دعونا نمشي.. جملة استعرتها من عنوان كتاب ألفه الأستاذ القدير أحمد السباعي (المتوفى عام 1404ه) أحد رواد الأدب والثقافة في بلادنا، وشيخ المؤرخين السعوديين، رحمه الله، ويعرض أستاذنا القدير في كتابه الرائد مقالات عن التربية والتوجيه الاجتماعي، ودعوة إلى المشي في طريق التقدم للوطن للحبيب: المملكة العربية السعودية. نعم.. دعونا نمشي.. فالمشي هو الرياضة التي لا تكلف الإنسان مالاً، ولا تحتاج هذه الرياضة إلى رسوم اشتراك في ناد رياضي، ولا تحتاج إلى أجهزة معقدة مثل رياضة الجمباز أو تمارين رفع الحديد وغيرها. كما أن المشي لا يحتاج إلى وقت محدد لممارسته، حيث يمكن ممارسة في أي وقت، بل يمكن أن تزاوله في كل مكان، مع أن إيجاد المكان المناسب أو البيئة الملائمة أمر ضروري أحياناً. وتشجع العديد من الأبحاث والدراسات على رياضة المشي، لما لهذه الرياضة من فوائد. وهناك عدة أسباب لممارسة رياضة المشي للوقاية من عدد من الأمراض مثل الزهايمر، والسكري، وأمراض القلب، وتخفيف نسبة الإرهاق والقلق، والتقليل من نسبة الكسور، ومعالجة الإجهاد الجسماني، وتعزيز مستويات الطاقة. وقد أثبتت أحدث الأبحاث في المركز الطبي لجامعة (ديوك) أن المشي السريع لمدة ثلاثين دقيقة كل يوم يخفف متلازمة الأيض، وهي عبارة عن خلل في أيض الجسم والذي يسبب تكوين الشحوم داخل تجويف البطن، ما يؤدي إلى إمكانية الإصابة بأمراض القلب والذبحة والسكري. وقد وجدت دراسة حديثة أن (30 دقيقة) من المشي يومياً تخفض من نسبة الزهايمر 50%، والسكري بنسبة 58%، وتخفيف معدل القلق بحوالي 48%، وحوالي 41% من نسبة الكسور لحوض المرأة بعد سن اليأس مع تعزيز مستويات الطاقة للإنسان بنسبة 20% وتخفيض مخاطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة 11%. ويساعد المشي على النوم، حيث تفيد الأبحاث أن المشي السريع عصراً يساعد الإنسان على النوم الجيد كما تذكر جمعية النوم الوطنية بالولايات المتحدة. ويبدو أن المشي يحفز على إفراز هرمون (السيروتونين) الذي يحسن المزاج، ويساعد على الاسترخاء، كما أن حرارة الجسم من خلال المشي تحفز الدماغ على تخفيض حرارة الجسم ما يساعد على النوم فيما بعد. ويساعد المشي على الشعور بالسعادة، لانه يحرر الإنسان من الشعور بالقلق والاكتئاب والعصبية. ولعل لإفراز هرمون (الاندروفين) دورا مهما في تحسين المزاج والسعادة المتزايدة. إن المشي رياضة مهمة جداً تحمي العظام، وتؤدي إلى تفاعل حوالي 95% من عضلات الجسم من أجل تحفيز وتقوية العظام. وبالطبع فإن الانتظام في المشي يؤدي إلى حرق مزيد من السعرات الحرارية، ومساعدة الإنسان ليكون لائقاً بديناً وذهنيا.. فدعونا نمشي..