كنت قبل فترة أبحث في أخبار وتقارير الشركات المساهمة عن مساهمات اجتماعية لها، فلم أجد إلا بعض المبادرات البسيطة،والتي يمكن أن تقوم بها بقالة أو محطة وقود..!! كما أنها-أعني مبادراتها المحدودة- قد جاءت أيضا على سبيل الفزعة أو للخلاص من حرج ما..!! في الخارج تجد لدى الشركات، ومنظمات الأعمال الخاصة بشكل عام، إدارات وأقسام خاصة تٌُعنى بالعمل الاجتماعي، وتكون بمثابة البوصلة لهذه المنظمات نحو وجهة العمل الخيري، أما لدينا فإن وُجدت، فتكون على سبيل الاجتهادات..!! كنتُ قد ركزت في بحثي هذا على البنوك وشركات الاتصالات، باعتبار ضخامة حجم أرباح الشركات التي تعمل في هذين القطاعين، وأيضاً لعلاقتهما المباشرة بشرائح كثيرة من أفراد المجتمع، وصُدمت بضآلة ما تقدمه هذه البنوك والشركات في مجال المشاريع التنموية والخدمية والاجتماعية..!! لدينا في المملكة (12)بنكا، زادت صافي أرباحها في عام 2012 على (35) مليار ريال، ومع ذلك، لم نسمع أو نقرأ، عن مساهمات اجتماعية لها، تقابل شيئا بسيطا من رصيد هذه المبالغ الضخمة..!! أيضاً في قطاع الاتصالات أتفاجأ عندما أرى شركات تنفق في مجال الدعاية والإعلان في عامين فقط مبلغ مليارات الريالات، وتعجز أن تستقطع جزءًا من هذا المبلغ الهائل، وتخصصه لبناء مستشفى مثلا يحمل اسمها وهو الأمر الذي سيخلق لها قاعدة واسعة في جمهور العملاء. والشيء بالشيء يذكر، فقد قامت إحدى شركات الاتصالات في دولة الكويت، والتي تمتلك حصة أغلبية في شركة اتصالات تعمل في السوق السعودي، ببناء مستشفى يحمل اسمها، متخصص في الأنف والأذن والحنجرة بالتعاون مع حكومة الكويت. ختاما..أتمنى من شركاتنا أن تهتم فعلاً بخدمة المجتمع الذي تعمل فيه، وأن تحرص أن يكون لها استراتيجيات في مجال المسؤولية الاجتماعية، وأن تُعنى بالمشاريع والمبادرات النوعية، والتي تعود بالمنفعة عليها أولاً، قبل منفعة الآخرين. * محافظة الزلفي