سبق وأن كتبت على هذه الصحفة مقالاً عن الجمعيات التعاونية وأهميتها، وضمنتها توصيات لأساتذة في التسويق سأجعلها متواجدة في السياق، وبعدها بأشهر لاحت بوارق التوجه لإقامة مثل هذه المشاريع بشكل رسمي وعلى أرض الواقع، ولكن للأسف خلد الموضوع مرة أخرى إلى ركن الظلام ولم تصدر أي تصريحات تبين خطة العمل وما يتبعها من مدة للتنفيذ وإستراتيجية للتطبيق! قد لا أكون متفائلاً بسبب استحالة قيام مثل هذه المشاريع المجتمعية، وذلك لأسباب متعددة، أهمها السيطرة التجارية، والتحكم في السوق وما يترتب على ذلك من احتكارٍ صلد يحتاج إلى تفتيت! فالجمعيات التعاونية هي بحد ذاتها ثقافه، باعتبارها ممارسة وشراكة مجتمعية، وتعتبر بنية استهلاكية وغذائية توفر الأمن الاقتصادي والغذائي للمواطنين، فمن بواعث الاستقرار هي الوفرة في الغذاء والاحتياجات الإنسانية التي تعتبر بالغة الأهمية لحياة الفرد، وذلك ضمن أسعار مقبولة جداً للمواطن العادي. واعتمادا على مبدأ التخصص أسوق لكم مرة أخرى الأهداف العامة التي قرأتها من ورقة بحث للأستاذ. د. أحمد بن عبدالرحمن الشميمري ود. علي بن محمد المحيميد والمعنونة (الجمعيات التعاونية في المملكة العربية السعودية)، والأهداف هي: - زيادة المشاركة الشعبية في التنمية الشاملة وذلك بإشراك الفئات من أصحاب الدخول المنخفضة والمحدودة في العمل في هذه الجمعيات لكي يزداد دخلهم. - تحقيق التآزر والتماسك بين الأعضاء في كل جمعية تعاونية وتعميق الولاء مما يزيد ويؤكد تحقيق التعاون والمشاركة الوجدانية والمادية. - تطوير المفاهيم الديمقراطية عن طريق انتخاب مجالس الإدارات وتشكيل اللجان والعمل بها ومن خلال التوزيع العادل للإنتاج والخدمات. - فتح مجالات جديدة للاستثمار وإتاحة الفرصة (لذوي الدخل المحدود) من المشاركة في قفزات جديدة للاستثمار. - تحسين وتطوير الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لذوي الدخل المحدود الذين يشكلون أكثر من ثلثي السكان في المجتمعات النامية. - المساعدة على القضاء على البطالة في المجتمع خاصة وأن متطلبات المجال التعاوني (للقوة البشرية كبيرة جداً) بمعنى أن الطلب على الأيدي العاملة لا يتوقف لأن العمل التعاوني نام ومتطور. وعلى موقع وزارة الشؤون الاجتماعية وجدت مسمى الجمعيات التعاونية وبعض السطور المقتضبة عن ذلك الدور، واستغربت بيات هذا التنظيم المهم للوطن والمواطن، ولكنني إلى الآن أعتبر هذه الجمعيات في ظرف مغلق وبعيداً عن المشاهدة واللمس! الخاتمة التي أعيد نقلها بعد هذه الكلمات البسيطة هي كلمة لرئيس الجمعيات التعاونية في الكويت يتحدث فيها عن دور الجمعيات إبان الغزو العراقي، وكيف كان لها أثر في تلك الفترة، فيقول على موقع اتحاد الجمعيات الكويتيه: (ولقد فتح الاتحاد والجمعيات التعاونية مخازنهم وأسواقهم وقاموا بتنظيم وتوزيع السلع بشكل عادل وحافظوا على مستوى الأسعار التعاونية، وكان هناك الآلاف من المتطوعين من أبناء الكويت الذين يعملون ليل ونهار في جمعياتهم وفروعها المختلفة وقد قاموا بأعمال تعاونية مشرفة تستحق أن تسجل لهم بأحرف من نور)، بعد هذا القول هل ستظنون أن من يسارع الآن في زيادة الاسعار سيفتح مستودعاته بأسعار مخفضة في وقت الشدائد لا قدر الله؟!