أعربت وزارة الخارجية الباكستانية عن استيائها وأسفها الشديد تجاه إيقاف باص الصداقة في ولاية "امرتسر" الهندية من قبل جماعة هندوسية متطرفة، وذلك في الوقت الذي تعتبر فيه خدمة باص الصداقة بين البلدين رمزاً لتطبيع العلاقات بين البلدين، وتقوم الخدمة بنقل مواطني البلدين عبر الحدود الباكستانية الهندية المشتركة. وأوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية بأنه ينبغي على السلطات الهندية أن توفر الحماية اللازمة لخدمة الباصات المشتركة باتخاذ كافة الإجراءات الأمنية للحفاظ على أرواح المسافرين الباكستانيين على الأراضي الهندية، وقال أنه ينبغي على الطرفين أي باكستان والهند بأن يعملا جاهدين على أن تبقى الأمور هادئة لكي لا يأتي ذلك بنتائج سلبية على العلاقات الثنائية. يذكر أن نشطاء من جماعة "كانغرس يوته" الهندوسية المتطرفة قاموا بإيقاف باص الصداقة ونظموا احتجاجاً أمامه في منطقة "امرتسر" الهندية على بعد 26 كلم من الحدود الباكستانية، وكان الباص قد انطلق من العاصمة الهندية "نيودلهي" محملاً بالمسافرين ومتجهاً إلى مدينة لاهور الأثرية الواقعة بشرق باكستان عبر معبر "واجه" الشهير إلا أن الجماعة الهندية قامت بإيقاف الباص قبل وصوله إلى المعبر لتعرب عن استيائها تجاه سياسة الحكومة الهندية فيما يتعلق بتحسين العلاقات مع باكستان، إلى جانب معارضتها لخدمة باصات الصداقة. من جهة ثانية عقد رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف اجتماعاً مع كبار القادة العسكريين الباكستانيين والمسؤولين في وزارة الخارجية الباكستانية لدراسة التوتر الذي بدأ يخيم على الحدود الباكستانية الهندية المشتركة وخصوصاً على خط الهدنة الفاصل بين شطري منطقة كشمير المتنازع عليها بين البلدين منذ عام 1947، إلى جانب الاتهام الذي وجهته السلطات الهندية إلى باكستان بشأن قيام الجنود الباكستانيين بإطلاق نيران عشوائية على الجانب الهندي من خط الهدنة الفاصل بين شطري منطقة كشمير والذي تسبب في مقتل نحو 5 جنود هنود، وذلك حسب ادعاءات الجيش الهندي. وقدم المسؤولون العسكريون تقريراً مفصلاً إلى رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف أوضحوا فيه بأنه لم تقع أي اشتباكات عسكرية بين الجنود المرابطين على طرفي الحدود، وأن ما تدعي به الهند لا حقيقة له، كما أن حادثة مقتل الجنود الهنود وقعت على بعد نحو 5 كلم داخل الحدود الهندية، ولم تقع على الحدود نفسها، لذا فإن الاتهامات الهندية غير صحيحة. في هذه الأثناء خرجت مظاهرات شعبية ضخمة في مختلف أنحاء منطقة كشمير (الشطر الخاضع للسيطرة الهندية) طالب فيها المتظاهرون بسحب القوات الهندية من منطقة كشمير مطالبين بالحرية والاستقلال، وأفادت الأنباء الواردة من مدينة سرينغار عاصمة الشطر الكشميري الخاضع للسيطرة الهندية، بأن المتظاهرون قاموا بقذف الحجارة على القوات الهندية في المنطقة مما أدى إلى إصابة نحو 20 من رجال الأمن الهندي بجروح، وفي المقابل قامت القوات الهندية بإطلاق القنابل المسيلة للدموع على المتظاهرين، مما أدى إلى إصابة العشرات منهم بجروح وحروقات، تبعتها مظاهرات ضخمة عمت مختلف أنحاء وادي كشمير فرضت على إثره القوات الهندية حظر تجول مفتوح في كشمير للسيطرة على الأوضاع المتطورة في المنطقة.