ما ابشع فصولك الأربعة التي باتت ناقصة.. محزونة. مجروحة. ثكلى. تنزف دماً.. وتعلوها كآبة غطت المكان وارتهنت معها الزمان، ودفعت لواء الوداع والرحيل الأعظم ملك عرفته الإنسانية جمعاء زعيم القلوب. أبو الجميع وحبيب الرضيع، والدنا ومليكنا فهد الفهود الذي غيبة عنا الموت عنوة وإكراها، فأخذه معه وارتحل به الى ذلك المكان فهنيئا لك يا (قبر). بهذا النازل الكريم. بهذا الشهم الأمين. بهذا المسلم القويم. - فأحسن وفاته يا قبر. - وكن خير مضياف له. - جمل مقعده. وأضئ أنواره. - وأسكن وحشته. وأمن روعته. فهو يستحق منك ذلك وأكثر، ولكنني لن ارجوك كثيراً، ولن اتوسل اليك البته، نعم لن اتذلل لك مطلقاً فعمله الصالح يكفل له ذلك وسيقوم نيابة عنك بحسن ضيافته شئت أم ابيت - نعم فنحن شهداء الله في ارضه ونحن نشهد له بالصلاح وحسن الفلاح. فقد وعد فصدق فتصدق بكل مامن شأنه خدمة الإسلام والمسلمين، ورسم لنا نهجاً حكيماً، وأمن لنا ما نحتاجه ويزيد رفع رؤوسنا كباراً وصغاراً زمام سادة العالم والعبيد (فاليوم.. اكملت فأتممت فرحلت!!) اخذ معك قلوبنا، وحبنا وولاؤنا لك حتى بعد رحيلك فلا خوف عليك ولا حزن فمآلك بإذن الله جنات الخلود وقبرك روضة من رياض جنته فهنيئا لك به الى حين لقياك في الفردوس الأعلى لنخلد جميعاً في دار الخلود الذي اسأله جلا وعلا ان يكتبها لك ولنا فنحن عبيده وأجدر الناس بها رحمة ومشيئة منه عز وجل. فوداعا الى حين.