من منكم شاهد فيلم "الرحلة إلى مكة" الذي أخرجه بروس نايبارو وهو إنتاج عالمي ساهم في تمويله رجال أعمال سعوديون في مقدمتهم مجموعتا الزامل والراشد وحظي بدعم من مكتبة الملك عبدالعزيز ومركز الملك فيصل للأبحاث والدراسات الإسلامية وهو يحكي عن رحلة الحج للرحالة المغربي ابن بطوطة الذي عاش في الفترة مابين 703-769 هجرية وأنتج الفيلم للعرض في دور العرض آيماكس. قد يتساءل البعض هل عرض الفيلم في المملكة؟ والإجابة نعم عرض على سينما ايماكس في مركز سلطان بن عبدالعزيز للعلوم والتقنية ( سايتك ) في مدينة الخبر وقد ذكر لي الأستاذ عبدالرحمن الزامل رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة الرياض أثناء حوارنا عن الفيلم ودورهم في إنتاجه أنه يجري تنفيذ المزيد من صالات العرض بنظام ايماكس في عدد من مدن المملكة ولعل هذا التوسع في إنشاء دور العرض السينمائي ايماكس رغم ارتفاع تكلفتها العالية وحتى ولو كانت ضمن مراكز علمية هو أمر مشجع لعرض إنتاجنا السينمائي السعودي المهاجر وتجربة عملية لمحاربي وجود السينما لاختبار دورها كنافذة ثقافية لا يمكن لأي شعب من الشعوب أن يستغني عنها. لقد شاهدت فيلم "الرحلة إلى مكة" على اسطوانة مدمجة متضمنة بعض المقابلات ولست هنا بصدد عرض تفاصيل الفيلم الذي ركز على التعريف بالحج الركن الخامس من أركان الإسلام ودمج بين التصور للمشاعر المقدسة عند رحلة ابن بطوطة قبل 700 عام وما هي عليه الآن، ولكن ما يلفت الانتباه هو الدعم السعودي لإنتاج عالمي استشعاراً من بيوت مالية لدور السينما في الوصول إلى كل الشعوب وهو الأمر الذي يشجعنا على المطالبة بإيجاد حاضنة سعودية لإنتاج سينمائي بمواصفات عالمية يكون للقطاع الخاص في المملكة الدور الأكبر في تمويلها وبدعم من جهات رسمية كما حدث في فيلم "الرحلة إلى مكة"، أفلام توصلنا إلى العالم وليس بالضرورة أن تكون موضوعاتها من التاريخ أو إسلامية مباشرة ولكن من المهم أن نقدم أنفسنا للعالم عبر أفلام تحكي قصصاً من حياتنا كشعب له إرث تراثي وثقافي وعاني الكثير لكي يصل إلى ما وصل إليه؛ متضمنة سماحة ديننا واتكالنا على الله في كافة أمورنا. ولابد أن نحسن من اختيارنا للموضوعات بما يكفل لنا تحقيق المطلوب وألا نكرر تجارب غير جيدة، كالفيلم الذي أنتج في عام 1986 بتمويل من شركة ميتسوبيشي كإنتاج سعودي ياباني وكان مضراً بنا لأنه لم يظهرنا إلا كبلد فقير متخلف رغم ضخامة ميزانية الفيلم حينها. إن علينا مسؤولية كبيرة لإنتاج سينمائي محلي الموضوع عالمي التنفيذ مدعوم من قبل ممولين وجهات رسمية حتى يمكن أن نلحق بالركب، فنحن ننفق أحياناً أموالاً طائلاً لمحاولة نفي تهمة من التهم أو لتحسين صورتنا عندما يساء لها ولو أنفقنا هذه الأموال في التعريف بأنفسنا لأغلقنا الطريق على من ينال منا وبكل سهولة..