إيجابيات النقل العام كثيرة والمؤمل أن يكون منها ايجاد حل لمشكلة الحافلات القديمة المهترئة التي تشكل خطرا بعوادمها وطريقة قيادتها كما أن مستوى نظافتها وصوتها لا يتناسب مع أي نوع من المعايير. لا نريد قطع الرزق وانما ايجاد حل لا يلحق الضرر بأحد مع مراعاة المصلحة العامة ومن أهمها شروط السلامة. يتبع ذلك أيضا سيارات الأجرة التي هي الأخرى تفتقد الى النظافة والجودة وتتجول في كل مكان دون وجود نظام يحكم هذا التجوال. ونتوقع ان شاء الله بعد انجاز مشروع النقل العام بالمترو والحافلات أن نضع نظاما جديدا متطورا لسيارات الأجرة من حيث نوعيتها وحركتها وادارتها ومستوى سائقيها. وسوف أسمح لخيالي الآن بطرح بعض التوقعات أو الأمنيات الاجتماعية المتفائلة المرتبطة بانجاز مشروع النقل العام. - سوف تقرر بعض الأسر الاستغناء عن السائق الأجنبي لأن المرأة سوف تكتشف أن استخدام النقل العام أفضل وأقل تكلفه. وقرأت في الاقتصادية تقريرا عن هذا الموضوع ذكرت فيه طالبة جامعية أنها سوف تستخدم المترو لأنه حسب تعبيرها سيفك أزمة كبيرة تواجهها النساء في المجتمع وسيكون وسيلة لانجاز أمورنا بأنفسنا بصورة أسرع وتقول دعما لموقفها أنها تذهب الى الجامعة عن طريق ميني باص وتدفع ( 2000) ريال شهريا وزميلاتها اللاتي يقمن بالقرب من الجامعة يدفعن بين (800) و(1000) ريال وبالتأكيد سيكون المترو وسيلة نقل أرخص. - سوف يقرر بعضنا عدم استخدام السيارة الخاصة في الذهاب الى العمل وسوف يجدها فرصة للمشي من محطة المترو الى مقر عمله خاصة في فصل الشتاء وبالتالي سوف نشاهد أعدادا من المواطنين الذين هجروا المشي يعودون اليه وهذا يتطلب وضع نظام دقيق لاشارات المرور الخاصة بالمشاة. - سوف يصبح استخدام المترو بالنسبة للشباب مجالا للتباهي أمام زملائهم أكثر من امتلاك سيارة خاصة من طراز رفيع، ستكون خطوة ونقلة لبداية اختفاء سيطرة المظاهر. - الخدمات التي ستتوفر في محطات المترو مثل المحلات التجارية وربما بعض المقاهي أو المطاعم الصغيرة ستكون أحد الحوافز التي تشجع على استخدام المترو ويمكن لهذه المقاهي والمطاعم ان وجدت أن تخفف من التوتر الحاصل الآن في توجه الناس لأعمالهم بالسيارات حيث يستطيع الموظف أن يرتاح ويتناول الافطار أو القهوة وهو يعلم أن وصوله الى العمل لن يستغرق سوى خمس دقائق وبالتالي قد تنخفض معدلات التأخر عن العمل وان تأخر الموظف فلن يقول ان سيارتي تعطلت لأن مديره سيكون في المقعد المجاور له في المترو. - سوف يجد مستخدم النقل العام أنه بدأ يوفر في مصروفاته نتيجة التخلي عن السيارة ومتطلباتها. - ستكون اجراءات استخدام المترو انموذجا في التنظيم والانضباط وسيتم اختيار العاملين في هذه المحطات بعناية وفق معايير مهنية صارمة تراعي التأهيل العلمي والقدرات الشخصية وسوف يتقيد مستخدمو المترو بالاجراءات والتنظيمات الواضحة للجميع. - الآثار النفسية السلبية الناتجة عن الزحام المروري والتي تؤثر على رب الأسرة فتنعكس سلبيا في تعامله مع أفراد اسرته ربما تختفي عند استخدام المترو وسوف يجد الأب مثلا أنه يستطيع مرافقة اسرته الى المجمع التجاري بعد أن كان يعتذر بمبرر الزحام. تلك بعض الخواطر التي سميتها توقعات أو أمنيات وأختمها بأن هذا المشروع الضخم فرصة لتعريف وتدريب الطلاب في المدارس والجامعات عن طريق الزيارات وورش العمل ولا بد من توثيق مراحل الانشاء والتنفيذ للاستفادة منها لأغراض التدريب في برامج التنمية المختلفة.