يبدو أن رجال التعاون عازمون على طمس تلك الصورة التي شوهت جمالية التفافتهم وقوة دعمهم الذي أضحى أنموذجاً للمجالس الشرفية الفاعلة بالأندية لتدارك أخطاء المواسم السابقة من خلال التحركات الحالية الجادة، إذ رُتبت الأوراق منذ وقت باكر وحددت الدعم ورصدت الميزانية، بالإضافة للشيء الأهم وهو تكوين لجنة فنية بإشراف عضو المجلس التنفيذي عبدالعزيز الحميد لاختيار وتسجيل اللاعبين، ولعل تلك الأسماء التي جلبها التعاون لتمثيله الموسم المقبل بمنافسات دوري عبداللطيف جميل توحي بالتميز وذلك لثقل تلك الأسماء وما لديها من الشيء الكثير فنياً. هناك عمل أكثر من رائع داخل أروقة التعاون هذا الموسم، ألا وهو الاستقرار الإداري والفني، إذ حسم تنفيذي التعاون كُرسي الرئاسة لمدة أربعة أعوام مقبلة باحتيار محمد القاسم بعد أن فُتح باب الترشيح لتولي الإدارة وعقدت الجمعية العمومية غير العادية وكسبها، وهذا أمر مميز فهناك أندية لا تحسم تلك المواضيع الحساسة إلا بمنتصف الدوري أو بعد انطلاقته أو ببداية استعداده، كما أن هناك خطوة مميزة من رجال التعاون ألا وهي تجديد الثقة بمدرب الفريق الجزائري توفيق روابح، فهو من أهم وأبرز أسباب نجاح أي فريق يبحث عن تقديم نفسه بصورة جيدة كون الاستقرار مطلباً وهو ما حدث بالفعل مع التعاون. روابح قبل علمه بمصيره مع التعاون نهاية الموسم الماضي سلم المكتب التنفيذي تقريراً مفصلاً طالب خلاله بإبعاد عدد كبير من الأسماء التي مثلت الفريق الموسم الماضي وصعّد أسماء شابة ليُكسبهم خبرة الموسم الجديد، وهو لم يكن يعلم أن التعاون سيجدد الثقة به ولعل خطوته المميزة وتقريره المقنع دفعا رئيس وأعضاء التنفيذي لحسم تجديد الثقة به. وهنا تجدر الاشادة بعمل المدرب روابح الذي أقام معسكرا داخلياً في بريدة لمدة عشرة أيام قبل رمضان، وانطلق الثاني الخارجي بتونس، كما طالب بمعسكر ثالث يسبق المباراة الأولى مع الفتح في منافسات الدوري الجديد ليعطي دلالة على أن الفريق سيقدم نفسه بصورة مغايرة الموسم المقبل. لم تكن طموحات جماهير وعشاق "سُكري القصيم" على قدر تلك التي آلت إليه نتائج الفريق الموسم الماضي؛ إذ نافس على الهبوط من دوري "زين" حتى آخر وهلة، لا بل وحتى أطلق الشباب رصاصة الرحمة في أواخر لقائه بهجر ليعلن بقاء التعاون مرةً أخرى؛ على اعتبار الموسم الذي سبقه (صورة طبق الأصل) عندما أرسل النصر القادسية للدرجة الأولى ليعلن التعاون بقاءه؛ ومع هذا الدرس لم يستفد التعاون وكرر ما خشيته الجماهير والرجالات الداعمة!. التعاون تعرض الموسم الماضي لمشاكل كانت كفيلة بإرساله لدوري الأولى لولا إبداع رجاله وحسن تعاملهم معها، التعاون حُرم من إقامة المعسكر الخارجي بسبب إقامة مدربه الروماني السابق جوكيكا. وبإجماع الجميع التعاون تعرض الموسم الماضي إلى مهازل تحكيمية وفي مناسبات عدة، ولكن التعاون سجل فشلًا في ظهوره الفني ويُرجع ذلك إلى الصفقات غير الجيدة أو التي لم يكتب لها التوفيق، على الرغم من الحظوة المالية التي يتمتع بها عن غيره من الأندية السعوية به من حيث التصنيف بل يفوقها بكثير والفضل بعد الله يعود لتلك الكوكبة التي تتربع (المجلس التنفيذي) وتدفع بسخاء إذ وجه التعاونيون أصابع الاتهام للجنة الفنية. الأمر الأكثر من رائع هو تلك العقلية القانونية التي يعيشها التعاون والتي برهنت على أرض الواقع من خلال نجاح التعاون هذا الموسم (قانونياً) بعد أن كسب قضيتين من العيار الثقيل ومن أمام لجان الاتحاد السعودي، فقضية إيقاف مدافع الفريق ذياب مجرشي والأكثر صخبا قضية حارس مرمى الفريق فهد الثنيان؛ فما أن كسب التعاون تلك القضيتين باستئنافهما بعد أن أعادوا ترتيب أوراقهم وجمعوا الأدلة وتلمسوا البراهين بقيادة المجلس التنفيذي وتحركاته. التعاون نجح قانونياً وفشل فنيا الموسم الماضي أعتقد أنه من الإنصاف أن نأخذ بعين الاعتبار أن فشل التعاون فنياً شابه عثرات تحكيمية وبيروقراطية مكاتب بالإضافة لعدم توفيق الله بالصفقات المبرمة، وما أتمناه هو أن يستفيد التعاون من درس الموسمين الماضيين وفيروس المنافسة على الهبوط!. ختاماً على جماهير ومحبي التعاون عدم الإفراط بالتفاؤل، صحيح أن فريقهم جلب أسماءً أجنبية ومحلية رائعة ولكن ربما لا يُكتب لها التوفيق!