تعتبر مدرسة بن يوسف من أجمل المعالم الأثرية في مدينة مراكش إحدى أشهر مدن المغرب وأبرزها على مستوى السياحة العالمية، تقع المدرسة في عمق المدينة القديمة قرب ساحة جامع الفناء الشهيرة. حيث شكلت على امتداد أربعة قرون معقلا للعلماء ومقصدا لطلاب العلم المتعطشين للعلم والمعرفة في مختلف العلوم خاصة منها الدينية والفقهية، ويعود تاريخ بناء المدرسة إلى الفترة ما بين 1564 – 1565 في عهد السلطان السعدي عبدالله الغالب. وتشير بعض المصادر إلى أن المدرسة تنسب إلى عهد المرينيين، لكن تؤكد مصادر أخرى صحة نسبتها إلى عصر حكم السعديين أثر اكتشافات لنقوش متعددة تدعم هذا القول. فيما تقدر مساحتها بنحو 1680 متراً مربعاً وهي ذات شكل مربع. بابها مغطى بالبرونز المنقوش حيث يتم الولوج إلى الداخل عبر ممر مغطى بسقف يضيء المكان من خلال مجموعة من الفتحات إلى أن تصل إلى معبر يؤدي بدوره إلى مختلف أنحاء المبنى، كذلك قبل الدخول إلى فناء المدرسة تلفت نظر الزائر قبة من المقرنس بالجبس تحمل نقوش ملونة. ويوجد في الجهة الشمالية بيت للصلاة مكون من ثلاث بلاطات عرضية يفصلها مجموعة من الأعمدة وهي بلاطات توجد على خزانات خشبية كانت تستعمل في السابق مكتبة خاصة بنزلاء المدرسة. وتقع قاعة الوضوء في أول الممر الغربي وهي حوض مربع الشكل يستعمل للوضوء تغطيه قبة جبسية مدعمة بأعمدة رخامية,أما الطابق العلوي فتوجد فيه حجرات الطلبة حيث يتشابه الطابق السفلي مع العلوي بالتصميم والممرات ويبلغ عدد الغرف المخصصة للطلبة 132 غرفة، وتجدر الإشارة ان المدرسة لم تشهد إلقاء الدروس داخل حجراتها كما يتصور البعض بل كانت الدروس تلقى داخل جامع بن يوسف المجاور. في حين المدرسة كانت بمثابة حي جامعي حيث يعيش الطالب ويراجع دروسه بها بينما كانت قاعة الصلاة تستعمل لأداء الواجب الديني، في تنوع مواد البناء والزخارف يجعل من مدرسة بن يوسف تحفة فنية في المعمار الأصيل وسجلا للفن المغربي في تلك الحقبة، فخشب شجر الأرز المجلوب من منطقة الأطلس يوجد في كل أنحاء المدرسة في القباب وقاعة الصلاة وسقوف الممرات أيضا الرخام الإيطالي الذي استعمل كثيرا في هذه المدرسة في أعمدة قاعة الصلاة والمحراب وقاعة الوضوء، أما الجبس فيلاحظ انه الأكثر استخداما في تزيين المدرسة كما تدل على اللوحات الكبيرة من الجبس المنقوش التي تغطي واجهات الفناء وقاعة الصلاة ومما يزيد في جمال المبنى استعمال الزليج – الفسيفساء – بألوانه وأشكاله الهندسية وتقنياته المختلفة وتجد ذلك أسفل الجدران والأعمدة. أما الأرضية فهي مرصعة بالرخام الإيطالي خاصة الصحن مع تغطيته لأرض قاعة الصلاة والغرف والممرات والإدراج والصحون الصغيرة. الزخارف الجبسية والكتابات الشعرية تبهر الزائر أشعة الشمس تدخل مبنى المدرسة من خلال الفتحات فناء المدرسة من الداخل