من الانتخابات التمهيدية في 2014 إلى التعب من الحرب وسابقة العراق أو معارضتهم لباراك أوباما، تبدو الاسباب كثيرة لدى اعضاء الكونغرس لعدم السماح بتدخل عسكري في سورية لكنها كلها تمر عبر الناخبين في دوائرهم. وتنقسم المعارضة الى ثلاث مجموعات رئيسية: - الجمهوريون المحافظون المتشددون في (حزب الشاي): هم انعزاليون يرون أن الولاياتالمتحدة لا دخل لها بحرب اهلية بين السوريين. هذه الكتلة يمثلها السناتور راند بول وهو طبيب عيون في كنتاكي قد يكون شعاره "أميركا أولا". - الديموقراطيون المعارضون للحرب: صوتوا ضد الحرب في العراق وضد التدخل في ليبيا ومستعدون للتصويت ضد الرئيس اوباما ليبقوا أوفياء لمبادئهم. لكن الى اي حد يجرؤون على التمرد؟ هناك مؤشر: ففي حزيران/يونيو 2011 صوت سبعون من النواب الديموقراطيين في المجلس (من اصل 192) ضد قرار وافق على الحملة العسكرية في ليبيا التي كانت قد بدأت قبل ثلاثة اشهر. - الجمهوريون والديموقراطيون الذين يميلون الى تأييد تدخل لكنهم يرون ان النزاع بلغ مراحل متقدمة جدا: هؤلاء يعتبرون انه كان يجب اسقاط نظام الرئيس بشار الاسد قبل عام وان عمليات قصف جوي يمكن ان تسمح بسيطرة المتطرفين. وسأل رئيس لجنة الامن الداخلي مايكل ماكول الاربعاء الماضي وزير الخارجية جون كيري "من سيملأ الفراغ بعد الاسد؟". ويفترض ان يتم تجديد كل مقاعد مجلس النواب البالغ عددها 435 و35 من مقاعد مجلس الشيوخ المئة في تشرين الثاني/نوفمبر. ويفترض ان ينجح كل النواب المنتهية ولايتهم في الانتخابات التمهيدية التي ستجرى حتى ذلك الموعد. وقال السناتور الجمهوري السابق جون كيل لوكالة فرانس برس ان "الانتخابات التمهيدية ستجري خلال اقل من عام والمرشحون يراقبون قواعدهم وهم يتساءلون ما اذا كان عليهم مواجهة مرشح آخر في حزبهم لانهم وقفوا في صف الرئيس". ويخشى الجمهوريون خصوصا ان يتجاوزهم جناحهم اليميني "المتمرد" الذي يحمل اسم "حزب الشاي". وقال مدير مركز الدراسات الاستراتيجية في جامعة كاليفورنيا لاري ساباتو لوكالة (فرانس برس) "لا تنسوا انه مع التوزيع الانتخابي في المجلس اصبحت الدوائر متجانسة جدا، لذلك باتت الانتخابات المهمة هي الانتخابات التمهيدية". وتكشف استطلاعات الرأي تشكيكا ان لم يكن تحفظا على شن ضربات ضد سورية. وافاد استطلاع اجراه معهد غالوب ونشرت نتائجه الجمعة ان 51 بالمئة من الاميركيين يعارضون ضربات في سوريا مقابل 36 بالمئة يؤيدونها. ونسبة المعارضين أكبر من تلك التي سجلت قبل اندلاع حروب الخليج (1991) وكوسوفو (1999) وافغانستان (2001) والعراق (2003). وكشفت أرقام نشرتها صحيفة "واشنطن بوست" مساء الجمعة ان 224 من أعضاء مجلس النواب (من اصل 433) اتخذوا موقفا ضد التدخل او يميلون الى هذا الموقف. والناخبون الرافضون للفكرة يعلمون بذلك المشرعين برسائل الكترونية او اتصالات هاتفية او مداخلات علنية. وقال النائب الجمهوري كيفن كرامر الذي يمثل داكوتا الشمالية حيث حضر تجمعا عاما "انهم يقولون ذلك بشكل واشح ولا يترددون". واضاف "انهم يعارضون بشكل قاطع تدخلا عسكريا"، موضحا "لا نسمع مؤيدين" للضربة. وفي نهاية الامر، يقول مؤيدو باراك اوباما انهم يثيرون استياء ناخبيهم بموافقتهم على الضربات لكنهم يعتبرون ان صدقية الولاياتالمتحدة على المحك. وقالت الديموقراطية دايان فينستين التي تمثل كاليفورنيا وتترأس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ "لا شك ان كل الرسائل التي نتلقاها تقريبا سلبية" حيال توجيه ضربة الى سورية. واضافت "لكنهم لا يعرفون ما اعرفه ولم يسمعوا ما سمعته". واضافت "اود ان اعتقد انه بعد عشرين عاما حصلت على بعض الكفاءة لأميز بين الامور ولأقارن بين ما نحن عليه اليوم وما كنا عليه قبل الذهاب الى العراق". واكدت هذه النائبة ان الأدلة على تورط نظام الاسد في هجمات كيميائية ثابتة هذه المرة.