في هذا الفصل من السنة يكثر الحديث عن الطيور المهاجرة، والبعض يذهب خارج المدن للبحث عنها، وتحدّثت الصحافة بوفرة عن طيور " الصعو " و " الخضاري " وأنواع أخرى. وعهدنا بالطيور المهاجرة أنها كبيرة الجسم لحيمة كان " البواردية " يترقبون وصولها إلى الواحات والمياه ليصطادوا شيئاً يُعوّض عن اللحم الحيواني الغالي السعر. ومسألة " الدّخل " والصعو " فهي طيور صغيرة لا تسد رمق صائدها، ولا أدري كيف أتت بها صحافتنا على أنها من اللاحم من الطيور. الطيور المهاجرة يسوقها حظها العاثر على المرور على جزيرة العرب. ومرورها على الشام والعراق ومصر لم يكن يُهدد حياتها. لكنها بمرور الواحات في جزيرة العرب تهبط لتستريح ( للتزود بالوقود .. ! )" ثم تجد من ينتظرها بملح البارود ( ومن هنا جاءت صفة بواردي ) – اشتقاقاً من التعريف الأجنبي ( Powder ) ولا أعلم كيف كان الصيد والقنص من "سلوم" عرب الجزيرة وتقاليدهم، ورياضة مفضلة أو كانت مُفضلة، لأن أرض الجزيرة لم يُذكر أنها كانت مقراً أو مسرحاً، لوعورتها وكثرة متاهاتها، بدليل أن هواة الصيد من الميسورين صاروا يقضون مواسم صيد في القارة الهندية وما جاورها وفي صحاري أفريقيا. ولولا المخاطر الأمنية لظلوا يُمارسون"المقناص" هناك. أصل إلى رأي متطرّف قليلا. وهو أن صيد الضواري الذي جاء ذكره في الشعر العربي والنبطي هو من الخيال أو المبالغة (أمعفّر الأسد الهزبر بسوطهِ + لمن اتخذت الصارم المفتولا ) أو ( وقد لاقى الهزبر أخاك بشرا) . وفي الأولى إن وُجد الأسد فهو هزيل جائع لقلة الطرائد، ولهذ غلبهُ رجل بسوطه! ورأيت الأسود في أفريقيا طليقة في المتنزهات الوطنية، وتأكدتُ من كونها تحتاج إلى الطرائد باستمرار كغذاء شبه يومي. ومن أين لجزيرة العرب تلك الطرائد. أقول لهواة الصيد بالصقور وكلاب الصيد إنهم مثل الذي يُحارب بطائرة بدون طيار..! ، لا شجاعة ولا رياضة.