عالمنا العربي والإسلامي تتقاذفه أمواج الاضطراب والقلق العام وسط زوبعة من التسميات والمصطلحات والشعارات لا يدرى الصادق منها من المزيف بما في ذلك استغلال الدين والفطرة الإنسانية التي تميل الى حب الاستقرار والعيش بأمان.. نسأل الله العلي القدير في هذه الأيام المباركة أن يصلح شأن بلاد العرب والإسلام ويجعلها بلادا مستقرة هانئة ويبعد عنها كيد الكائدين وعبث العابثين. ونحن في مجتمعنا المحلي لسنا بمعزل عن المتابعة والاطلاع عبر وسائل الإعلام المرئي والمسموع والمقروء فلابد من التأثر والتأثير الفكري، فشأن السياسة كشأن الاهتمامات الإعلامية الأخرى من تجارة واقتصاد وفن ورياضة.. تجد من يشجع ومن يؤيد ويختلف ومن يذهب إلى ابعد من ذلك. سؤال يطرح نفسه: ماذا أعددنا لهذه المرحلة على كافة الأصعدة الرسمية وغيرها خاصة في التصدي الفكري لكل ما نشك في تأثيره السلبي على مجتمعنا وما نتميز به من اعتدال وتوازن سعينا لبنائه منذ شارك أبناء المجتمع بكل فئاته وشرائحه مع قيادته في انسجام وتوافق في الأهداف والتوجهات لتكوين مجتمع المملكة العربية السعودية؟ المرحلة الحالية مرحلة حرجة تتطلب تضافر الجهود لتكوين قيادة واحدة تنسق الجهود وتوجه الرأي العام لما فيه مصلحته، وإذا نظرنا لمقام وزارة الداخلية كجهة مناط بها الأمن الداخلي بكل أنواعه فليست هي الجهة المسؤولة لوحدها عن ذلك، بل إن هناك جهات أكثر أهمية في إنشاء طوق الوقاية والتغذية الفكرية، وأعني بذلك وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي.. ذلكما القطاعان اللذان لو فُعّلا التفعيل الذي يتناسب وأهميتهما فلن نحتاج لجهد كبير في العلاج لان الوقاية مهما كلفت افضل من العلاج. لقد جبلنا على ألا نستشعر المسؤولية إلا بشيء من الدعم والحث المتواصل المطعّم بقليل من المحاسبة والإلزام، فلا بأس أن نقبل واقعنا كما هو ونواصل تطويره بحيث تكون المسؤولية ذاتية وإحساسا داخليا لكل فرد بما يقع تحت مسؤوليته.. وأتمنى ان تتبنى وزارة الداخلية الموقرة هذا الدور لعناصر التأثير الفعال لقيادة موحدة نطمئن معها لحماية مجتمعنا وأفراده ومن يعيش فيه من أي انحراف فكري أو تأثير سلبي من تراشق الأحداث والصراعات حولنا.. والله الحامي والحافظ.