قد يكون ميلان الايطالي صاحب "أفضل صفقة" في العصر الحديث بعدما نجح في استعادة البرازيلي ريكاردو كاكا من ريال مدريد الاسباني دون مقابل، وذلك بعد ان اضطر الأخير لدفع مبلغ 65 مليون يورو للتعاقد معه عام 2009. "انا عائد الى منزلي!"، هذا ما قاله اللاعب البرازيلي للصحافيين في مطار مدريد قبل توجهه الى ميلانو حيث سيدافع مجددا عن ألوان "الروسونيري" بعقد يمتد لعامين بحسب ما أكد الأخير على لسان نائب رئيسه ادريانو غالياني. الجميع في ميلانيو ينتظر وصول كاكا بحسب ما أشار الوافد الجديد الى ميلان اليساندرو ماتري بعد الفوز الذي حققه فريقه على كالياري (3-1) مساء الاحد في الدوري المحلي، إذ قال: "الفريق بأكمله يريد عودته، لا يوجد أي شك حول الأهمية التي يتمتع بها هذا اللاعب". أثناء تقديمه للجماهير عاد كاكا، واسمه الكامل ريكاردو ازيكسون دوس سانتوس ليتي، الى الفريق الذي جعل منه نجما عالميا وحيث تألق لاعب الوسط البرازيلي في ال270 مباراة التي خاضها بقميص "روسونيري" بين 2003 و2009 وسجل خلالها 95 هدفا في جميع المسابقات. وقد توج كاكا مشواره في "سان سيرو" بإحراز لقب الدوري الايطالي والكأس السوبر الايطالية عام 2004 ودوري ابطال اوروبا وكأس السوبر الاوروبية وكأس العالم للاندية عام 2007، أي في العام الذي نال خلاله لقب جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم. من المؤكد أن ميلان كان محقا بأن ينتظر حتى هذا الموسم لكي يستعيد كاكا لأنه تمكن من الحصول عليه دون مقابل بحسب ما أكدت وسائل الإعلام الايطالية، في حين أن الوضع كان مختلفا في 2011 حين حاول النادي اللومباردي ضمه مجددا لان ريال مدريد لم يكن ليوافق حينها على التخلي عنه بشكل مماثل. ويبدو ان اليأس شق طريقه الى النادي الملكي وسئم من انتظار عودة كاكا إلى المستوى الذي كان عليه في ميلانو، فقرر التخلص منه خصوصا أنه لم يعد له مكان في الفريق بعد ضم الويلزي غاريث بايل من توتنهام الانجليزي مقابل اكثر من 94 مليون يورو وايسكو من ملقة واسيير ايلارامندي من ريال سوسييداد. واعترف كاكا "عندما فهمت انه لم يعد لي أي مكان في الفريق، قررت الرحيل". ويمكن القول ان مغامرة النجم البرازيلي مع ريال مدريد لم تكن ناجحة حتى وإن توج معه بلقب الدوري وكأس السوبر المحلية عام 2012 والكأس المحلية عام 2011، اذ اكتفى بلعب دور البديل في غالبية المباريات تحت اشراف التشيلي مانويل بيليغريني ثم البرتغالي جوزيه مورينيو. "انا سعيد جدا"، هذا ما قاله كاكا لحظة وصوله إلى ايطاليا، مضيفا "المال لم يكن يوما من اولوياتي"، في حين كتب موقع ميلان على شبكة الانترنت: "بعض قصص العشق لا تنتهي ابدا" في إشارة منه الى الحب الذي يكنه جمهور ميلان لهذا اللاعب والعكس صحيح ايضا. ما هو مؤكد ان عودة كاكا إلى ميلان مزدوجة الأهداف، فهو يريد أن يستعيد نجوميته ضمن فريق يعول على عنصر الشباب بشكل خاص وهو سيكون بالتالي عامل الخبرة الذي يتولى إدارة اللاعبين داخل الملعب، وان يحظى بفرصة اقناع مدرب المنتخب البرازيلي لويز فيليبي سكولاري باستدعائه للمشاركة في مونديال بلاده عام 2014. "ارغب فعلا باللعب، انه عام مميز لأن هناك المونديال، يجب اولاً ان اكون جيدا مع ميلان، لكني اعتقد ان هذا النادي سيمكنني من خوض المونديال"، كانت هذه وجهة نظر اللاعب البرازيلي الذي دافع عن ألوان "سيليساو" 87 مرة وسجل له 29 هدفا وتوج معه بلقب المونديال الاخير للبرازيليين عام 2002 اضافة الى لقب كأس القارات عامي 2005 و2009. وتوصل ميلان وريال الى الاتفاق بشأن كاكا في وقت متأخر من مساء الاحد وذلك بعدما سعى غالياني جاهدا لهذه الصفقة "الرابحة" خصوصا في ظل رحيل الغاني كيفن برينس بواتنغ الى شالكه الالماني. وعلى كاكا ان يعمل جاهدا لكي يفرض نفسه مجددا في فريقه الجديد - القديم خصوصا انه مضطر للعب دور مختلف عما كان عليه الوضع مع المدرب السابق كارلو انشيلوتي الذي يشرف هذا الموسم على ريال مدريد بالذات، حيث كان يلعب على الجهة اليسرى بشكل خاص ضمن تشكيلة شجرة الميلاد الشهيرة 1-2-3-4 بوجود فيليبو اينزاغي كرأس حربة والهولندي كلارينس سيدورف على الجهة اليمنى. وسيضطر المدرب الحالي اليغري الى تغيير شكل الفريق من خلال اعتماد تشكيلة 3-3-4 لكي يلعب ماريو بالوتيلي وستيفان الشعراوي كمهاجمين مساندين وجامباولو باتزيني او اليساندرو ماتري كرأس حربة، فيما سيتعاون كاكا وريكاردو مونتوليفو في مهمة صناعة الالعاب على ان يتولى الهولندي دي يونغ والغاني سولي مونتاري او اندريا بولي مهمة الوسط الدفاعي. وعلى جماهير ميلان أن تنتظر حتى 15 من الشهر الحالي لتعرف ما سيلجأ اليه اليغري وذلك عندما يتواجه فريقها مع تورينو في المرحلة الثالثة من الدوري المحلي الذي سيتوقف هذا الاسبوع بسبب الانشغال في تصفيات مونديال 2014.