اجمعت المواقف اللبنانية الصادرة في شأن عملية خطف الطيارين التركيين على طريق مطار بيروت الدولي على الإدانة والتحذير من تداعياتها. وجدد وزير السياحة فادي عبود موقفه بأن «ما حصل هو الشعرة التي قصمت ظهر البعير وهي حادثة سلبية جداً في ما يتعلق بالسياحة في لبنان»، لافتاً إلى أنه «كان هناك نحو 500 سائح تركي غادروا جميعهم لبنان». وسأل: «هل هذا التصرف، مع كل عطف وتفهم لأهالي المخطوفين، يحل مشكلة المخطوفين اللبنانيين في أعزاز؟»، مؤكداً أن «الحكومة لا تقف مكتوفة الأيدي بقضية مخطوفي أعزاز وخطف التركيين ربما يعقد الأمور أكثر وربما يقود إلى الحل». واتهم عضو تكتل «لبنان أولاً» النيابي جان أوغاسبيان «حزب الله» بأنه وراء خطف الطيارين، معتبراً أن المنطقة الأمنية التي حصل فيها الخطف تقع تحت الإدارة الأمنية للحزب. وقال في حديث لإذاعة صوت لبنان - الضبية إن «حزب الله يذكرنا بأن لبنان رهينة في يده وقادر على أن يأخذ البلد الى حيث يريد، وما حصل كسر كلام رئيس المجلس النيابي نبيه بري من أن طريق المطار خط أحمر». وأوضح أن «لا إثباتات لديه على أن «حزب الله» قام بالخطف، لكننا نحلل ولو أن الحزب لا يريد للخطف أن يحصل لم يكن ليحصل في منطقة تحت نفوذه العسكري وهي الحزام الأمني للضاحية الجنوبية. ورأى أن الخطف رسالة موجهة الى الخارج والأتراك والدول الداعمة للمعارضة السورية وأن من يملك القرار الأمني والاستراتيجي في البلد هو «حزب الله»، وإلى الداخل اللبناني وتتعدى قضية المخطوفين اللبنانيين في إعزاز، للقول إن لا حكومة من دون رغبة وإرادة الحزب وإلى قواعد الحزب بأن قيادته لم تنس قضية مخطوفي إعزاز وإننا أعطينا الدولة فرصة لحلها ولم تنجح... وقال: «رسالة الحزب هي أنه لا يريد حكومة إلا على قياسه، الجانب التركي قرأ رسائل الحزب ونحن أيضاً قرأناها». واعتبر أنه يمكن استنتاج أهداف خطف الطيارين من خلال رد فعل تركيا نفسها التي سحبت رعاياها من لبنان وإيقاف عمل الوحدة العاملة في إطار «يونيفيل» وهو ما يظهر على أنه صفعة للحكومة التركية ورئيسها رجب طيب أردوغان ومؤشر سيئ كثيراً للبلد بأنه رهينة». وإذ أكد أوغاسبيان استنكار خطف المواطنين اللبنانيين في إعزاز والمسّ بحريتهم وكرامتهم مذكراً بالجهد الذي قام به زعيم تيار «المستقبل» رئيس الحكومة السابق سعد الحريري لإرجاعهم الى أهاليهم، أسف لأن الأمور تفاقمت في سورية وباتت قضيتهم جزءاً من الصراع فيها ومن حق أهاليهم أن يقولوا إن لديهم خطة تحرك ضد المصالح التركية، لكن هذا شيء وما حصل على طريق المطار شيء آخر تماماً. واعتبر عضو كتلة «المستقبل» عاطف مجدلاني في حديث تلفزيوني أن «عملية خطف المدنيين التركيين على طريق المطار ليست بسيطة، بل مخطط لها مسبقاً ونفذت بدقة، كما أنها ليست موجهة لتركيا إنما موجهة للمؤسسة العالمية التي ترعى الطيران المدني في العالم»، معتبراً أن «ما حصل كناية عن حرب أُعلنت على هذه المؤسسة، وهذه الحرب تؤدي إلى عزل لبنان من خلال قرار ممكن أن يتخذ من هذه المؤسسة بمقاطعة مطار بيروت، فنكون بذلك قد عزلنا لبنان واللبنانيين دولياً بعد أن عزلناه أوروبياً ودولياً». وقال إن «هناك في البيئة الحاضنة لحزب الله من يخطط لتحويل لبنان إلى سجن حقيقي كبير للبنانيين»، مؤكداً انه «لا يمكن السكوت عما يحصل». ورأى النائب محمد كبارة أن «عملية الخطف التي جرت على بعد أمتار قليلة من حاجز الجيش اللبناني المكلف حماية حرم مطار بيروت الدولي، تدق أكثر من جرس إنذار وتطرح أكثر من طلب يعبر عن حق المواطنين اللبنانيين كما حق زوار لبنان وليس زوار الإمام الرضا، بمطار آمن وطريق آمنة وقضاء غير متحيز وأمن لا يتغافل عن إرهاب لصالح إرهاب آخر، كي لا نقول يتحالف مع إرهاب ضد آخر». واعتبر أن «مطار بيروت مخترق من قبل الإرهابيين، من برجه إلى حماليه، مروراً بكل أقسامه». وطالب ب «ضرورة تشغيل مطار رينه معوض في القليعات بعكار كي نؤمن للبنانيين وزوارهم من غير الإرهابيين مطاراً آمناً هو حق لهم على دولتهم وسلطاتها ومؤسساتها، ولا سيما بعدما قاربت الدولة اللبنانية الانزلاق إلى مرتبة الدولة المارقة الداعمة للإرهاب نتيجة تغاضيها عن ممارسات الحزب الإرهابي، كي لا نقول نتيجة حمايتها له وتعاطف بعض الأمن معه». وشدد عضو كتلة «المستقبل» محمد قباني على أن «معالجة قضية إنسانية هي مخطوفو أعزاز يجب أن تستكمل من خلال الدولة اللبنانية فقط وليس بطريقة الخطف للمبادلة»، لافتاً إلى «وجوب أن تشمل الحماية، فضلاً عن المؤسسات التركية، باخرتي الطاقة الكهربائية التركية الأولى الراسية في الذوق والثانية الآتية إلى الجية». ورأى عضو تكتل «التغيير والإصلاح» النيابي نبيل نقولا أن «الفلتان الأمني بات مفتوحاً في لبنان ولم نعد نعرف لماذا تحصل عمليات الخطف والسبب غياب الدولة». وقال في المقابل إن «تركيا راعية لبعض العصابات التي تحارب في سورية ومنها العصابة التي خطفت اللبنانيين في أعزاز»، معتبراً أن خطف التركيين «قد لا يكون الأمر مرتبطاً بمخطوفي أعزاز».