تستعد مدارس التربية والتعليم لاستقبال طالبات التعليم العام مطلع الأسبوع المقبل بمن فيهم طالبات وطلاب الجالية السورية إنفاذا للأمر الملكي القاضي بقبول جميع أبناء الجالية السورية دون اشتراطات روتينية تعاطفا معهم، حيث تعمل غالبية المدارس كخلية نحل وبجهود مضاعفة لاستقبال العام الدراسي الجديد بنشاط متجدد وأنشطة تساهم في تسريع عجلة العملية التعليمية بما يكفل خلق بيئة دراسية صحية ومتزنة، فبدأت المدارس بتوزيع الكتب الدراسية على طاولات الطالبات إيذانا باستقبالهن، وتم صيانة المدرسة وطلائها مع وضع عبارات ترحيبية وتربوية وتطويرية للطالبات وأولياء الأمور، إلى جانب وضع خطط تطويرية ونشاطية لتطعيم العام الدراسي بحقبة من الأنشطة الترفيهية والتربوية والبرامج التثقيفية والزيارات الميدانية، وبقيت بعض المدارس متعثرة إيذانا ببدء عام دراسي متذبذب تواجه مشاكل الترميم والصيانة المتعثرة مع موعد اقتراب استقبال الطلبة والطالبات. مشكلة الصيانة والترميم والتجهيز تتكرر كل عام ..ألا.. من حل؟! " الرياض" تجولت قبل أيام من انطلاق بداية العام الدراسي الجديد في عدد من المدارس شمال وشرق وجنوب وغرب العاصمة، ورصد أبرز التجهيزات والبرامج المخصصة لهذا العام، إلى جانب الالتقاء بعدد من مديرات المدارس. جنوب وغرب الرياض قصور وتعثر بداية كشفت جولة " الرياض" في جنوب وغرب العاصمة عن بداية عام دراسي متعثرة تعايشها معظم المدارس في تلك المنطقة ممن يواجهون مشاكل ترميم متعثرة بسبب طول الفترة الزمنية التي استهلكها إصلاح المباني طالت البنى الأساسية له لتعاني على الدوام من تسربات المياه وانهيارات بالإضافة للكهرباء الذي لطالما تسبب في التماسات كهربائية خطيرة بسبب التسربات المائية ناهيك عن تصدعات المباني وتهالكها وغيرها من المشاكل التي تتحمل مديرة المدرسة عبء مسؤولياتها بخلاف المشاكل الإدارية والتعليمية والإشرافية. تقول مديرة إحدى مدارس غرب ووسط الرياض إنها ومنذ أكثر من عام ونصف ومدرستها تحت الترميم وكان من المفترض تسلم المبنى هذا العام بعد انتهاء الأعمال فيه إلا أنها فوجئت بعد معاينتها له بأن كثيرا من الأعمال لم يتم استكمالها بينما ظلت المشاكل الأساسية مستمرة بعد محاولة تجربة مدى نجاح عملية الترميم ومنها وجود تسربات خارجية وأرضية تنبئ عن مواجهة نفس المشاكل القديمة وفي ظل هذا الوضع القائم طلب منها بدء الانتقال للمبنى ولتجنب تحمل مسؤولية حدوث ما لا تحمد عقباه طالبت بخطاب رسمي يوجه لها للعودة للمبنى وبدء الدراسة فيه، وتضيف المديرة كشفت لي التجربة حجم الفساد والتلاعب العام الماضي عندما داهمنا الوقت في حين لم يتم الانتهاء من أعمال الترميم رغم مرور فترة كافية عليه وفي محاولة لاستدراك بدء العام الدراسي أشار مسؤول بإدارة مكتب غرب بإيقاف الترميم والعودة للمدرسة واستكمال الأعمال في نهاية كل أسبوع خلال العام مع الاستفادة من الإجازات الرسمية وهنا قام المشرف على الترميم وبجرأة بالعمل فقام بخلع الأبواب وبدء عمليات الهدم والتكسير ووضعنا تحت الأمر الواقع وتقول إنها في زيارة للمدرسة كما طلب منها أصيبت بمرض جلدي وحساسية أثناء مرورها بمنطقة هدم وتكسير موبوءة نتيجة تكاثر الحشرات والجرذان ومستنقعات المياه المتسربة عانت منها طوال عام كامل، وتضيف أنها حاليا منضمة إلى إحدى مدارس وسط غرب الرياض وتعاني من حالة إرباك نتيجة تكدس أعداد الطالبات في الفصول واختلاف البيئة المدرسية ومشاكل التواجد مع جنسيات مختلفة من أفريقيا وما تتسم به الطالبات من جرأة وتدني مستوى التعامل مع الإدارة والمعلمات، أما بالنسبة للوضع الإداري والتعليمي فهي الآن ستعاني من نقص في أعداد المعلمات والإداريات بمجرد العودة لمدرستها الأساسية في حين لم يتم توفير جميع مستلزمات الدراسة من الكتب والمناهج الجديدة كاللغة الإنجليزية واللغة العربية والدين ناهيك عن عدم تأهيل المعلمات وتدريبهن على هذه المناهج وتأخرها يعني عدم قدرة المعلمات على استيعابها في حالة رغبتهن في تدريب وتأهيل أنفسهن ذاتيا وتجزم أن هناك مدارس تعيش أوضاعا أسوأ بكثير في مناطق جنوب وغرب ووسط الرياض ذات الكثافة السكانية العالية وسوء المباني المدرسية وتهالكها وأنها أكبر معيق لمديرة المدرسة في الاستعداد لبدء عام دراسي جديد. مدارس استعدت مبكراً لاستقبال الطالبات وفي مدرسة أخرى في مكان آخر غرب الرياض التقينا بالأستاذة هناء الكيلاني مديرة مجمع معهد العاصمة النموذجي والتي أثنت على جهود الوزارة في إصدار أنظمة الكترونية متطورة توضح كيفية الاستعداد لبدء العام الدراسي يشمل الجداول والمهام الإدارية والتعليمية وكل تفاصيل العمل بالنسبة لمديرة المدرسة والتي تتطلب بالدرجة الأولى إلمامها بعمل الحاسب الآلي للاستفادة مما جاء فيه من خطط وهو ما تؤكد عليه الوزارة أيضا مع توفر المرونة لاستيعاب التفاصيل التي تناسب ظروف وأوضاع كل مدرسة مع الاهتمام بالمعلمة من حيث التدريب والتأهيل باستمرار وخاصة على المناهج الجديدة مشيرة إلى أن أغلب المدارس الآن توجد بها سبورات تفاعلية وأن المعلمات يستعن ببرنامج الباور بوينت في شرح الدروس. مدارس مرحبة شرق الرياض تتأهب لاستقبال الطالبات باريحية وكشفت جولة شرق " الرياض" عن تجهيزات متكاملة واستعداد لبدء استقبال الطالبات ووضع خطط وبرامج بجودة عالية، حيث قالت مديرة ابتدائية 103 بشرق الرياض الأستاذة فاطمة الحناكي: تتوجه المدارس الحكومية لتطبيق الإدارة الذاتية وهذا ما حصلنا عليه بالفعل، فالإدارة الذاتية تتسم بامتلاكها العديد من الصلاحيات، الأمر الذي جعلنا نحرص على التجهيز لاستقبال الطالبات قبل ثلاثة أشهر من الآن، حيث وصلت الكتب المدرسية منذ وقت مبكر من قبل الوزارة وبأعداد تتناسب وعدد الدارسات في المدرسة، إلى جانب عمل المعلمات منذ العودة على وضع خطط النشاط والبرامج الجديدة التي ستطبق، كما انهينا التجهيز لأسبوع التهيئة للطالبات المستجدات والمنتقلات من المراحل الدنيا للعليا وكلن بما يتناسب ومرحلتهم العمرية وتجربتهم الدراسية وزادت أن المدرسة وفقا لتوجهات الوزارة في التطوير والتجديد، حرصت على وضع برامج تعليمية متنوعة وثرية للطالبات، وحوسبة جميع الفصول الدراسية والمعامل إلى جانب استبدال السبورة العادية بالسبورة الذكية التفاعلية، وتكثيف مادة اللغة الإنجليزية للطالبات منذ الصف الرابع ابتدائي، إلى جانب التعاقد مع عدد من المعاهد ذات السمعة الحسنة والجودة المرتفعة لوضع برامج تقوية ودورات للطالبات الراغبات في الفترة المسائية. الترميم مستمر !! ونوهت أن المدرسة حرصت على عمل استفتاء للأهالي حول إمكانية تكثيف حصص الكتابة والإملاء، خاصة بعد ظهور الإنجليزي المعرب وسوء الإملاء لدى الجيل الحالي، فوجدنا موافقة جماعية من الأهالي وتشجيع الأمر الذي جعلنا نعتمد تكثيف لبرامج الإملاء والكتابة بهدف تحسين الخط وتصحيح الكتابة، مشيرة أن تفويض الصلاحيات من قبل الوزارة للمدارس رفع سقف الحرية وزاد من هامش المبادرات والابتكارات، حيث أصبحت العملية التعليمية تعتمد على البرامج والأنشطة المكثفة المطعمة بالجولات الميدانية والبحث والاطلاع وزادت الحناكي أن مدرستهم حرصت على إشراك الوالدين في العملية التربوية، وقد عقدت حتى الآن مجلسين للآباء، ليتعرف أولياء الأمور على بيئة بناتهم، وكانت تجربة مميزة واستجاب للدعوة ما يقارب المائة ولي أمر، إلى جانب تكوين مجلس أمناء للمدرسة مكون من 10 أعضاء غالبيته من أمهات الطالبات ومرشدة من المدرسة ووكيلة، وذلك لتكوين لجنة لمناقشة كل ما يدور داخل المدرسة، ورصد أبرز الملاحظات، واقتباس الأفكار لتطوير العملية التعليمية. إلى جانب هذا فعّلت المدرسة الجانب الإلكتروني في إدارتها واستحدثت منتدى وموقعا الكترونيا مع تفعيل مواقع التواصل الاجتماعية لوضع القرارات والتذكيرات واستقبال الشكاوى والملاحظات والمقترحات، ونشر أنشطة المدرسة وفعالياتها، كما وضعنا لوحة شرف الكترونية للطالبات الصغيرات ننشر فيها صورهن بعد إذن الأهالي، مؤكدة أن الوزارة تتوجه لمواكبة الانفتاح الحاصل واحترام عقلية الطالب من خلال تطوير العملية التعليمية بما يناسب العصر الحالي. مدارس تشتكي سوء الصيانة