قبل وصول الكهرباء للقرى والهجر يأتي رمضان الكريم يستقبله الجميع بفرح وشوق واستعداد للصوم والعبادة ومن ذكرياته عندما يأتي في فصل الصيف الحار حيث ساعات اليوم الطويلة والتي تبدأ من بعد صلاة الفجر وتنتهي بسماع آذان المغرب يعمل الجميع في أعمالهم اليومية إما في المزارع أو الحرف أو رعي الإبل أو الغنم وتجارة البيع والشراء وعندما تحل ساعات الظهيرة وتتوسط الشمس كبد السماء يبحث الصائم عن مصدر للجو البارد البعض يذهب للنخيل حيث حوابيط النخل والجوابي المليئة بالماء يبل ثيابه ويبقى في ظلال النخيل حتى تميل الشمس والبعض يقوم بوضع قطع القماش المعروفة بالشراشف في الماء ويلتحف بها في مكان يتحرك الهواء فيه وماهي الا لحظات حتى يجف القماش ثم يتم وضعه في الماء مرة أخرى وهكذا حتى تذهب ساعات الظهيرة كل هذا مقارنة مع يحدث اليوم من وجود المكيفات في المنازل والسيارة ومكان العمل وساعات النوم الطويلة فكم كان الصيام زمان جميلا وإحساسا بمعنى الصوم والعطش والجوع الحقيقي وكم كان جميلا في ظل الألفة والمحبة والتواصل الاجتماعي يقول الشاعر سالم بن سحمان السبيعي أفرح بشهر الخير يا طالب الخير شهر تضاعف فيه حسنات الأعمال طبع الابن آدم فيه غفله وتقصير وليا صلح قلبه صلح باقي الحال والوصل والاحسان للذنب تكفير فرصه ثمينه طيبة مالها أمثال تغانموها يالوجيه المسافير فيها رصيد ما خطر لك على البال خير على خير ومكاسب وتوفير أخير من كل المكاسب والاموال