انهى الاعضاء الخمسة الدائمون في مجلس الامن الدولي أمس الاربعاء اجتماعا ناقشوا فيه مسودة قرار تقدمت به بريطانيا يفتح الباب للجوء الى القوة ضد النظام السوري المتهم باستخدام سلاح كيميائي ضد مواطنيه في ريف دمشق الاسبوع الماضي، من دون ان يتوصلوا الى اتفاق. في هذا الوقت، اعلن حلف شمال الاطلسي ان استخدام اسلحة كيميائية امر «غير مقبول» و»لا يمكن ان يمر بلا رد»، فيما ذكر دبلوماسي ان تدخل الاطلسي في سورية ليس مطروحا. واشنطن تصف سلوك موسكو في الاجتماع بالمتعنّت وبدت بريطانيا والولاياتالمتحدة وفرنسا على وشك توجيه ضربة عسكرية للنظام السوري ردا على تجاوزه، بحسب ما تتهمه، «الخط الاحمر» المتمثل باستخدام السلاح الكيميائي في 21 آب، ما تسبب بمقتل مئات الاشخاص. ويتوقع خبراء ان تستهدف الضربات اهدافا للجيش السوري واجهزة الاستخبارات. كما قد تطاول مواقع رمزية للنظام، من دون ان تغير موازين القوى في البلاد، مشيرين الى انها قد تتم بواسطة صواريخ توماهوك موضوعة على سفن في المتوسط و/او مقاتلات قاذفات قنابل تحلق خارج المجال الجوي السوري. واجرى سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي محادثات في مقر الاممالمتحدة لمناقشة مشروع قرار «يسمح بكل الاجراءات اللازمة بموجب الفصل السابع في الاممالمتحدة لحماية المدنيين من الاسلحة الكيميائية» في سورية. ويجيز الفصل السابع استخدام القوة. كي مون: نتائج تحقيقات المفتشين ستظهر يوم الجمعة وغادر سفيرا روسيا والصين، حليفتي دمشق، الجلسة المغلقة بعد نحو 75 دقيقة من بدئها. واعلنت متحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية ان المشاورات لم تصل الى نتيجة بسبب «تعنت» روسيا. وتابعت «ستواصل الولاياتالمتحدة مشاوراتها وستتخد خطوات ملائمة للرد في الايام المقبلة»، لافتة الى ان الرد «لا يمكن ان يتأخر» بسبب خطورة الوضع. وصرح مسؤول اميركي كبير ان «اي تحرك عسكري لن يكون احادي الجانب ويجب ان يشمل حلفاءنا الدوليين». هيغ لدى وصوله إلى مقر الحكومة البريطانية لحضور اجتماع الأمن القومي(أ.ف.ب) وتشاور رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أمس في اتصال هاتفي حول «الرفض الروسي والصيني على ما يبدو» لتبني مشروع قرار بريطاني يبرر توجيه ضربة عسكرية الى النظام السوري، وفق ما افادت اوساط هولاند. واعلنت موسكو من جهتها انه «من السابق لاوانه» مناقشة اي تحرك لمجلس الامن الدولي بشأن سورية قبل ان يقدم مفتشو الاممالمتحدة تقريرهم عن استخدام الاسلحة الكيميائية. واعلن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ان مفتشي الاممالمتحدة الذين يحققون على الارض في سورية يحتاجون الى اجمالي اربعة ايام للانتهاء من عملهم، اي ان التحقيق قد ينتهي الجمعة. واكدت الحكومة البريطانية انها لن تشارك في اي تحرك عسكري قبل معرفة نتائج تحقيقات خبراء الاممالمتحدة. صورة من موقع القوات الجوية الأمريكية لجنديين أمريكيين يدفعان بصواريخ من طراز سايند ويندر تمهيداً لتسليح مقاتلات أف-16 في قاعدة انجيرليك الجوية في تركيا.(أ ف ب) الا ان وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ اعتبر ان التحرك واجب لوقف «الجريمة ضد الانسانية» في سورية حتى من دون موافقة الاممالمتحدة، متوقعا في الوقت نفسه مزيدا من المناقشات في نيويورك خلال الايام المقبلة. وبعد واشنطن وباريس ولندن، صرح الامين العام لحلف شمال الاطاسي اندرس فوغ راسموسن في ختام اجتماع لسفراء دول الحلف مخصص لسورية ان استخدام اسلحة كيميائية امر «غير مقبول» و»لا يمكن ان يمر بلا رد»، مضيفا ان الحلف العسكري الذي يضم 28 عضوا سيواصل مشاوراته حول هذه المسألة. واكد الموفد الدولي الخاص الى سورية الاخضر الابراهيمي ان اي ضربة عسكرية تستدعي بموجب القانون الدولي «ضوءا اخضر» من مجلس الامن. واعلن المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية في ايران آية الله علي خامنئي ان «التدخل الاميركي سيكون كارثة للمنطقة»، معتبرا ان «المنطقة برميل بارود ولا يمكننا التكهن بالمستقبل» في حال توجيه ضربة الى سورية. في انقرة، اعلن وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو ان الجيش التركي رفع درجة التأهب في مواجهة اي طارئ مع سورية. وتؤيد انقرة تدخلا عسكريا ضد نظام بشار الاسد. من جهة ثانية، سمحت الحكومة الاسرائيلية باستدعاء عدد محدود من جنود الاحتياط، في خطوة تحضيرية لاحتمال توجيه ضربة عسكرية غربية الى سورية، بحسب ما اعلنت اذاعة الجيش الاسرائيلي. طائرة عسكرية بريطانية تصل لقاعدة اكروتيري في قبرص.. (أ.ب)