فُجعت الأمة العربية والإسلامية برحيل قائد خلّد للتاريخ العديد من المنجزات الحضارية العملاقة، وحفر في نفوس أبناء شعبه الحب، وما زالت أصداء رحيله يتجرع أبناؤه مرارتها، فهو الذي أقام العدل وحقق الأمن والاستقرار وكان نعم الامتداد الجميل لأخوانه ملوك هذا البلد الذين حققوا لأمتهم ما عجزت كثيراً من الأمم وعلى مدى مئات السنين من تحقيقه، رحل الفهد ولكن عزاءنا في قائدنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين. ولقد كان لعدد من شيوخ القبائل وأعيان المجتمع آراءهم الانبطاعية عن هول الصدمة وكذلك مبايعتهم للملك وولي عهده. في البداية تحدث الشيخ حرب بن صالح الزهير عن مآثر خادم الحرمين الشريفين وقال: يندر في العالم المتحضر وجود قائد بحنكة ملكنا الراحل وحرصه على مجتمعه، ولقد كانت لي فرصة الالتقاء به على مراحل متعددة خلال العقود الماضية فوجدت فيه الملك الصالح النبيل الحريص على شعبه وأمته والمتبني لقضاياها والداعم لمشاريع النماء والتطور والعطاء وهو الذي سعى لتأسيس بنية تحتية عملاقة في مملكة النور. رحم الله خادم الحرمين الشريفين الذي عوضنا الله بنبيل مكانه هو خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ساعده الأيمن وأخوه العربي الأصيل، فارس من فرسان هذه الأمة المدافعين عنها والذائدون عن حياضها رجل بما تحمله الكلمة من معنى وقد لمست من واقع القرب كم يحمل في داخله من نقاء وحب وعشق لإنسان هذه الأرض وكذلك سمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز المحبوب والخير الذي يرعى بعين العطف مواطنيه ويحنو عليهم ويساعدهم ويسهر الليل من اجلهم جعل الله التوفيق حليفهما. ويسعدني أن أقدم لهم فروض الولاء والطاعة والبيعة على كتاب الله وسنة نبيه. وفي مكان آخر التقينا الشيخ مشبب بن علي بن محمد آل دبيس القحطاني أحد ر جال الأعمال السعوديين الذي يحمل في أعماقه الحب والولاء لقيادة هذا البلد تحدث لنا والحزن يغطي ملامحه وقال إن الملك فهد - غفر الله له - إنسانٌ طيب قادر على العطاء والتضحية من أجل أبناء شعبه، حكيم في كل المواقف بل إنه من دهات السياسة، صاحب قرار وقادر على تحمل تبعات قراره، أحببناه لأنه أحبنا وبادلناه الحب والولاء وشهدنا معه أجمل سنين حياتنا ونحن نرى المملكة تزدهر وترتقي وتسمو في كل المجالات، لقد افتقدنا فهد العروبة خادم الحرمين الشريفين - رحمه الله - ولكنا عزاءنا ومصابنا يبدده بإذن الله مبايعة الأسرة الحاكمة قاطبة والشعب السعودي للفارس العربي والشهم الأصيل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز اللذين ندرك جميعاً مقدار ما في اعماقهما من حب لهذا الدين القيم والأرض الخيرة والشعب الكريم وهما من شارك في صناعة هذه المرحلة المتقدمة من التطور الذي يرصده كل منصف في مملكة الإنسانية والحقيقة المصاب جلل ولكن وجود الملك عبدالله وسمو ولي عهده واخوانهم والتفاف الشعب بكامله من حولهم يبدد هذا الحزن ويمنحنا فرصة للتأمل ثم العمل والعمل من أجل رفعة شأن هذا الوطن. كذلك قابلنا الشيخ أحمد الحرفي الذي ذكر محاسن الراحل ومواقفه ومنجزاته وقال إن الفهد كان رجلاً عملاقاً في كل مظاهر الفكر سواء كان اقتصادياً أو اجتماعياً أو سياسياً لقد أبهر العالم واذهله ببصيرته وقوة تفكيره وبُعد نظره لقد كان شعلة ضياء لوطنه وشعبه فأحببناه وقدمنا له فروض الولاء والطاعة واننا والله للمصاب لمحزونون. رحمك الله أبا فيصل ولكن يبقى الأمل في عضيده وسنده والرجل الذي كان أكثر الناس قرباً له سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وكذلك سمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود أطال الله بأعمارهما وأمهلهما عمراً مديداً فآملهم كبيرة وطموحاتهما كذلك من أجل رفعة شأن هذه الأرض وعمادها الإنسان وفقهما الله وأحزن عزانا بفقيدنا. واتجهنا إلى الشيخ سعود المريبض صاحب الاهتمامات الثقافية والذي يحرص على إقامة منتدى فكري يجمع فيه أرباب الفكر والأدب ويتناولون كثيراً من قضاياه، اليوم قال لنا وهو يتحدث عن منجزات فقيدنا الغالي بالكلمات التالية: إن الحديث عن مآثر الملك فهد حديثٌ عن الإنجازات العملاقة لهذا القائد العملاق الذي رحل عن دنيانا الفانية وقد ترك بصماته الواضحة في كل أرجاء المعمورة مساجد قائمة ومنابر يرتفع منها صوت الحق، ناهيك عن الإنجازات المحلية من موانئ ومطارات وطرقات ومدارس وجامعات. لقد أعطى كعادته في العطاء فأسس لبنة تحتية لوطن النور نضاهي بها بلدان العالم.. غفر الله له وأسكنه فسيح جناته وعزانا الوحيد بأن ساعده وعضده الأيمن الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة وسمو ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز اللذان بايعناهما على كتاب الله وسنة نبيه لأننا نعرف القائدين وانجازاتهما المحلية والعربية والدولية وأخلاقهما الإسلامية العربية النبيلة وأنا أجزم بأنهما سوف يؤديان الأمانة على أكمل وجه لأنهما أهلٌ للأمانة وفقهما الله ورحم فقيد الأمة. وقد كانت لنا وقفة مع اللواء ركن متقاعد إبراهيم بن محمد بن ناصر المالك رجل الفكر العسكري الذي رصد شخصية القائد بقوله: لقد غاب عن سمائنا قائدٌ ومفكرٌ عسكري خاض كثيراً من المواقف وتجاوزها، عمل طوال حياته لرفعة شأن المسلمين ولرأب الخلافات العربية - العربية، وأولى الجوانب الإنسانية جُلّ اهتمامه ولا يسعنا في عُجالة استذكار المنجزات ولكنها سوف تبقى في عقول الرجال شاهدة على عصره رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته وعزاؤنا أن قائدنا الملك عبدالله بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية كان عضده الأيمن والقريب منه وصاحب المواقف الرجولية الذي نجمع عليه كلنا ونبايعه بعد أن بايعته الأسرة الكريمة وأيضاً الحديث عن صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد الكريم حديثٌ عن العطاء والإنجاز في كل جوانب الحياة وهو الرجل الذي قدم كل ما في وسعه في سبيل تطوير هذا الكيان الشامخ العلو والسمو. حفظ الله قيادتنا الرشيدة وغفر لفقيدنا العزيز. الشيخ عبدالكريم بن عبدالعزيز الجاسر من الشخصيات الاجتماعية المعروفة في قبيلته وهو رجل أعمال معروف قال عن الراحل: إنه لم يمت في قلوبنا ووجداننا وضميرنا وإن غاب عنا فيبقى رمزاً ونبراساً نقتدي به جميعاً شعباً وحكومة فالملك فهد - يرحمه الله - ليس ملكاً للمملكة العربية السعودية فحسب بل ملكٌ للعرب بأجمعهم وهذا ما يعبر عن وجدان وضمير الأمة العربية الذي تجسد بعد وفاته وهو بالإضافة إلى هذا شخصية عالمية ورجل سلام ومن القادة الكبار القادرين على اتخاذ القرارات الصعبة عندما تدعو الحاجة والتي تصب في مصلحة الأمتين العربية والإسلامية. إن عزاءنا في استمرار مسيرة الملك فهد والقائد الشجاع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية صاحب التاريخ المشرف الطويل فعندما نستعرض تاريخه نجد أنه حل كثيراً من الأزمات العربية والتي كادت أن تؤدي إلى كوارث بين دولة وأخرى إلا أنه بحكمة وشجاعة وثقة الجميع به كان يحسمها بروح عربية إنسانية مسلمة. فتحية لقائدنا وأننا على العهد باقون وفقه الله وأيده بنصره لما فيه مصلحة الأمتين. أما ولي العهد الكريم صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود فهو رجلٌ كان وما يزال خيراً للإنسانية لمواقفه النبيلة التي يعرفها الجميع بالإضافة إلى إنسانيته وعطاءاته فهو قائد فذ وخصوصاً في القضايا العسكرية والسياسية ومحبوب لدى الجميع ولأريحيته وإنسانيته ومفردات التعامل الطيبة مع المواطنين وغيرهم، فهذه ليست شهادتي إنها شهادة سجلها التاريخ المشرف عبر العقود الماضية فنتمنى من الله أن يؤيدهما بنصره.