جميل أن تجد نكهة رمضان وعبقه لايزالان معك حتى بعد انقضائه؛ فهذا يدل على مدى العلاقة بينك وبينه وأنه لازال صاحب وجه ٍ وضاّء ينيرك ولايضعك في عتمة. وهذا الرمضان له أصحاب جعلوه معهم لايفارقهم؛ فسلوكياته الجميلة كانت تؤاخيهم فيه وتأقلموا معها فصارت منهاجهم القويم الذي يبلج مسارات حياتهم. نحن لانحتاج لرمضان منقطع عنّا بل نريده ملازماً لحياتنا يشد من أزرنا، يزيد من ثقتنا بنفسنا، فلتكن من أصحاب هذه الخصال التي تمتاز بها في رمضان وبعده. ولاتكن ياصاح من أولئك المتغيرين في رمضان من يهتم بالفروع ويترك الأصول على سبيل المثال هناك من يحرص على صلوات التراويح إذ يمضي لها مع أذان العشاء في مسجد آخر ومع موجات الزحام تضيع عليه الفريضة. ومشهد آخر أيضاً من يقرأ القرآن بعد صلاة الفجر ويزداد عبقاً به وروحانية ولكن يغشاه النوم فتفوت عليه صلوات الظهر والعصر. الرمضانيون الصادقون هم الماضون في نفس نهجهم لا يتغيرون ولايتقاعسون بل يواصلون هذه النفحات ويتباركون بها طول العمر.