البعض يرى أن المحلي لا يتسم بالرقي وينساق خلف هذه الفكرة بشكل غريب تحدثاً وشكلاً، بل في جميع مناحي حياته، ويرفض كل محلي بشكل قاطع، لهذا تجده يقول أنا لا آكل إلا في المطاعم اليابانية والايطالية والفرنسية واللبنانية أما الرز البخاري والكبسات والمرقوق والأكلات الشعبية لا آكلها.. ولماذا؟ لأنني انسان راق!.. وعلى فكرة أنا أتابع الدوري الاسباني والايطالي ولا أتابع الدوري السعودي.. لأنني إنسان راق.. وأتابع قنوات غربية وعربية مغربة ولا أعرف القنوات السعودية.. لأنني إنسان راق أيضاً. ولكن لا يلبث هذا أن يقول على فكرة مسلسلكم الأخير أعجبني أكثر من مسلسل سين، أما مسلسل شين فكان (أوفر) أما مباراة الديربي فكانت قمة في الحماس. الغريب يا أخي انك "شفت" هذه المسلسلات المحلية وتلك المباراة المحلية وأنت لا تتابع قنواتها اعترف يا اخي انك تأكل كبسة الحاشي ولا تكابر. اسمحوا لي بهذا المدخل للوصول إلى موضوع في منتهى الأهمية ألا وهو الرفض غير الصادق للقنوات السعودية من مبدأ الرقي في الذوق وان هذه القنوات لا توفر للمشاهد العزيز ما يتمناه لهذا فهو لا يشاهدها. يبدأ الدوري السعودي وتبدأ قبله حملات النقد اللاذع للنقل التلفزيوني واستوديوهات التحليل وإبراز السلبيات وإخفاء الايجابيات، والنقد أمر صحي متى ما اوضحت لي اخطائي حتى اتداركها واصلحها اما ان يكون النقد احكاماً مسبقة لا استئناف فيها مثل ( فاشلين – والله ما تفلحون والله ما تتعدلون .... الخ ) هنا انصح كل من وصل الى هذه النتيجة ان يكتفي بمشاهدة الدوري الذي لا يطبق عليه احكامه ويمتنع عن اكل كبسة الحاشي ويستبدلها بالسوشي!. أما من يتابع المسلسلات والبرامج المحلية فعليه ان يكون طرفا فيها لا خصما لها وأعني بهذا ان تعبر عن رأيك في ما تراه لأن ما أنتج موجه لك قد ترى فيه بعض الأخطاء ولهذا من حق التلفزيون ومن انتج هذا العمل ان يسمع رأيك فأنت مرآته التي يرى نفسه فيها؛ قل رأيك ولا تقل حكمك والوسائل ولله الحمد متاحة. إن كتب خبر أو تحقيق عن أي عمل أو برنامج فلتكن تعليقاتك محددة في ماتراه خطأ ولا تكن تعليقاتك من نوعية (يالبا قلب فلانة والا وش اطنان المكياج اللي على وجه فلانة او يا ثقل دم فلان او سلسلة فاشلين ... الخ) فهذه العبارات تهدر بها وقتك في الكتابة ولا تجدي. ماذا لو وضعت "هاشتاق" تناقش فيه مع الناس رأيك في هذا العمل او ذاك ألا ترى انك بهذا تسهم في تصحيح مسار الدراما وتهدي للعاملين على هذه الاعمال عيوبهم وتعين هيئة الاذاعة والتلفزيون على تقديم الافضل. أنا اتابع حساب معالي رئيس الهيئة الاستاذ عبدالرحمن الهزاع في تويتر وهو محاور متمكن ومتجاوب ويبحث في حسابه عن رصد لما يريده المشاهد، ولكن للأسف معظم ما يصل إليه هي (ليش ما تحولونا من موظفين في الشركات المشغلة الى موظفين في الهيئة؟ متى بتثبتونا؟ الخ) وهي مطالب مشروعة لأصحابها ولكنها تخضع لاعتبارات وترتيبات تحقق المصلحة العامة ولعلي أرى ان من معوقات عمل هيئة الاذاعة والتلفزيون ضخامة الكادر الوظيفي فيها فنصفهم يكفي ولكن لابد من البحث عن مكان للنصف الآخر والهيئة تحتاج إلى مبدعين في مجال الإعلام المرئي والمسموع وليست في حاجة إلى اعداد لا حصر لها من الاداريين. علينا ألا نكابر في رفضنا غير الحقيقي لوسائل إعلامنا المحلية وألا نتهمها دوماً بالقصور فالمنطق يقول ان من واجبنا اصلاحها، ومن الاصلاح ان لا نطالبها ان تكون مستنسخة من غيرها ولكننا نريدها محلية بامتياز ف"مرقوق نوير ألذ بكثير من تبولة نانسي".