلاقات العامة.
٭ إدارة الحاسب الآلي.
انفراد المجمع بنظام دقيق للمراقبة متعدد المراحل:
تُعَدُّ مراقبة الإنتاج المحور الرئيس للتأكد من سلامته، وينفرد مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف باتباع أسلوب رقابي متميز على إصداراته لا يوجد في أي مؤسسة طباعية أخرى في العالم، إذ تشمل مراقبة الإنتاج كلا من مراقبة النص، والمراقبة النوعية، والمراقبة النهائية:
1 - مراقبة النص: تتم مراقبة النص عن طريق لجنة مستقلة مختصة في علوم القرآن من تجويد وقراءات ورسم وضبط. وهي الوحيدة المسؤولة عن إعطاء الأمر بالبدء بالطبع لأي ملزمة بعد التأكد من سلامة النص وذلك في كافة مراحل إنتاجها من قسم الإعداد وحتى الانتهاء من الطبعة بكاملها.
٭ - المراقبة النوعية: وهي المسؤولة عن اكتشاف أية أخطاء محتملة على خطوط الإنتاج المختلفة من طباعة وتجميع، وخياطة، وتجليد ومعالجتها في حينه.
3 - المراقبة النهائية: بالإضافة إلى وجود رقابة مستمرة من لجنة مراقبة النص للتأكد من سلامة النص القرآني المطبوع، ووجود مراقبة ميدانية ونوعية ترافق كافة مراحل العمل، يوجد أيضاً جهاز كامل للمراقبة النهائية يزيد عدد العاملين به على 600 مراقب نهائي يبدأ عمله من حيث تنتهي عمليات تجليد المصاحف لتحقيق مزيد من الدقة والتأكد من صحة الإصدارات ومطابقتها للمواصفات الفنية المحددة لها، وهذا النوع من المراقبة ينفرد به المجمع عن غيره من كبريات دور الطباعة العالمية.
هذا ويستخدم المجمع في كافة مراحل التحضير والمونتاج والطباعة والتجليد أفضل المواد المتاحة وذات المواصفات المميزة، كما يستخدم الحاسبات الآلية في مختلف أعماله.
أسلوب المجمع في اختيار إصداراته:
يراعي المجمع في اختيار إصدارته المطبوعة أو المرئية، وإنتاجها، وتوزيعها المواءمة بين حاجات المسلمين إليها، وبين الاستفادة القصوى من الإمكانات الكبيرة التي أمر بتوفيرها للمجمع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله -.
وعند عرض خطة الإنتاج للموافقة عليها، تأخذ الأمانة العامة في اعتبارها تنفيذ الأوامر السامية، والكميات الموجودة في المستودعات، وتنويع الإصدارات مع المحافظة على دقة طباعتها وسلامتها.
ويضع المجمع ضمن خططه المستقبلية العمل على زيادة إنتاجه وتنويعه، ويدرس باستمرار أفكاراً ونماذج جديدة من الإصدارات المطبوعة والمسجلة.
المجمع وخدمة المجتمع:
لا يدخر المجمع وسعاً للمشاركة في مختلف المناسبات المحلية والخارجية سواء أكان ذلك عن طريق المندوبين المشاركين في المعارض، أو عن طريق طرح إصداراته وعرضها.
وعلى سبيل المثال شارك المجمع في معارض الصناعات الوطنية، ومعارض الكتب، إضافة إلى مساهمته في مهرجان الجنادرية السنوي بعرض نماذج من إنتاجه بالمهرجان، كما شارك أيضاً في عدد من المعارض والمناسبات الخارجية.
غير أن الخدمة المتميزة التي يقدمها المجمع للمجتمع السعودي بصفة خاصة والإسلامي بصفة عامة هي تزويده بإصداراته من مصحف المدينة النبوية على أرقى مستوى من الطباعة والمراجعة والدقة.
ومن خلال توزيع إصداراته، ساهم المجمع في خدمة المجتمع وفقاً لما يلي:
٭ تقديم هدية خادم الحرمين الشريفين لحجاج بيت الله الحرام.
٭ تزويد الحرمين الشريفين ومساجد المملكة بالمصاحف.
٭ تزويد طلبة وزارة المعارف، وطالبات الرئاسة العامة لتعليم البنات بالمصاحف.
٭ المشاركة - بإصدارات المجمع - في منح جوائز الفائزين في مسابقات حفظ وتلاوة القرآن الكريم المحلية والعالمية.
٭ إتاحة الفرصة للمشاركين في مسابقات القرآن الكريم، وفي جائزة المدينة المنورة، وفي مهرجان المدينة المنورة لزيارة المجمع.
المشاركة في الاحتفال بالذكرى المئوية لتأسيس المملكة:
أصدرت الأمانة العامة للمجمع كتاباً عنوانه «مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف ثمرة من ثمرات تأسيس المملكة العربية السعودية»، ويأتي هذا الكتاب مساهمة من المجمع في الاحتفال بالذكرى المئوية لتأسيس المملكة على يد المغفور له الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود - رحمه الله -.
ندوات:
نظم المجمع خلال عام 1421ه (ندوة عناية المملكة العربية السعودية بالقرآن الكريم وعلومه)، كما سينظم بمشيئة الله خلال العام الحالي 1422ه (ندوة ترجمة معاني القرآن الكريم تقويمٌ للماضي، وتخطيطٌ للمستقبل).
العاملون في المجمع:
يعمل بالمجمع حالياً نحو 1700 شخص بين علماء وأساتذة جامعات وفنيين وإداريين، ونسبة السعوديين منهم تصل إلى حوالي 70٪. وتعمل الكفاءات السعودية الآن في مختلف الأقسام الفنية بالمجمع، ويتابع المجمع تطوير مهاراتهم الفنية والإدارية لتتناسب مع احتياجاته.
وتعمل الأمانة العامة للمجمع جاهدة لاستمرار زيادة نسبة السعوديين في المجمع آخذة في الاعتبار طبيعة العمل في المجمع وأهمية تدريب الفنيين السعوديين الجدد على العمل فيه، ويسير المجمع وفق خطة للتدريب تراعي توفير احتياجاته من مختلف الكوادر الوطنية من خلال دورات تدريبية منتظمة في مركز التدريب والتأهيل الفني، وتدريب على رأس العمل، وغير ذلك.
زوار المجمع:
زار المجمع نحو مليوني مسلم ومسلمة من مختلف بلدان العالم، جاءوا ليشاهدوا هذا الصرح الإسلامي الشامخ الذي يُعَدّ من الأعمال الجليلة التي قامت بها المملكة العربية السعودية لخدمة الإسلام والمسلمين.
وأبدى الزوار إعجابهم بهذا الصرح الإسلامي الشامخ لما شاهدوه ولمسوه من عناية فائقة في طباعة ومراجعة إنتاج المجمع، وحرصوا على تسجيل شكرهم لله تعالى ثم للمملكة العربية السعودية على طباعة ونشر كتاب الله بهذه العناية الفائقة وبهذا الانتشار الواسع على النطاق العالمي. ويحرص المجمع أن يشرح لزواره مختلف مراحل العمل وضوابطه في أقسامه الفنية، وأن يطلعهم على الإمكانات الطباعية المتقدمة المتوفرة به.
إن مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف وهو هدية خادم الحرمين الشريفين للمسلمين في كل مكان أصبح من المعالم المهمة في المدينة المنورة، وهو معقل حصين لحفظ وصيانة ونشر كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
وبعون الله وتوفيقه ثم بالقيادة الحكيمة لهذه البلاد التي شرفها الله بالحرمين الشريفين وبنزول كتابه العزيز بها وانطلاقه منها، ستظل المملكة العربية السعودية مصدراً لكل ما فيه خير الإسلام والمسلمين، ومن هذا الخير العميم طباعة المصحف وتسجيله بأفضل التقنيات الحديثة وتوزيعه على المسلمين.
المجمع في سطور
٭ المجمع إحدى الصور المشرقة التي تقدمها المملكة العربية السعودية لخدمة الإسلام والمسلمين في مختلف أرجاء العالم.
٭ خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - يرحمه الله - وضع حجر الأساس للمجمع عام 1403ه، وافتتحه عام 1405ه، ورعاه فكرة وتنفيذاً وتطويراً.
٭ ينتج المجمع سنوياً ما متوسطه عشرة ملايين نسخة، ويوزع مثلها، وقد أنتج أكثر من 90 إصداراً و165 مليون نسخة، وُزع منها أكثر من 147 مليون نسخة على المسلمين في جميع القارات.
٭ نسبة سعودة الوظائف الفنية والإدارية 70٪.
٭ 57 ترجمة لمعاني القرآن الكريم ب (40) لغة أصدرها المجمع.
٭ المجمع يجري دراسات وأبحاثاً مستمرة لخدمة الكتاب والسنة.
٭ يضم المجمع أحدث ما وصلت إليه تقنيات الطباعة في العالم.
هذا وسيظل المجمع عامراً بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم تشع منه أنوار الإيمان لتعم جميع المسلمين في شتى أقطار المعمورة على هيئة نُسخ من كتاب الله وأشرطة مسجلة بأصوات كبار وأشهر المقرئين ونشرات وكتيبات من السنة المطهرة تحمل أريج النبوة وسيرة أفضل الرسل لكل من يهفو قلبه لذكر الله.
سيظل هذا المجمع شامخاً وشاهداً على ما أولاه خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز غفر الله له ورحمه رحمة واسعة من اهتمام وعناية بكلام الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.