نوه سفير خادم الحرمين الشريفين لدى سويسرا وليختنشتاين حازم بن محمد صالح كركتلي بمناسبة ذكرى اليوم الوطني ال83 للمملكة العربية السعودية وقال في تصريح صحفي أتشرف بأن انتهز هذه المناسبة العزيزة على قلوبنا جميعاً بأن أرفع إلى مقام خادم الحرمين الشريفين وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع وصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء والمستشار والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين وكافة أفراد الأسرة المالكة الكريمة واخواني وأخواتي أبناء الشعب السعودي الوفي أسمى آيات التهاني والتبريك داعياً المولى عز وجل أن يعيد أمثالها على قيادتنا وبلادنا وشعبنا بالخير والسؤدد. واضاف إننا في هذه المناسبة المباركة نستذكر يوماً عزيزاً علينا جميعاً قام فيه قائد فذ مؤمن بربه ومعتمد عليه ومسلح بإيمان راسخ، مستعيناً بعد الله بعدد من الرجال المخلصين بتوحيد هذا الكيان العظيم الذي كان يعاني من الشتات والفرقة والتخلف وتسوده الخلافات والنزاعات، بتوحيده تحت راية لا إله إلا الله محمد رسول الله، فجمع الشتات وأرسى دعائم الأمن والاستقرار والتآلف لدولة عصرية أصبح يشار إليها اليوم بالبنان في الرقي والتطور، بفضل الله ثم بفضل هذا الجهد المبارك الذي قام به الملك المؤسس عبدالعزيز -يرحمه الله- الذي سيظل التاريخ يخلد ذكراه، وبفضل الجهود المخلصة التي قام بها من بعده ابناؤه البررة الملوك سعود، فيصل، خالد، فهد، وحتى العهد الزاهر الذي نعيش اليوم أبهى صوره في ظل خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني يحفظهم الله جميعاً، الذين سخروا أنفسهم لخدمة دينهم ثم بلدهم وأبنائه الأوفياء، فحولوا هذه الصحراء إلى واحات عصرية تضاهي ما وصلت إليه أرقى دول العالم، ولم يدخروا في سبيل ذلك جهداً ولم يوفروا غالياً أو نفيساً إلا بذلوه. إنه لن يكون من الإنصاف أن نعدد في هذه العجالة الانجازات التي تحققت في المملكة منذ تأسيسها على يد الملك المؤسس عبدالعزيز - طيب الله ثراه - وحتى اليوم في مختلف المجالات، إلا أن أحداً لا ينكر أو يخفى عليه ما تعيشه بلادنا ولله الحمد والمنة من رخاء اقتصادي وأمن وأمان وتطور ملحوظ في كافة مناحي الحياة جعلها تتبوأ مكانة دولية مرموقة، فأصبحت قبلة للدول وزعمائها يتجهون إليها إما لطلب المشورة والرأي أو العون والوساطة لثقتهم في قدرتها وحكمة قادتها وسياستها التي تهدف إلى خير البشرية جمعاء دون التفريق بين جنس أو لون أو دين، وما مبادرة خادم الحرمين التاريخية للحوار بين أتباع الديانات والثقافات المختلفة والاهتمام العالمي بها الذي تمثل في عقد المؤتمرات الدولية حولها وعرضها في منظمة الأممالمتحدة، ومن ثم انشاء مركز الملك عبدالله الدولي للحوار في فيينا عاصمة النمسا إلا دليل على أهمية هذه المبادرة الإنسانية الكريمة واقتناع العالم بأهميتها وحكمة وحنكة من ورائها قائد هذه البلاد المباركة خادم الحرمين الشريفين أطال الله بقاءه. وعلى المستوى الاقتصادي الدولي فانضمام المملكة إلى مجموعة العشرين التي تمثل أقوى اقتصاديات العالم ومشاركتها الدائمة والمستمرة في مؤتمراتها واجتماعاتها ما هو إلا دليل على قوة المملكة الاقتصادية من ناحية وحكمة واعتدال سياستها الاقتصادية وثقة العالم فيها من ناحية أخرى وخاصة تلك السياسة المتعلقة بالبترول الذي يعد حالياً عصب الاقتصاد العالمي، حيث يعرف العالم تلك السياسة الحكيمة والمعتدلة والمتوازنة التي تراعي مصالح الدول المستهلكة مثلما تراعي مصالح الدول المنتجة والدور الحيوي والكبير الذي تلعبه المملكة داخل منظمة الأوبك لتحقيق هذا التوازن والحفاظ على أسعار البترول عند مستويات تحقق مصالح الطرفين المنتج والمستهلك، الأمر الذي أكسبها تقدير وثقة العالم وقياداته المختلفة، ناهيك عن المساعدات المالية والاقتصادية التي تقدمها المملكة للدول المحتاجة، حيث تعد المملكة من أكبر دول العالم تقديماً للمساعدات مقارنة بدخلها الوطني، ووقوفه مع تلك الدول أثناء المحن والكوارث دون التفريق بين لون أو جنس أو دين وإنما كانت النظرة يغلب عليها دوماً الطابع الإنساني الذي يسعى إلى خير البشر أينما وجدوا. وفي مجال الأمن العالمي كانت ولا زالت المملكة من الدول السباقة والداعمة والداعية إلى محاربة الارهاب والتطرف ونبذ العنف والكراهية ونشر السلام في كافة أرجاء الأرض، السلام الذي يدعو إليه ديننا الحنيف، وعلى سبيل المثال لا الحصر فقد عقدت في المملكة العديد من المؤتمرات الدولية لهذا الغرض كالمؤتمر الدولي الذي احتضنته مدينة الرياض عام 2005م، ودعوة خادم الحرمين الشريفين لإنشاء مركز دولي لمكافحة الارهاب تحت مظلة الأممالمتحدة، وغير ذلك من الجهود. وعلى المستوى الداخلي فقد تحققت في بلادي بفضل الله العديد من الإنجازات التي تتحدث عن نفسها وتظهرها الحقائق والأرقام وليس القول، ففي المجال الأمني نرى ولله الحمد بلادنا تنعم بأمن وأمان لا مثيل له في وسط عالم قلق وأوضاع مأساوية في العديد من دول العالم بفضل الله ثم بفضل القيادة والسياسة الحكيمة والمدروسة لقيادتنا الرشيدة والتي جعلت من المملكة واحة أمن وأمان واستقرار فلله الحمد والمنة. وفي مجال التعليم وإدراكاً من ولاة أمرنا يحفظهم الله وإيمانهم بأن الاستثمار في الإنسان السعودي هو حجر الزاوية في تقدمنا ورقينا، فقد جعلوا الاهتمام به وبتعليمه وتثقيفه في أولويات الاهتمام، حيث خطت المملكة خطوات جبارة في هذا المجال حيث ضاعفت عدد المدارس والجامعات والمعاهد العلمية المختلفة في شتى مناطق المملكة تلك الصروح التي تضاهي مثيلاتها في دول العالم المتقدمة، وتمت زيادة أعداد الطلاب والطالبات المبتعثين للدراسة في الخارج والذين تم الحاقهم بأفضل الجامعات في دول العالم المتقدم شرقاً وغرباً وفق برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي والذي يزيد عدد طلابه حالياً عن مئة وثلاثين ألف طالب، تتطلع المملكة لعودتهم إلى بلدهم بعد اكمال دراستهم حاملين الشهادات ومكتسبين المعرفة والخبرة التي تؤهلهم لمشاركة اخوانهم من أبناء هذا الوطن الغالي في مواصلة مسيرة الخير والبناء والنماء. وفي إطار اهتمام الدولة بمواطنيها وحرصاً منها على رعايتهم شهد القطاع الصحي بالمملكة قفزات نوعية وكمية كبيرة خلال السنوات الأخيرة فتضاعف عدد المستشفيات والمؤسسات الطبية التي يعمل بها العديد من أبناء هذا الوطن من أطباء وفنيين وغيرهم وصارت المملكة مقصداً للعديد من مواطني دول العالم وحتى الدول المتقدمة في أوروبا وغيرها الذين يأتون للمملكة لتلقي العلاج لثقتهم فيما وصلت إليه الخدمات الطبية والطبيب السعودي بشكل خاص من تقدم وتطور. وفي نهاية تصريحي أرفع أكف الضراعة إلى الله العلي القدير ان يديم على بلادنا أمنها وأمانها ورخاءها واستقرارها ولحمتها في ظل قيادتها المخلصة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد الأمين وسمو النائب الثاني حفظهم الله، وأن يديم رايتها مرفوعة وشامخة أبد الدهر وأن يوفقنا جميعاً مواطنين ومسؤولين للقيام بواجبنا في خدمة ديننا ومليكنا ووطننا.