يعدّ الزواج أحد أهم الخطوات في سلم الحياة الاجتماعية لدى الشباب؛ إذ يسعى كل شخص نحو تكوين أسرته الصغيرة، إتماماً لنصف دينه، وتحقيقاً لحلم الحياة الأول، غير أنّ بعض الشباب لا يملك المبالغ التي تتطلبها إجراءات الزواج؛ مما حدا بجهات المبادرة لتكوين جمعيات تعمل في المساعدة على الزواج. واعتبر «مرعي بن مبارك بن محفوظ» -نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية الخيرية لمساعدة الشباب على الزواج والرعاية الأسرية في مكةالمكرمة- أنّ مسؤولية تزويج الشباب والحفاظ على أسرهم الجديدة من صميم مهام المجتمع؛ لخلق جيل معافى يدفع بثقة دفة بلاده نحو التطور والتقدم. وقال في حوار ل»الرياض» إن الجمعية تنطلق من خلال شعارها: (عفافهم هدفنا ودعمكم وسيلتنا)، من أجل تحقيق رسالتها، وتقديم كافة أوجه الدعم للمتقدمين إليها، بعد أن يجتازوا الشروط النظامية التي تأتي ضمن متطلبات وصول المساعدة إلى المستفيد منها، وفيما يلي نص الحوار: استقرار أسري * لنقف أولاً على دور الجمعية في مساعدة الشباب؟ - دور الجمعية يتمثل في تذليل جميع العقبات والحواجز التي تحول دون تحقيق الشباب من الجنسين حقهم المشروع في تكوين أسرة، إضافةً إلى دعمهم وتأهيلهم ليكونوا قادرين على عيش حياة أسرية مستقرة، والجمعية سعت منذ تأسيسها إلى تحقيق مجموعة من الأهداف الرامية إلى استقرار وسعادة الأسرة والمجتمع، وكان في مقدمها مساعدة الشباب مادياً ومعنوياً، إلى جانب الإسهام في استقرار البيت المسلم، والسعي للحد من ظاهرة العنوسة، بالإضافة إلى تقديم الاستشارات الأسرية والدورية والتأهيلية للمقبلين على الزواج، مع دلالة الراغبين والراغبات في الزواج. رغبة جادة * هناك من يعتقد أن بعض الشباب الذين يأتون الى الجمعية ليس لديهم الجدية الكافية لتكوين أسرة، ما رأيكم؟ - هذا ليس صحيحاً، فكثير من الفتيات والشبان في مجتمعنا يواجهون تحديات كبيرة، تحول دون تحقيق أحلامهم في الزواج، علماً بأنّ هؤلاء الشباب جاهزون للإقبال بقوة على تحمل مسؤولية بناء حياة أسرية، فيما لو تيسرت لهم الإمكانات والدعم والمساندة، وخففت الأعباء الثقيلة عنهم. تقاليد واشتراطات * إذاً، هل يمكن إجمال المعوقات التي تعترض طرق هؤلاء الشباب؟ - ما يثقل كاهل هؤلاء الشبان هي متطلبات الحياة والأعباء من عادات وتقاليد خاطئة، والاشتراطات المبالغ فيها من أولياء الأمور، جميعها معوقات تحول دون إقدام الكثير من الشبان على الزواج، نتيجة عجزهم عن تلبية جميع تلك المتطلبات والاشتراطات المفروضة عليهم وتقيد طموحاتهم، بل إنّها قد تتسبب في تردد البعض منهم في مجرد التفكير في الزواج من الأساس. مساعدات عينية * ما هي نوعية المساعدات العينية التي تقدم للشباب الراغب في الزواج؟ - نقدم العديد من المساعدات العينية التي تقدمها الجمعية للراغبين في الانتقال من حياة العزوبية إلى مسؤولية رعاية أسرة، مثل: الأثاث المنزلي، والأجهزة الكهربائية، والليالي المجانية في قصور الأفراح والاستراحات، إلى جانب التخفيضات في المحال التجارية، وإعارة المشالح وفساتين الأفراح، والمساعدة في التوفيق بين الشبان والفتيات الباحثات عن شريك العمر. أجهزة منزلية * كم بلغ عدد المستفيدين من المساعدات العينية؟ - بلغ عدد المستفيدين من المساعدات العينية المتمثلة في الأثاث والأجهزة المنزلية (2.951) مستفيداً، فيما بلغ عدد المستفيدين من التخفيضات في القصور والمحلات التجارية (2.976) مستفيداً، وعدد المستفيدين من إعارة المشالح والفساتين (1.680) شاباً وفتاة. دعم معنوي * ماذا عن المساعدات المعنوية؟ - المساعدات المعنوية من أهم الأهداف التي تأسست الجمعية من أجل تحقيقها، إذ بادرت إدارتها إلى تقديم برامج تشمل تنظيم دورات تأهيلية، وإعداد برامج للاستشارات الأسرية وحل الخلافات الزوجية عن طريق اختصاصيين تربويين ونفسيين، وطباعة الكتيبات والمطويات المتخصصة في شؤون الأسرة وتثقيفها، ونحن نسعى من خلال تقديم هذه البرامج إلى تحقيق السعادة والاستقرار للأسرة والمجتمع. إرشاد أسري * كم عدد الحالات التي تدخلت الجمعية للتوفيق بينها؟ - بلغ عدد الحالات التي تم التوفيق بينها في الدلالة على الراغبين بالزواج (903) حالات، وبلغ عدد الدورات التأهيلية للمقبلين على الزواج شباباً وفتيات (210) دورات، واستفاد من الدورات التأهيلية للمقبلين على الزواج (6.536) شاباً وفتاة، كما تم تنفيذ برنامج «دبلوم الإرشاد الأسري»، وتم تخريج (67) دارساً ودارسة، وجرى استقبال عدد من الاستشارات الأسرية بالمقابلة والهاتف بلغت حوالي (803) حالات، وطبعت الجمعية ووزعت حوالي (254.500) من المطويات والمواد السمعية عن الحياة الأسرية. قروض ميسرة * ماذا أنجزت الجمعية خلال الفترة الماضية؟ - تظهر تقارير الجمعية أنّها أفادت (25.894) شاباً وفتاة من خدماتها منذ تأسيسها حتى 30-8-1434ه، فيما بلغ إجمالي المساعدات النقدية (47.786.778) ريالاً، وإجمالي القروض الممنوحة بأقساط ميسرة (114.000.000) ريال، والإجمالي الكلي للقروض والمساعدات (161.786.778) ريالاً. بحوث وتوصيات * حدثنا عن جهودكم في توعية المجتمع بضرورة تزويج الشباب والفتيات؟ - نظمت الجمعية عام 1425ه الملتقى الرابع لجمعيات ولجان الزواج بالمملكة لمدة ثلاثة أيام، وتم خلاله تنظيم عدد من الندوات وورش العمل حول القضايا المتعلقة بالأسرة، مثل: الطلاق، والعنوسة، والفحص الطبي قبل الزواج، وسبل تطوير العمل الخيري، وخرج الملتقى بعدد من البحوث والتوصيات، وتمت طباعتها وتوزيعها على الجهات المشاركة والمعنية. زواج جماعي * ماذا عن احتفالات الزواج الجماعي؟ - نظمت الجمعية أربعة احتفالات للزواج الجماعي لعدد (860) شاباً وفتاة، برعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل -أمير منطقة مكةالمكرمة-، وتم خلالها تقديم عدد من المساعدات النقدية والعينية، والسحب على سيارات للعرسان، كما نظمت الجمعية حفلاً لتكريم كبار الداعمين للجمعية خلال عام 1432ه، وذلك بمقر إمارة منطقة مكةالمكرمة، وبرعاية كريمة من سمو أمير المنطقة، حيث سلم سموه الدروع للمكرمين، وتم تسليم سموه درعاً تذكارياً من الجمعية شكراً وعرفاناً لسموه الكريم. دورات خاصة * ما هي الأقسام العاملة في الجمعية؟ - للجمعية أقسام عدة تمكنها من أداء أدورها، من ضمنها: قسم التوفيق والرعاية الأسرية، الذي بدأ في أواخر عام 1423ه، ويحتوي على العديد من اللجان، التي منها لجنة التطوير والبرامج، وهي اللجنة المتخصصة لتطوير القسم والدورات والبرامج بشكل عام، كدورات الأنماط الشخصية، ودورات المفاهيم النفسية، ودورات الإرشاد الأسري التي دفعت أخيراً بنحو (57) مستشاراً ومستشارة إلى قطاع الاستشارات الأسرية حاملين لمؤهل الدبلوم المعتمد، ودورات الخاصة للمقبلين على الزواج من الجنسين، وهو القسم الذي تمكن من تدريب (3400) شاب وقرابة (100) فتاة تم تدريبهم على العلاقات الزوجية وأسس تعامل الزوجين مع بعضهما، وعلى الفروق بين الجنسين، وما قبل ليلة الزفاف وما بعدها. مشروع الزواج الجماعي خفّف من التزامات الشباب المالية