كشف وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، أن روسيا وافقت على اللجوء للفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة، في حال إخلال الرئيس السوري بشار الأسد، بالمبادرة الروسية - الأميركية بشأن تسليم دمشق ترسانتها الكيميائية ووضعها تحت الرقابة الدولية تمهيداً لتدميرها. وقال كيري في مؤتمر صحافي مشترك امس مع نظيريه الفرنسي، لوران فابيوس، والبريطاني، وليام هيغ، بعيد لقاء جمع بينهم والرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، في الإليزيه، إن "روسيا وافقت على الفصل السابع في حال عدم الالتزام بالاتفاق واستخدام الأسلحة الكيميائية في سورية"، مشيراً إلى أن "تطبيق الفصل السابع يأتي تلقائياً في حال عدم الالتزام بالاتفاق". واكّد على مراقبة "مدى التزام الأسد بتعهداته حيال وضع السلاح الكيميائي تحت المراقبة الدولية"، وقال "نسعى إلى تفعيل المبادرة الروسية لاحتواء الأسلحة الكيميائية السورية.. ونحن مصرون على هذه الهيكلية الخاصة لتسليم الأسلحة الكيميائية عبر اتفاقية منع استخدام الأسلحة الكيميائية". وأوضح كيري أن تسليم الأسلحة يعني أن الأسد "سيخسر أداة كان استخدمها ضد الشعب السوري"، معتبراً انه "عند تسليمها ستكون المعارضة السورية في وضع آمن أكثر". غير أنه حذر من أن "الخيار العسكري ضد الحكومة السورية لا يزال مطروحاً في حال فشل المبادرة الروسية"، وقال إن "الأسد فقد كل الشرعية ولا بد من تشكيل حكومة انتقالية". وإذ أكد على أن "اتفاق جنيف سيحمي الأقليات ويأتي بنظام يحترم الآخر"، لفت كيري إلى أن "ثمة صراعا بين التطرف الديني والتعددية واحترام حقوق الشعب"، مشدداً على رغبة الأفرقاء برؤية الشعب السوري يتعايش مع بعضه البعض. واعتبر وزير الخارجية الأميركي أن "الوجود الأميركي في العراق لم يكن سبباً مباشرا لنزوح المسيحيين، بل السبب هو وجود الإرهاب"، وقال "لا يتعلق الأمر فقط بالمسيحيين، لسوء الحظ، بل بالدروز والأقليات الأخرى"، موضحاً أن "ما جرى في العراق هو أن المحققين كانوا يفتشون عن أسلحة لم يكونوا يعلمون بوجودها، ولكن في سورية نبحث عن أسلحة ندرك وجودها ونعرف كميتها وقد اعترف الرئيس السوري باستخدامها". وأشار إلى أن "الاتفاقية هذه ستمنع الأسد من استخدام الأسلحة الكيميائية"، مشددا على أن "السبيل الوحيد للنصر في سورية هو عبر إعطاء الشعب السوري فرصة اختيار قائده الجديد". وقال كيري إنه "لا يمكن القبول بالوعود الشفهية من النظام السوري"، معتبرا ان "الضغوط على دمشق دفعت الرئيس السوري بشار الأسد إلى تغيير مواقفه". ومن جهته، حذر وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، خلال المؤتمر، من أن دمشق ستواجه "عواقب خطيرة" في حال عدم تطبيقها القرار المنتظر صدوره عن مجلس الأمن حول الأسلحة الكيميائية، وقال "إننا عازمون على الحصول على قرار قوي من مجلس الأمن الدولي خلال الأيام المقبلة"، مضيفاً أن القرار "سينص بالطبع على عواقب خطيرة في حال عدم تطبيقه". واعتبر أنه لا يجوز التخلي عن فكرة الضربة العسكرية في حال فشل الاتفاق بشأن كيميائي سورية. وتعليقاً على ما يقوله البعض حول أن الخيار في سورية هو بين الرئيس السوري، بشار الأسد، أو "الإرهابيين"، قال فابيوس، إن هذين الخيارين ليسا وحدهما المتاحين، داعياً بالتالي إلى "تعزيز قدرة المعارضة المعتدلة التي تعترف بحقوق الأقليات والمبادئ التي نريد أن ننطلق منها". وأكّد وزير الخارجية الفرنسي على أن الحل العسكري لن يحل الأزمة في سورية، مشدداً على ضرورة التوصل إلى حل سياسي يتم بين "ممثلين عن النظام وبين ممثلين عن المعارضة السورية". وكشف عن تنظيم "لقاء دولي واسع بمشاركة الائتلاف الوطني السوري المعارض في نيويورك الأسبوع المقبل بمناسبة الجمعية العامة للأمم المتحدة". وشدد على عمل فرنسا مع بريطانيا والولاياتالمتحدة لاتخاذ قرار حاسم في ما يتعلق باستخدام الكيميائي في سورية، مؤكداً علم هذه الدول بأن تقرير مفتشي الأممالمتحدة سيؤكد استخدام الأسلحة الكيميائية في سورية. وقال فابيوس إن "الأسد وافق على المبادرة الروسية تحت ضغوطنا"، مؤكداً أن نزع الكيميائي سيؤدي إلى إضعافه. وبدوره، قال وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ، إن هدف الأفرقاء الغربيين هو التوصل إلى مؤتمر جنيف-2، مضيفاً "سنعمل مع روسيا للتوصل إلى ذلك". واعتبر أنه من الضروري التوصل إلى التزام حقيقي من النظام السوري بعدم استخدام السلاح الكيميائي، داعياً إلى اتخاذ قرار "سريع وملزم وواضح جداً"، بشأن سورية. واشار إلى أنه تم التوصل إلى تقدم مهم في جنيف، معتبراً أن الاتفاق الروسي - الأميركي يجب أن يترجم بالقرار الذي سيصدر عن مجلس الأمن. واضاف "من المهم جداً أن نتعامل مع استخدام الأسلحة الكيميائية كما حصل في آب/أغسطس الماضي وفي أيام أخرى"، غير أنه أكد أن الهدف الأساسي هو إيجاد حل للعنف القائم عبر حل سياسي، وعبر تمكين وصول المساعدات الإنسانية". وأثنى وزير الخارجية البريطاني على عمل كيري مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، معتبراً ان "التهديد الجدي من الولاياتالمتحدة الأميركية ادى الى هذا اللقاء"، داعياً إلى "التوصل الى قرار أممي يلزم النظام السوري بتسليم الأسلحة الكيميائية وتحديد مهلة زمنية محددة لتسليم هذا السلاح". وإذ أكد على أن "النظام السوري قام بتخزين هذا السلاح واستخدمه مرارا وتكرارا"، شدد هيغ على "اهمية مساءلة الأشخاص الذين استخدموا السلاح الكيميائي في ضوء التقرير الصادر عن الأممالمتحدة ". وأعرب عن إصرار الأفرقاء الغربيين على "وضع حد لما يجري في سورية"، مبدياً رغبتهم بعقد "مؤتمر جنيف 2 لوقف ما يحصل، والتوصل لحل سياسي للأزمة السورية". واعتبر وزير الخارجية البريطاني، أنه "لا يمكن ان يتم التوصل الى توافق حقيقي من دون معارضة قوية"، مشدداً على استمرار الغرب ب "دعم المعارضة وتأمين الحلول". وكان بيان صادر عن الإليزيه ذكر، في وقت سابق امس، أن وزيري الخارجية الأميركي، جون كيري، والبريطاني، وليام هيغ، اجتمعوا امس بالرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، بحضور وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس. وأضاف البيان أن المجتمعين اعتبروا أنه من "الأساسي" توصل الأممالمتحدة "لقرار قوي وملزم" بالنسبة إلى سورية يحدد "أطراً زمنية محددة" لوضع السلاح الكيميائي السوري تحت رقابة دولية، وتدميره. ويأتي هذا الإعلان بعد يومين من إعلان وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ونظيره الأميركي جون كيري، التوصل إلى اتفاق على خطوات مشتركة تسمح بحل مسألة تدمير الأسلحة الكيميائية السورية بحلول منتصف العام المقبل.