اشتبكت القوات الهندية والباكستانية عند خطة الهدنة الفاصل بين الطرفين في إقليم كشمير بعد يوم من إعلان الهند تخفيضا كبيرا على عدد قواتها الأمنية في المنطقة. فقد أكدت مصادر رسمية في نيودلهي أن الجنود الباكستانيين فتحوا النار أمس السبت على موقع متقدم لقوات حرس الحدود الهندية في منطقة كرانتي على خط الهدنة الفاصل بين باكستان والهند وتحديدا في قطاع ميندهار في منطقة بوونش الواقعة على بعد 230 كيلومترا شمال غرب مدينة جامو العاصمة الشتوية للجزء الخاضع للسيطرة الهندية من إقليم كشمير. ووفقا لمصادر محلية في المنطقة، أصيب ثلاثة جنود من حرس الحدود الهندي في الاشتباك الذي استمر 15 دقيقة بين الجانبين في حادث يعتبر الثامن والعشرين من نوعه في العام الجاري. وقالت مصادر في وزارة الدفاع الهندية إن الحادث يعد خرقا جديدا لاتفاقية وقف إطلاق النار الموقعة بين الجانبين عام 2003. يذكر أن الجارين النوويين في جنوب آسيا خاضا ثلاثة حروب -اثنين منهما بشأن كشمير- منذ استقلالهما عن بريطانيا عام 1947. ويأتي هذا التطور الميداني على حدود الأمر الواقع بين البلدين بعد يوم واحد من إعلان نيودلهي سحب ثلاثين ألفا من جنودها من كشمير في أكبر تخفيض لعدد قواتها في المنطقة منذ عام 1999 عندما خاضت الهند وباكستان حربا غير معلنة على قمم الهيمالايا أسفرت عن مقتل ألف جندي من الجانبين. وجاء الإعلان على لسان المتحدث باسم الجيش الهندي العقيد أوم سينغ في تصريح له الجمعة عندما قال إن القيادة العسكرية سحبت فرقتين من المشاة كانتا مكلفتين بمهام أمنية في كشمير. من جهته لم يستبعد وزير الدفاع الهندي أي كيه أنتوني في تصريح له الجمعة سحب المزيد من القوات من كشمير في حال مطالبة الحكومة المحلية بذلك، لكنه استدرك محذرا من أن قانون القوات المسلحة الذي يتيح للجيش حق الاعتقال دون أوامر قضائية سيبقى قائما في المنطقة حتى إشعار آخر.