تغلق فترة تسجيل اللاعبين في 11 سبتمبر المقبل أي بعد أربعة أسابيع أو أقل؛ وهناك أندية لم تحسم ملفاتها التعاقدية وسد مكامن الضعف بصفوف فريقها سواء المحلية أو الأجنبية، ليس لسوء الإدارة أو قلة الخبرة، وإنما لشح الجانب المادي الذي يكبل تحركات جل الأندية السعودية إن لم يكن جميعها ويجعلها ترضى بأفضل السيئين؛ إذ باتت المادة هي السبب الأساسي لنجاح أي إدارة وتميز أي فريق، نعم "الفكر" مطلوب ولكن بدون المادة لن يتم تنفيذ أي مخطط حتى ولو كان مميزاً من حيث حيثياته وترجمته على أرض الواقع، فالجميع يلحظ ارتفاع أسعار اللاعبين و"تضخم" عقودهم فبعد أن كانت عقود اللاعبين بالمئات من الآلاف أصبحت بالملايين وهاهي أيضاً تزحف لعشراتها؛ فيما لازالت الأندية على ذات الدعم الذي "خصص لها" منذ سنوات عدة من قبل الرئاسة العامة، نعم وبعد سنوات من دراسة الاستثمارات بدأت الأندية تحصل على إعانات ومداخيل أخرى كالنقل والرعايات وعلى الرغم من ذلك فإن صرفها لازال على الطريقة "القيصرية" بل وصل الحال إلى الاستجداء أحياناً! مسيرو الأندية يدركون تماماً أن معظم صفقاتهم لم تكن مقنعة لهم تماماً، وإنما تفي بالغرض أي "مش حالك" ولعل ذلك بسبب الجانب المادي، فالمميز منهم أي المحترفون عقده الاحترافي ربما يعادل أو يفوق ميزانية ذلك النادي، لذا "الغالي ثمنه فيه" عطفاً على تلك الأسعار الفلكية. إدارات الأندية بين(مطرقة المادة وسندان الجماهير)، أي يعاني مسيرو الأندية من شح الجانب المادي ويدركون أن المنافسة أو تحقيق النتائج أو إحراز الألقاب لن يأتي إلا بالتجهيز المميز والصفقات النارية، ولكن تحركاتهم على قدر مصروفاتهم، وبالتالي فهم مطالبون بتوفير السيولة بشتى الطرق خوفاً من تسجيل الفشل، كما يخشون غضب الجماهير بل هم على إدراك تام باستياء الجماهير مما سيقدمه فريقهم بناء على تلك المؤشرات المتواضعة ولكنهم يصفون فريقهم بالسوء تارة وأخرى (مش بطال)؛ إلى أن ينتهي الدوري والخطر يزول بالإفلات عن الهبوط أو سخط الجماهير أو نار الإعلام بأنواعه. ارتفعت العقود وظل الدعم كما هو؛ إلى متى ستظل الأندية على هذا الدعم الذي لا يوازي ربما قيمة رواتب شهر للاعبين محترفين في دوري الكبار أو حتى قيمة معسكر خارجي يمتد لأسبوعين، السؤال الذي يبحث عن إجابة هل مسؤولو الرياضة يلتمسون ذات المشكلة التي أرقت مسيري الأندية المتطوعين وداعميها المحبين؟.