امر الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس بنشر الجيش في العاصمة بوغوتا وعلى محاور الطرق الرئيسة في البلاد في مواجهة حركة احتجاج اطلقها الفلاحون قبل 14 يوما واضطرابات اودت بحياة شخصين على هامش تظاهرات الخميس في العاصمة. وقال سانتوس في اعلان بثه التلفزيون والاذاعة الجمعة "امرت بنشر الجيش في بوغوتا وسافعل الامر نفسه في اي بلدة او منطقة يكون وجود جنودنا فيها ضروريا". واضاف الرئيس الكولومبي ان خمسين الف جندي سينتشرون ايضا "لضمان حركة السير على طرقنا" موضحا انه يمكن تنظيم "جسور جوية" لتأمين نقل المواد الغذائية التي بدأت تنقص في بعض المدن بسبب اغلاق الطرق من قبل الفلاحين الغاضبين. واكد انه "من غير المقبول ان تؤثر اعمال البعض بشكل خطير على حياة الاغلبية". وجاءت تصريحات الرئيس الكولومبي غداة نحو خمسين تظاهرة شهدتها المدن الكبرى في البلاد انتهى بعضها بصدامات بين الشرطة ومتظاهرين. وليلة السبت تظاهر مئات الاشخاص في ساحة بوليفار في وسط بوغوتا وهم يقرعون اواني الطبخ للاحتجاج على اعمال العنف ودعم حركة الاحتجاج. وتحدثت بلدية بوغوتا عن اصابة 147 شخصا بجروح وتوقيف اربعين شخصا بعد هذه الصدامات التي تلتها عمليات نهب في وسط المدينة. وكان الفلاحون الكولومبيون اطلقوا منذ حوالى 12 يوما حركة مقتوحة في جميع انحاء البلاد للمطالبة بتحديد عتبة لاسعار بعض المواد وخفض اسعار مواد الانتاج الزراعي. وشهدت حركتهم التي دعمتها شرائح اخرى صدامامت مع قوات الامن اسفرت عن سقوط اربعة قتلى واكثر من 500 جريح كما ذكرت مصادر متطابقة. واكد قادة الاحتجاج في بوياكا المنطقة الاساسية لنقل المواد الغذائية الى العاصمة في بيان لهم رفع كل الحواجز التي اقيمت على الطراق في المنطقة بعد "اتفاقات جزئية" مع الحكومة. ورحب وزير الداخلية فرناندو كاريو بهذه الخطوة لكن ليس هناك ما يدل على ان المحتجين في المناطق الاخرى سيحذون حذوهم. وتحدث ايبيريتو دياز الناطقة باسم الطاولة الوطنية للحوار الزراعي المجموعة التي تقوم بتنسيق الحركة الاحتجاجية، عن "اجتماع تقييم" لقادة الفلاحين لتحديد تحركاتهم لاحقا. من جهته، اعترف الرئيس سانتوس رسميا بان القطاع يشهد "ازمة" وتقدم بعدة مقترحات للمحتجين من بينها اجراءات لضبط اسعار الاسمدة ومواد الانتاج الزراعي. وقد المح الى ان الكرة اصبحت الآن في ملعب الفلاحين لان الحكومة قدمت "تنازلاتها". وبعد اضطرابات حمل وزير الدفاع خوان كارلوس بينثون حركة التمرد القوات الثورية الكولومبية المسلحة مسؤولية هذه الحركة الاحتجاجية الفلاحية. ويجري المتمردون حاليا مفاوضات سلام مع الحكومة في كوبا. لكن الرئيس المحافظ لم يشر الى حركة التمرد بل هاجم الحركة اليسارية المتشددة المسيرة الوطنية التي اتهمها بانها تسعى الى جر الحكومة الى "مأزق". واضاف ان هذه الحركة تشكل نواة التظاهرات "لكنها لا تهتم" بالفلاحين. واحتج سيزار باشون الناطق باسم الفلاحين في تونجا كبرى مدن اقليم توياكا على هذا التصريح مؤكدا انه "امر خاطىء تماما". واضاف "نحن نعرف بعضنا البعض منذ زمن بعيد هنا ونحن كلنا فلاحون". ونفى بشكل قاطع اي علاقة لحرككة الاحتجاج "بالمسيرة الوطنية". واكد الرئيس الكولومبي "نؤكد استعدادنا للحوار مع الفلاحين الحقيقيين". ويطالب الفلاحون خصوصا بضمانات للحصول على اراض واقامة محميات زراعية وهي مجموعات صغيرة تقام في اطار سياسة تشجع على اقامة مزارع صغيرة. كما يطالبون بتحسين الخدمات العامة في الارياف. ويدين المتظاهرون ايضا اتفاقيات التبادل الحر التي وقعتها كولومبيا معتبرين انها تفتح الطريق لاغراق الاسواق بالمنتجات المستوردة وتمنع دعم القطاعات المنتجة في الداخل ماليا. رجال الأمن يزيلون صخوراً وضعها المتظاهرون لقطع الشوارع (أ.ف.ب)