مذ كنت طفلة وأنت في عيوننا ففي أفيائك نمونا يا ملك السلام أسست لنا حضارة العلم والمعرفة والحب بنيت مدناً ومعالم وشيدت للعالم الصروح والمآذن وفي بقاع الأرض كان عطاؤك خير شاهد كيف لنا أن نرثيك!! هل نقرأ آخر سطر كتبته لنا أم نسترجع ذاكرة المجد التي خلدتها وراءك!! علمتنا بأن الكلمة أمانة وأن الأيدي البيضاء تبقى محتفظة بلون الخير وأن الحياة نهر جار يمنحنا الآمان ما زالت يدك البيضاء فوق رؤوس الكبار والصغار بعيونهم التي تغرقها دموع الفجيعة وقلوبهم التي يفطرها أسى الفقد الموجع!! كم كنا نغنيك يا نشيد الوطن النشيد الذي نسجناه من وردك الحاني من حديقة الخير ومن حنايا الكلام المورق جئنا ننثر الحروف بعد غيابك علها تتخطى ما وراء الحزن ما وراء البكاء دعنا.. نلملم الحكايا فلا مكان للنسيان يا أيها الملك الحنون ستبقى ساكناً فينا وبنا يا باني النهضة ويا مشعل الخير في أوردتنا رحيلك.. يعتق فينا حلمك القديم سندثر قلوبنا بذكراك سنعبر في ظلك وسنوثق مجدك عالياً. يا فهد.. في رحيلك ذبل الخزامى ضاعت الشوارع وتيتمت القناديل وبكاك الوطن من أجل الحب والوفاء لقد كنت بالأمس باسطاً جناحيك للريح وللسلام مسيرة عمر من الصبر والحكمة والعطاء فنم هادئاً اليوم فالراية البيضاء تبقى بيضاء لكن اسمح له ولنا.. ففي رحيلك بكى الوطن..