هيئة السياحة تتسأل وتستغرب عن أسباب عزوف المستثمرين عن الاستثمار السياحي بمديني "الليث والقنفذة" وهاتان المدينتين لمن لا يعرفهما تقعان على الشريط الساحلي الغربي من المملكة على البحر الأحمر، فالقنفذة تقع جنوبجدة وتبعد 350 كيلو متراً تقريباً، والليث أيضاً تبعد بما يقارب 190 كيلو أيضاً جنوبجدة. هاتان المدينتان تتميزان بسواجل جذابة ونقية لم يصل لها أحد للآن وتعتبر من أفضل السواحل كما هي "أملج والوجه وضبا وغيرها شمال". الأستاذ محمد العمري وهو المدير التنفيذي للهيئة للسياحة والآثار تساءل مستغرباً ومتعجبا أنه لم يتقدم أي مستثمر للاستثمار بهذه المناطق البحرية الجذابة والجميلة، ويمكن لي أضيف لها مناطق شمال جدة من أملج حتى ضبا وهو لا يعرف الأستاذ محمد العمري لماذا المستثمرون لم يأتوا للاستثمار رغم تسهيلات الدولة للإيجار بأسعار رمزية والتأجير لمدة 50 سنة. وهذه مشكلة كبيرة أن يكون مسؤول بهيئة الاستثمار لايعرف أسباب عزوف المستثمرين عن الاستثمار بهذه المناطق "القنفذة والليث" أو غيرها ممن على شواطئ البحر الأحمر. وسأفيد الأستاذ محمد العمري الأسباب الحقيقة لماذا لا يأتي المستثمرون. هاتان المنطقتان "الليث والقنفذة" بلا مطارات لنقل المسافرين لهما ولا قطار ولا شيئا آخر عدى السيارات الخاصة الشخصية ومع غياب النقل العام وانعدامه. عدم وجود صندوق تمويل للمستثمرين يمول بناء المشاريع كالفنادق والمرافق والخدمات. عدم اكتمال الخدمات بشمولية كبيرة كالصرف الصحي والكهرباء والماء وغيرها. عدم وجود المرافق الحكومية الكاملة لكي تسهل عمليات وإجراءات المستثمرين. وضع البنية التحتية على البحر والسواحل وما يتاح للمستثمر منها وآلية البناء والتشييد بها. ضعف الترويج لهذه المناطق سياحياً بحيث تكون هدفا استثماريا للسياحة مستقبلاً. ماهي التسهيلات الأرضية والمالية التي ستقدم للمستثمر لكي تغريه أن يستثمر بهذه المناطق فهو لن يأتي بدون ميزة مالية. هذه أبرز وليس كل العوامل التي تعيق المستثمر بهذه المناطق، فلا يكفي توفر البحر والأرض لكي نقول استثمار سياحي بل هي جملة من الإصلاحات والخدمات والدعم اللوجستي والتسهيلات والتمويل وغيرها من التفاصيل. السياحة صناعة وهذه لم تصل حتى الان فكيف نستغرب رفض المستثمر الذي هو أكثر حنكة وذكاء.