شهدت ملاعب كرة قدم عدة في مختلف دول العالم كوارث طبيعية وإنشائية، إلى جانب «اعتداءات» الجماهير الرياضية، فيما بينها بطرق عنيفة ودموية، إذ تعد الكارثة الأولى تلك التي كانت في استاد «إيبروكس» في اسكتلندا عام 1902، ونتج عنها مقتل 25 مشجعاً في مباراة بين منتخبي اسكتلندا وإنكلترا، إذ انهار الملعب الذي كان قد أقيم حديثاً حينها بسبب شدة الأمطار التي هطلت في الليلة السابقة للمباراة، وسقط مئات المشجعين من على ارتفاع 40 قدماً على الأرض، وبخلاف الضحايا، أصيب أكثر من 500 شخص آخرين. وكان لملعب إيبروكس حوادث كوارثية أخرى عامي 1961 و1971، فالأولى أسفرت عن مقتل مشجعين بسبب تهشم «أدراج» الملعب، والثانية أسفرت عن مقتل 66 مشجعاً أيضاً بسبب انهيار المدرجات أثناء مغادرة مشجعي فريق رينغرز الاسكتلندي عقب هزيمة فريقهم بهدف من دون رد. وهناك حوادث أخرى شهدها استاد برندن بارك في انكلترا، وأسفرت عن مقتل 33 مشجعاً بسبب انهيار أحد الجدران فوق المشجعين، كما أصيب 400 آخرين من إجمالي مشجعين بلغ عددهم 85 ألف مشجع، وتعتبر الحادثة تلك أسوأ وأكبر حادثة في تاريخ انكلترا الكروي، وفي عام 1985، شهد إستاد هيزيل في بلجيكا مأساة أخرى أسفرت عن مقتل 39 مشجعاً، بعدما هاجم مشجعو فريق روما الإيطالي نظرائهم في ليفربول الإنكليزي، ونتيجة لقدم الملعب انهار أيضاً تحت وطأة اشتباكات المشجعين، وهو ما كان له أكبر الأثر في زيادة عدد الضحايا، كذلك في عام 1991 شهد استاد أوركني في جنوب أفريقيا كارثة أخرى، نجم عنها سقوط 42 قتيل، بدأت الكارثة عندما هاجم أحد المشجعين بسكينة مشجعي الفريق المنافس، وبعدها بدأت أحداث شغب وتحت وطأة أقدام المذعورين سقط الضحايا المشجعين الذين كانوا يحاولون الهروب من الملعب. واستمراراً لحوادث جنوب أفريقيا، شهد عام 2001 كارثة جديدة في استاد إيليس بارك، أسفرت عن وقوع 43 ضحية نتيجة انهيار مدرجات الملعب بعدما زادت تعبئته عن سعته المفترضة بأكثر من 30 ألف مشجع، وساهمت قوات الأمن في زيادة سوء الموقف، إذ بدأت مع بدء ذعر المشجعين في إطلاق القنابل المسيلة للدموع عليهم. وفي عام 1968، سقط 44 قتيلاً في استاد قيصري في تركيا بسبب أحداث شغب بعد المباراة استخدم فيها الأسلحة البيضاء والرصاص وأسلحة أخرى، أما في أسوأ حوادث الكرة في إنكلترا، فلقي 56 شخصاً مصرعهم في استاد فالي باراد، بعد أن اندلعت النيران في أقل من خمس دقائق في الملعب بأكمله أثناء احتفال المشجعين بفوز فريقهم، وفي غواتيمالا عام 1996، لقي أكثر من 80 شخصاً مصرعهم أثناء محاولتهم حضور إحدى المباريات المؤهلة إلى كأس العالم، بعد أن انتشرت تذاكر مزورة ومتضاربة للمباراة بين الجماهير، وأسفر تعثر المشجعين وجريهم للحاق بالمقاعد عن دهس الكثيرين واختناقهم حتى الموت. وفي عام 1988، شهد استاد نيبال كارثة أودت بحياة 93 مشجعاً، عندما حاولوا الهروب من عاصفة ثلجية داخل الملعب والتدافع من خلال مخارجه ال8 التي لم يكن أياً منها مفتوحاً سوى مخرج واحد فقط، وتم دهس الكثير من المشجعين إضافة إلى ضباط شرطة واختناق العشرات الآخرين. وفي انكلترا ايضاً فشهدت عام 1989 مأساة كبيرة في استاد هيلزبورو أسفرت عن مقتل 96 مشجعاً بعد أن فتحت الشرطة إحدى البوابات الرئيسية مما أدى إلى تدافع عدد ضخم من المشجعين، وانسحق العشرات من مشجعي فريق ليفربول بين المتدافعين وسور الشغب. وفي غانا، شهد استاد غانا في 2001 حادثة أسفر عنها مقتل 126 مشجعاً بعد أن حاول 70 ألف مشجع الهروب من الاستاد، بعد أن أطلقت الشرطة قنابل الغاز تجاه المشجعين الذين حاولوا تكسير المقاعد، ووقت هروب المشجعين كانت البوابات مغلقة، في الوقت الذي تعاملت فيه قوات الأمن بعنف مبالغ فيه. ومن أسوأ الأحداث في تاريخ ملاعب كرة القدم، حادثة الاستاد القومي في بيرو عام 1964، التي أسفرت عن مقتل 318 مشجع، بسبب إلغاء الحكم هدف لبيرو أمام منتخب الأرجنتين، إذ اندلعت أحداث الشغب والعنف، ولا يعرف أحداً حتى الآن كيف أسفرت الحادثة عن كل هؤلاء الضحايا. وفي روسيا قتل أكثر من 340 مشجعاً في عام 1982، وأصيب ألف مشجع، وذلك لدى اجتياح الجماهير لملعب لينين في موسكو خلال مباراة بين سبارتاك موسكو وهارلم الهولندي.