بالفعل مفارقات هذا الزمن في منتهى العجب بل إن بعض حكايا البشر أقرب إلى الخيال، ودائماً (الإنسان) هو مصدر العناء وضحيته يخترع الحيل والمكائد ليقع فيها ثم إنه الغشّاش الأول في هذا الكون وبسبب أطماعه فقد اقترب من تدمير الكون، ألم يخترع القنبلة الذريّة ويكدّس من الأسلحة الفتّاكة ما يمكنه تدمير الكرة الأرضيّة خمسمائة مرّة.؟؟ ألم يثقب طبقة الأوزون ويتسبب في ارتفاع درجة حرارة الأرض ويُعرّض الكائنات للهلاك.؟؟ الم يلعب بالجينات الوراثية ويحاول تهجين المخلوقات والنباتات لتتكوّن أجناس جديدة..؟؟ من أجل ماذا كل هذا الذي يحدث..؟؟ طبعاً من أجل أطماع الإنسان اللامحدودة، حسناً لنفترض عن حسن نيّة أن أطماع بني البشر مشروعة في بعض الأحيان فماهو المبرر لأن تكون تلك الأطماع دوماً على حساب الآخرين وتدمير حياتهم والتلاعب في صحّتهم بواسطة الغشّ في المنتجات الغذائيّة والزراعية وحتى الصناعات التي تتعلق باحتياجات الإنسان من كساء ودواء لم تسلم من الغش والتسميم..! كنت قد كتبت ساخراً عن ضرورة وجود جهاز للكشف على ضمائر كل من يتقدّم للحصول على ترخيص صناعي له علاقة بحياة الانسان بشكل مباشر حتى يتم التأكد أن صاحب الضمير(الحيّ) لن يغش وبالتالي نقلل من فرص قتل الإنسان حتى ولو على مستوى المقدور عليه. الغشاشون لايهمهم كم من إنسان تضرر وكم من روح قد أزهقت بسبب غشّهم المهم لديهم كم كسبوا جرّاء هذا الغش، قد يقول قائل إن البعض من الغشاشين مغشوش عليهم أصلاً لهذا فهم لايعرفون بأنهم يمارسون سلوكاً ضاراً بالغير ولكن الواقع يثبت أن معظم الغشاشين يعرفون ويدركون أنهم يغشّون ويعلمون خطورة مايفعلون لكن ضمائرهم قد غُيبت وران على قلوبهم الطمع فلايرون غير ألوان الاوراق النقديّة وأصفار ترفع أرصدتهم إلى خانات قد تعجز عن جمعها الحواسيب، سحرهم الجشع فانقلبوا الى وحوش ضارية لاتعرف غير رائحة دم الضحايا، والشواهد على مانقول كثيرة فلا تخلو صحيفة يومية من أخبار اكتشاف عمليات غش وتسمم وتلوث وتقليد وغيرها هذا الذي تكشفه الأجهزة الرسمية وهو فيما يبدو قليل من كثير لم ولن يُكشف لسببٍ أو لآخر..! أكيد أنكم سمعتم وقرأتم عن شحنات الأغنام المريضة التي يحاول البعض ادخالها لبلادنا فتمنع لاكتشاف عوارها لتذهب إلى دولة مجاورة فتفسحها لتحاول إدخالها لنا مرّة أُخرى ، وقضيّة أطنان الدجاج الفاسد الذي حاول مستثمر محليّ رشوة مسؤول المختبر لتمريرها الى بطون آلاف البشر الذين سيقعون في براثن الأمراض، وقطع غيار السيارات المغشوشة، ومصانع الاغذية الملوثة والاجهزة الكهربائيّة الردئية والمنتجات المسرطنة وغيرها الكثير، إنما أعجب ماقرأته في مجالات الغش وإلى أيّ مدى وصل بالغشاشين فقد وقع في أحدى دول اوربا الشرقية حيث تقدّم رجل هناك بشكوى إلى ادارة حماية المستهلك إثر فشل محاولته قتل (كلب) جاره المزعج بدسّ السمّ في طعامه بيد أن الكلب لم يمت مما دفع بالرجل إلى رفع شكوى رسمية ضد مُنتجي السمّ وأنهم قد غشّوا منتجهم غير القاتل..!!! قاتل الله الغش والغشاشين وأيقظ من الغفوة حماية المستهلكين ورحمنا وأياكم أجمعين، آمين....آمين. aalkeaid @alriyadh.com