في 15 أغسطس الفائت اضطر السفير التركي في بيروت سليمان إنان أوزيلديز كما في هذه السنة إلى قطع إجازته في أنقرة ليعود مسرعا إلى بيروت بعد خطف مواطنين تركيين تمّ الإفراج عنهما بعد شهر من المفاوضات الشاقّة، واليوم تبدو عقارب الساعة قد عادت سنة إلى الوراء. في السفارة التركية في النقاش يبدو أوزيلديز مستاء لما حصل للطيارين التركيين مراد أكبينار ومراد آغا اللذين اختطفتهما مجموعة تطلق على نفسها اسم "مجموعة زوار الإمام الرضا" فيما كانا متوجهين من مطار بيروت إلى فندق في عين المريسة، وقال ل"الرياض": لا نعرف شيئا عن الطيارين ونحن منذ البداية ننتظر إجابات السلطات اللبنانية ولا أستطيع القول إلا أنّ الرأي العام التّركي غاضب جدّا وخصوصا أن هذه العملية تزامنت مع أوّل يوم من عيد الفطر ما أحدث ردّة فعل سلبية، كما أن عائلتي الطيارين تعيشان حالة من القلق". كثيرة هي الأسئلة التي طرحتها "الرياض" والتي لم يجب عنها أوزيلديز رافضا توجيه أصابع الاتهامات إلى جهة معينة، أو التحدث عن أهالي المخطوفين اللبنانيين في أعزاز الذين يتهمون تركيا بخطف 9 مواطنين شيعة في حلب كانوا في زيارة حجّ إلى إيران في أيار عام 2012 واكتفى بالقول:"الأمر معقّد لدرجة أنّه لا يمكن إرسال الكلام كيفما اتفق، وكلّ ما يمكنني قوله اننا نتمنّى نهاية سعيدة من دون الدخول في تكهّنات". ويشير أوزيلديز إلى أنّ "عدد الرعايا الأتراك كبير في لبنان والمصالح التركية أيضا حيث توجد في لبنان مؤسسات وشركات عدّة". ويرى السفير التركي أنه لا يجب توجيه الاتهامات جزافا إلى تركيا متسائلا: "ما هي مصلحة تركيا في تأخير مسار إطلاق المخطوفين اللبنانيين إذا كانت هي المتضررة الوحيدة في هذا الملف؟ ما مصلحة تركيا في عرقلة التفاوض إذا كانت مصالحها تتعرض للأذى لوحدها؟". وأمس، زار مدير عام الأمن العام اللواء عبّاس ابراهيم نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان في إطار متصل بقضية اللبنانيين المخطوفين في أعزاز وأمل قبلان: "أن تشهد قضية المخطوفين انفراجات قريبة". وشدد قبلان على "ضرورة إبعاد المرافق العامة عن أي تحرك يؤدي إلى تعطيلها. يذكر أنّ أهالي المخطوفين التسعة في أعزاز كانوا يزمعون إقفال طريق مطار بيروت الدولي إلا أن مساع حثيثة قام بها رئيس المجلس النيابي نبيه برّي دفعتهم إلى العدول عن خطتهم. في سياق متّصل، طالب النائب بطرس حرب بفتح مطارات مدنية إضافية فورا ودون أي إبطاء، تفاديا للمخاطر الأمنية التي يتسبب بها من يقبضون أمنيا على مطار بيروت وعلى الطرقات المؤدية إليه". وأضاف حرب: "مع تفهمنا معاناة أهالي مخطوفي أعزاز، وتضامننا معهم، لا يمكن أن نقبل بأن تصبح حركة الطيران في لبنان أسيرة الأوضاع الأمنية الفالتة وردود فعل أهالي المخطوفين، مما يضيف عنصرا سلبيا إضافيا إلى الوضع الاقتصادي والاجتماعي الذي نعانيه نتيجة انكفاء السياح العرب واللبنانيين في الخارج عن التوجه إلى لبنان خوفا على حياتهم وسلامتهم، مع ما يصيب الموسم السياحي بأضرار بالغة وما يهدد الكثير من المؤسسات السياحية بالإفلاس، وانعكاس ذلك على العاملين فيها. ولأننا مقتنعون بأن الحكومة الحالية عاجزة عن وضع حد للانفلات الأمني الناتج من تفشي السلاح غير الشرعي وتورط الحكومة فيه، نعتبر أن من حق اللبنانيين المطالبة بفتح مطارات بديلة لمواجهة احتمالات انقطاع الطرق المؤدية إلى مطار رفيق الحريري الدولي وتأمين سلامة الطيران من لبنان وإليه". ولفت حرب بقوله: "إن الحكومات اللبنانية السابقة كانت قد أقرت تشغيل مطار الرئيس رينه معوض (في القليعات) ولم تنفذ قرارها حتى الآن لأسباب نجهلها، وهناك مطار آخر في بلدة حامات يعتمده الجيش اللبناني وهو صالح للطيران المدني ويمكن اعتماده فورا إذا ما تقرر استعماله، مما يحل مشكلة أمن مطار بيروت ولا يعرض سلامة المسافرين لأي خطر".