التعمير والتجميع: البناء والتجميع كلمتين كل واحدة لها صداها الخاص فالبناء هو التعمير التشييد، يشير الى الايجابية فكل بناء اينما كان فهو مفيد، اما التجميع من الجمع قد يجمع الانسان ويخزن الثمين والرخيص. البناء موضوعه الفكر والفكر موضوع يتم بنائه، وفي واقع الحياة نرى مباني جميلة عالية صامدة وراسخة، ومنها ما ان يلبث في السقوط بعد مدة. وهذا ينطبق على الفكر فما يبنى على اسس سلمية وقواعد صحيحة ودقيقة في اختيار المواد ونوعيتها يبقى ويصمد قد يحتاج لبعض الترميمات كي يزيد جمال وصمودا لكن الاساس الطيب هو علة البقاء. ليس البناء الفكري في كتب تقرأ فقط، بل هو ان تتفكر في كل شيء في من انت؟ ولماذا خلقت؟ وما دورك في هذه الحياة ؟ و كيف تحياها؟ وكيف تعمر هذه الارض؟. القرآن الكريم غني بالآيات والدلالات على الفكر والتفكر، أشار الى التفكر الفردي والموضوعي وشجع على المحاورة بين اثنين لإثراء الحوار والفكر. والقرآن الكريم خير مرجعية للإنسان المسلم، اذ لابد للبناء الفكري من مرجعية يتكأ عليها ومصدر يستمد منه طريقه ورؤيته. البناء الفكري هو ما تقرأ من كتب ومعلومات وبيانات ومن ثم تحليلها وتفكيكها وتركيبها وربط المفاهيم وايجاد العلاقات بين هذا كله وتفكر فيه وتنقده ليتكون العقل المستنير والمنطق الذي تستطيع ان تميز به الأمور وتأخذ وترد بل وتصلح، فالبناء الفكري غير انه يجعلك انسان منفتح على كل جديد واع وبصير يرقى بك الي ان تكون مفكرا ومنظرا ذا آثر فعال على المجتمع. والتجميع الفكري هو ان تقرأ وتتوالى اليك الافكار لكن بشكل غير منظم بحيث لا يخلو آثر هذا العلم من ملامحك،لكن ليس من يجمع كمن يبني،فالتجميع لغاية التجميع بلا هدف واضح يعلوه الغبار والصدأ ولن يكون له فائدة، فلا بد للقارئ والمثقف والمفكر من وقفات مع نفسه وفكره يعيد ترتيب افكاره ويخلصها من الشوائب،التجميع بلا خريطة تنير الدرب سيجعلك تتخبط في عالم الافكار والمتغيرات، بلا موضوعية بلا حكمة. البناء الفكري هو اساس الانسان الذي هو اساس الأمة فمتى ما افلح الانسان في بناء فكره افلحت الأمة وعاد مجدها.