حين يحضر المشجع الرياضي إلى ملعب المباراة في السعودية يتفاجأ ان هناك سياجاً عالياً ذو رؤوس حادة تفصل بينه وبين أرض الملعب التي يتواجد بها الفريقين تم وضعها لأغراض أمنية ومنعاً للشغب الرياضي وعدم أن يسوّل الشيطان لأحد المراهقين الذين يتسللون بين شوطي المباراة بحثاً عن الشهرة أو أن تلتقطهم كاميرات التلفاز حتى يشاهدهم أقرانهم في المدرسة أو الحي. في إنجلترا وضعت الشبوك والأسوار منعاً لشغب الجماهير المندفعة نحو اللاعبين وكانت الجماهير هناك مثالاً للإثارة والحماس والاندفاع حتى تضرر الاندية بشكل كبير من الجماهير التي تقوم بتعطيل المباراة حالما تنزل نحو أرضية المباراة للسلام على النجوم أو لتسجيل الكرة في المرمى بطريقة كوميدية، وحتى شهر إبريل من العام 1989 كان كل شئ يبدو طبيعياً ومن المقرر إقامة مباراة نصف النهائي ضمن كأس إنجلترا على ملعب هيلسبرو الشهير بين ليفربول ونوتنجهام فورست، وقدمت لها الجماهير من أنحاء مدن شيفيلد ومانشيستر لندن وبرايتون وتأخر الحضور بسبب أعمال صيانة في طريق الملعب التاريخي، وعندما وصلت الجماهير للملعب قبل صافرة البداية بدقائق وتدفقوا نحو البوابتين الثالثة والرابعة وبعدد يقدّر بالآلاف، وعند ساعة الحسم الثالثة عصراً ازدحم المكان وعمت الفوضى. انتبه رجال الأمن للحضور الكثيف لدى البوابتين وحينما أرادوا منعهم واعادتهم الى الخلف تفاجؤوا بحضور أعداد مهولة أخرى في البوابات الرئيسية للملعب، مما حدث تدافع بين الجماهير في المقدمة والمؤخرة، ومع ازدياد هذا التدفق الجماهيري وانحصار الكثير من المشجعين بين بوابات العبور أتى مشجع شاب ليرفع بصوته قائلاً: (توجد مقاعد شاغرة في الملعب أسرعوا في الدخول). فتح ضباط الأمن عدد من البوابات بشكل عشوائي ليشهد الملعب اندفاعاً كبيراً من البوابتين الثالثة والرابعة واصطدمت الجماهير الداخلة المتأخرة بالجماهير الحاضرة منذ وقت باكر واختلط الحابل بالنابل على السياج الكبير العازل بين المدرجات وأرض الملعب مما جعل الحضور على الكراسي يتسلقون السياج لداخل الملعب خوفاً من أن تذهب حياتهم هباء منثورا من أمام تدافع الداخلين لملعب هيلسبرو. بعد ست دقائق من بداية المباراة جاء الأمر بإيقافها وأمر رئيس الأمن بفتح الأبواب الحديدية القابعة تحت الأسوار حتى يتمكن الجمهور من النجاة والنزول للعشب الأخضر لكن الكارثة حدثت وتسببت في مقتل 96 مشجعاً من أمام كاميرات قناة بي بي سي الإخبارية وبجانب التلفزيون البريطاني الذي كان ينقل الحدث، تم نقل أكثر من 400 مصابا إلى مختلف المستشفيات وأتى قراراً عاجلاً من الاتحاد الإنجليزي بأمر إزالة السياج الفاصل بين الملعب والمدرجات في جميع الملاعب الإنجليزية وجعل جميع المدرجات بمقاعد من دون وجود مساحات للأشخاص الواقفين على أقدامهم، يأت ذلك لتحديد عدد الجماهير ومنع الكوارث في المستقبل مع سنّ قوانين صارمة لمن ينزل لداخل الملعب من أجل الشغب.