هل يمكن أن تكون المشكلة الصحية التي تعاني منها ناتجة عن نقص المعادن والفيتامينات في غذائك؟ أفضل من يجيب عن هذا التساؤل جسمك الذي يبعث العديد من الرسائل. هذه الرسائل ربما تكون محاولة من الجسم اعلامك بالفيتامينات والمعادن التي يمكن أن تكون بحاجتها أو تفتقر إليها. فعلى سبيل المثال التقرحات التي تنتشر حول فمك تعني أنك مصاب بنقص في فيتامين (ب2). فهذه التشققات والتقرحات حول الفم ما هي إلا مؤشر على حدوث نقص في الفيتامين المذكور والذي يعد عنصراً مهماً وضرورياً في تكاثر ونمو الخلايا. بدون هذا الفيتامين لا يستطيع الجسم تجديد خلايا الجلد ولا الخلايا المخاطية حول الشفاه بالسرعة المطلوبة. هذا الفيتامين مسؤول أيضاً عن تحويل الغذاء إلى طاقة. كما أن الإرهاق والصداع النصفي مؤشران على نقص هذا الفيتامين. للحصول على كميات كافية من فيتامين (ب2) ينصح خبراء التغذية بتناول منتجات الألبان حيث وجد أن من يتناولون الحليب يومياً لا يعانون من نقص في هذا الفيتامين. الجرعة التي يوصي بها الأطباء كن فيتامين (ب2) لا تزيد على 1,3 ملغم للرجال و1,1 ملغم للنساء. كما أن النقص في حاسة التذوق قد يعني افتقار الشخص للزنك. ففي البحوث التي أجريت في جامعة ألستر وشملت 387 شخصاً، وجد أن الأشخاص الذين تنخفض عندهم مستويات الزنك في خلايا دمهم الحمراء يكونون أقل مقدرة من غيرهم على تذوق الأطعمة المالحة. لكن كيف يؤثر انخفاض مستويات الزنك على التذوق يبقى ذلك السؤال لغزاً ينتظر الحل لكن يمكن أن يكون ذلك بسبب أن الزنك مطلوب لإنتاج الإنزيمات اللعابية وتطوير وصيانة براعم التذوق بشكل عام. ومن العلامات الأخرى لنقص الزنك الإصابة المتكررة بنزلات البرد والأنفلونزا وتأخر التئام الجروح، ربما يكون مرد ذلك إلى أن هذا المعدن يقوم بدور حيوي في عمل الجهاز المناعي وإصلاح وتجديد الخلايا. ووجدت الدراسات أن المراهقين هم الأكثر عرضة لخطر نقص الزنك، حيث إن خُمس الفتيات وعُشر الفتيان في هذه الفئة العمرية يعانون من نقص هذا المعدن بسبب نظامهم الغذائي. وتعد اللحوم الحمراء (البقر والضأن) من بين أفضل مصادر الزنك، وتشمل المصادر الأخرى المكسرات، خصوصا الكاجو والفول السوداني، والحبوب الكاملة. أما اضطرابات المعدة فقد تعني الحاجة إلى فيتامين (أ). من العلامات التي ترجح النقص في هذا الفيتامين هو عدم قدرة الجسم على تفادي العدوى الثانوية البسيطة لأن الحاجة لفيتامين(أ) تنشأ من الحاجة إلى تكوين الأسطح المخاطية الواقية التي تمنع أنواع العدوى من التسلل إلى الجهاز التنفسي والقناة الهضمية. ويتمثل الحل في تعويض النقص إما من خلال تناول جزرة كل يوم أو تناول وجبة من الكبد (ولو لمرة واحدة كل أسبوعين). لكن يحظر على النساء الحوامل تناول الكبد لأن الإكثار من فيتامين(أ) قد يضر بالجنين. أما إذا كان الشخص ممن يشكون من الأوجاع والآلام فهذا يعني أنه يفتقر إلى عنصر الحديد. وقد وجد أن من الأعراض الملازمة لنقص هذا العنصر شحوب الجلد وأن تتخذ الأظافر شكل الملعقة كما أن المصاب بفقر الحديد يحس بدوار الرأس. لكن الشعور بتعكر المزاج (جنبا إلى جنب مع التعب وضعف التركيز) يكون من بين الأعراض الأكثر شيوعاً لنقص الحديد وذلك بسبب انخفاض مستويات الأكسجين التي تصل الدماغ. ويعد الحديد عنصراً أساسياً في مكونات خلايا الدم الحمراء، حيث يسمح لها بالتقاط الأكسجين وتوزيعه على جميع أنحاء الجسم. وقد وجدت الدراسات أن ما يصل إلى 30 في المئة من الفتيات في سن المراهقة و17 في المئة من النساء يعانين من حالة نقص الحديد. ولتفادي هذه المشكلة ينصح الخبراء بتناول اللحوم الحمراء والمكسرات والخضر. مصادر الحديد الحيوانية مثل اللحم البقري، والبيض والساردين أفضل من حيث الامتصاص، ولكن المكسرات والبقول والخضر وحبوب الإفطار المدعمة هي الأخرى مفيدة إذا ما تم تناولها مع مصدر لفيتامين (ج)، على سبيل المثال عصير البرتقال، لتعزيز الامتصاص. المكملات الغذائية قد تكون الحل الوحيد في حالة النقص الحاد. أما انتفاخ الكاحلين فيعني نقصاً في مستويات البوتاسيوم. فهذا العنصر يساعد على حفظ توازن السوائل في الجسم والنقص في البوتاسيوم، لا سيما عندما يقترن مع الكثير من الملح في الغذاء، يمكن أن يسهم في ارتفاع ضغط الدم (احتجاز مياه زائدة في الجسم يمكن أن يتسبب في ارتفاع ضغط الدم). ويضمن تناول خمس حصص على الأقل من الفاكهة والخضار يومياً عدم الإصابة بنقص البوتاسيوم كما يمتاز الموز باحتوائه على مستويات عالية من هذا العنصر. إذا كان الشخص يشتكي من أوجاع عامة فهذا قد يعني افتقاره إلى فيتامين (د). ويعتبر ضعف العظام مؤشراً على وجود نقص في فيتامين (د) ولكن انتشار الاوجاع على نطاق واسع والضعف والتعب تشير إلى وجود نقص لكنه معتدل. ويحدث انخفاض مستويات فيتامين (د) في جميع الفئات العمرية. ويساعد فيتامين (د) على تنظيم الكالسيوم والفوسفور وهي المعادن الحيوية لنمو وحماية العظام والعضلات. ولتفادي النقص في فيتامين (د) ينصح بتناول الأسماك الزيتية - إذا كنت تتناول حصتين في الأسبوع من سمك السلمون الطازج أو المعلب أو السردين أو الرنجة فمن غير المرجح أن تصاب بنقص في هذا الفيتامين، وكذلك إذا كنت تقضي 20 دقيقة بالخارج كل يوم تحت أشعة الشمس.