أمن الوطن واستقراره شرط أساسي لنموه الاقتصادي وتطوره ورقي شعبه. إن المتتبع لمسيرة الاقتصاد السعودي لا يمكنه أن يغفل الرؤية الثاقبة والحنكة السياسية التي تمتع بها الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه. فتوحيد الوطن وإرساء امنه كان من أولوياته قبل أن يظهر النفط ويكون رافدا ومكملا لتأسيس كيان الدولة وتنميتها في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية لتصبح المملكة العربية السعودية في مصاف الدول المتقدمة. هذه الرؤية نتج عنها بناء وطن من العدم ولم يكن مشوار البناء سهلاً طوال العقود الثمانية الماضية حيث مر العالم بأزمات وحروب في كل عقد تقريبا وأثرت هذه الحروب والأزمات على جميع دول العالم بما فيها المملكة ورغم ذلك بقيت شامخة وراسخة. منذ عهد الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه مرورا بأبنائه الذين تولوا من بعده مقاليد الحكم والعمل على تحقيق رؤيته هو الهاجس الأكبر. وحتى يومنا هذا في عهد خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - يحفظه الله- كان ولا زال مصدر التشريع واحدا وهو القرآن الكريم والسنة النبوية على صاحبها افضل الصلاة والسلام. وهذا من فضل الله علينا وكرمه أن نسير على نفس الخطى. التنمية والتعليم والصحة ورفاهية المواطن هي الهم الأكبر لخادم الحرمين الشريفين -يحفظه الله- وهذا ما لمسناه طوال الأعوام الثمانية الماضية منذ توليه مقاليد الحكم حيث حرص على اقرار كل ما من شأنه خدمة الوطن والمواطن. دورنا كمواطنين أن نقف عند هذا اليوم لنتأمل مسيرة البناء والتنمية والعطاء ونعمل على اكمالها كل في مجاله بعيدا عن الأنا وحرصا على تحقيق مسعى الدولة لأمن وأمان الوطن والمواطن. هذا اليوم فرصة لإحياء الوطنية وتربية الجيل الجديد على حب الوطن والولاء له في كل الظروف فالمهم دائما ان نبقى يدا واحدة ضد كل من يحاول العبث بأمن الوطن وأمانه كائنا من كان. فلنستغل هذه المناسبة في ايام الرخاء لتقوية اواصر اللحمة الوطنية والبقاء سدا منيعا ضد العابثين وهذا ما يجعل الوطن شامخا وقويا كما كان دائما ومنذ توحيده على يد المؤسس-رحمه الله-. يبقى الدور على كل مسئول حمل الأمانه على عاتقه بأن يؤدي الأمانة بما يرضي الله سبحانه وتعالى وأن يعمل بإخلاص على ما يحقق اهداف التنمية التي اقرها واعتمدها وأمر بها ولي الأمر -حفظه الله-.