تزايدت التحذيرات الطبية الدولية بشأن ما تفعله بعض الشركات العالمية المنتجة للبيض والدجاج اللاحم في مزارعها حين تعمد إلى حقن البيض قبل فقسه بخليط من المواد الطبية المحتوية على بعض العقاقير و المضادات الحيوية. وتهدف عملية حقن البيض والدجاج -كما يزعم المنتجون- إلى وقايتها من الأمراض غير أن دوافع تجارية بحتة لهذه العملية حيث أن هذه المواد التي يتم حقنها في البيض تُسرع عملية الفقس خلال ثلاثة أيام وتُعجل كما تختصر مرحلة نمو الصيصان بحيث تصبح جاهزة في غضون 35 يوماً فقط للذبح والاستهلاك. وقد أدى الاستخدام المتزايد لهذا الخليط من المضادات والعقاقير و أهمها "السيفالوسبورين" إلى ظهور ونمو وتكاثر أنواع جديدة من البكتيريا القولونية (إي كولاي) وجدت في لحوم هذه الدواجن بيئة مناسبة للتوالد والتكاثر ومن ثم تنتقل إلى الإنسان عندما يتناولها مسببة مرض تعفن وتسمم الدم أو ما يسمى "إنتان الدم" الذي يعتبر من الأمراض الخطيرة والفتاكة. ويعتبر هذا المرض الخطير السبب المباشر لوفاة 1500 شخص في أوروبا سنوياً. ويعتقد الأطباء والعلماء المختصين استناداً إلى التحقيقات والدراسات والأبحاث عن هذا المرض بأن واحداً من الأسباب الرئيسية للإصابة به تكون من التسمم الغذائي الناتج عن تناول لحوم وبيض الدجاج المحتوية على البكتيريا القولونية (إي كولاي) وخصوصاً إذا كانت غير مطبوخة جيداً. وبينت الدراسات المتعلقة بهذا الشأن كذلك أن ما نسبته حوالي 80 بالمئة من لحوم هذه الدواجن على مستوى العالم تحتوي على هذه الأجيال الجديدة من البكتيريا القولونية (إي كولاي). ويحذر المختصون من انتشار البكتيريا القولونية (إي كولاي) وشدة خطورتها على الصحة بشكل عام مبينة أنه وخلال العشرين سنة القادمة ومع تزايد استخدام مادة "السيفالوسبورين" في البيض والدجاج اللاحم فقد لا تجدي المضادات الحيوية الموجود حالياً أي نفع في علاج حتى أبسط الأمراض البكتيرية العادية ولذا فيجب علينا التوقف المباشر عن السماح لهذه الشركات بالاستخدام المفرط لهذه المادة التي تشير جميع الأدلة المتوفرة إلى أنها السبب الرئيسي في ظهور وتكون هذه البكتيريا القولونية بالإضافة إلى إفراط بعض الأطباء في صرف الوصفات الطبية باستخدام الكثير من المضادات الحيوية وذلك في علاج حالات مرضية بسيطة مما أدى إلى تضاءل فعالية حوالي 80 بالمئة من هذه المضادات في علاج بعض الأمراض المعروفة سابقاً.