حين يمتزج الصلاح بالخير والوقار بمحبة الناس فأنت امام شخصية نادرة ورجل قدم في حياته الكثير لنفسه وعائلته وأقاربه وكل من حوله جعل من نفسه شمعة أضاءت دروب الناس ونبراساً يحتذى في كيفية السمت والرجولة الحقة ؛ لقد فقدت البدائع ثاني ايام عيد الفطر احد رجالها الشيخ علي محمد المنيع ذلك الرجل الذي يشار اليه لما يحمله من صفات خيرة ومعان سامية، لقد قدم الشيخ علي في حياته دروسا في فن التعامل والتسامح وطهارة القلب وسلامة المخبر، كان رحوما بمن حوله يتفقد الناس يصل الرحم منح الله للناس محبة له الكل يقف عنده ويزوره ويسلم عليه؛ له موقف مع والدي لن انساه حين كنت شابا كان هناك تعامل بينهما فرأيت صفاء القلب والطيبة بأسمى معانيها ناهيك عن تعاملاته الكثيرة وسمعته العطرة. ان الشيخ علي حين يرحل ويخلف أبناء يسيرون على نهجه كما هو حالهم في خطاهم على نهج والدهم فإنه يظل بيننا بروحه حتى وان فارقنا جسده. غرس فيهم حب الخير ورسم لهم معالم وسياسات الحياة وترك كلا منهم يخط طريقه ويشقه بنفسة مكتفياً بملاحظتهم من باب الحب والعطف الأبوي الصادق ؛ يحزن الانسان حين يفقد شيخا وقورا ورجلا فاضلا بمثل مكانة الشيخ علي لكنها الاقدار ويد المنون التي تطال الجميع. عزائي أسوقه لابنائه الكرام وعائلة المنيع كافة وكل أهالي البدائع فهو والد الجميع سكنه الخير فسكن القلوب اعتمره الزهد فنال الرضا، أسال الله ان يغفر له ويرحمه ويسكنه الفردوس الأعلى على مواقفه الخيرة مع الجميع فتلك مدرسة رحلت لكن أسسها عامرة بالطهر والحب الذي هو اساس تعاملات بني البشر. رحمك الله ياشيخ علي فستظل ذكراك عطرة بمخيلتي ولن أنسى ذلك الوقار الذي اصطبغت به شخصيتك الفذة. * البدائع - مكتب "الرياض"