ألعاب محطمة! و مصابيح مكسرة! و جدران مشوهة! ونفايات في كل مكان! وحدائق ومرافق لا توصف! إن سلوكنا عنوان حضارتنا ومبدأنا في هذه الحياة وبه تنعكس صورتنا وتصرفاتنا وأخلاقنا على ممتلكاتنا العامة وسرعان ما تتصور في حدائقنا ومدارسنا وممتلكاتنا العامة الأخرى حيث إنها هي ملك الجميع وكلنا مشتركون فيها فعندما تطالها أيادي العابثين بها تدل على عدم الاهتمام وعدم الحس بالمسؤولية وعندما يحس الشخص بهذا الشيء لا نستغرب وجود الذكريات السفيهة على الجدران والتصرفات اللا مسؤولة من التشوهات التي تطال أمكننا العامة. هناك صور عديدة للتخريب والعبث بالممتلكات العامة تظهر لنا جلياً في كل مكان وانه مما يحز في نفس الشخص ويؤلم بعمق مما نراه ونحن في هذا الوقت الذي يطالب المواطن فيه مما يستحق توفير ذلك له من خدمات وان هذه السلوكيات السلبية حولت إلى توقف عجلة التنمية والتطوير. وهو حديث ممتد، ونقد لا ينتهي منذ سنوات طويلة فيه الجاد، وفيه ما يسرون به عن النفس أحياناً، ويشغلون به مجالسهم أوقات أخرى دون أن يفكر ناقد أو رام بالحديث على عواهنه دون حساب كيف نغير سلوكنا تجاه منجزاتنا وممتلكاتنا العامة ونربي أبناءنا على المحافظة عليها وأن نغرس فيهم بأنها لهم ويجب عليهم عدم العبث بها وتدميرها. في كتاب (العرب وجهة نظر يابانية) مؤلفه هو الكاتب والمترجم والأستاذ الجامعي نوبوأكي نوتوهارا ياباني الجنسية تطرق الى ظاهرة تخريب الممتلكات العامة؛ الحدائق والمدارس وغيرها من الممتلكات العامة التي تشهد أشكالا مختلفة من العبث بها، إنها ملاحظات مؤلمة ومحزنة تطرق لها ولكنها واقع مر نعيشه. إننا بحاجة إلى وعي نساهم به في تنمية مجتمعاتنا في البيت والمدرسة والخطباء والكتاب والإعلام المرئي والمسموع و به ننافس البلدان الأخرى التي وصلت إلى مستوى عال من الوعي والحس بالمسؤولية واحترام الطبيعة مما يثلج الصدر ومما يسهم في الإسراع في عجلة التنمية والتطوير. إن الممتلكات العامة أمانة في أعناقنا مهما كانت مسؤوليتنا حيث حث ديننا الحنيف على الحفاظ على الممتلكات العامة وحرم الاعتداء عليها وعلى حق الغير لذا كان لزاماً علينا تربية أبنائنا وتوعيتهم وغرس المفاهيم الصحيحة من حب الخير والامتناع عن التخريب والاهتمام بها والحفاظ عليها ليستفيد الجميع منها. كما اقترح أن تتولى المؤسسات التربوية والتعليمة حملات توعية مكثفة وحملات صيانة ماتم تخريبه مما يكون لذلك الدور الايجابي الناجح الذي يكون له الأثر الطيب على مجتمعنا فقاطرة التنمية لا يمكن ان تسير اذا كان ذلك يتبعها عمليات تشويه عبث تهدد ممتلكاتنا ومشاريعنا وتطبيق قوانين صارمة ورادعة للعابثين بممتلكاتنا العامة ليكون المجتمع على قدر كبير من الرقي والتقدم.