عبر المواطنون في محافظة الأحساء عن حزنهم الشديد ومشاعرهم الجياشة برحيل قائد الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز، واشاروا الى أن مثل هذا الخبر يمثل بالنسبة لهم فاجعة عظيمة ومؤلمة على الأمتين العربية والإسلامية. جاء ذلك خلال نزول «الرياض» الى شوارع الأحساء التقت فيها بالمواطنين واستمعت الى المشاعر التي فاضت بها حناجر أهالي الأحساء، والتي أبدوا فيها مشاعرهم المؤلمة برحيل إمام الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز يرحمه الله.. ففي البداية التقينا بالمواطن عبدالله احمد الحميد الذي وصف مشاعره بالمؤلمة والتي لا توصف، وأضاف: لقد تعودنا منذ أكثر من 24 عاماً ان يطل علينا خادم الحرمين الشريفين بمحياه لدى افتتاحه المشاريع الخيرة هنا أو هناك، كما تعودنا من يديه البيضاء أن تمتد لكل محتاج وفقير ومريض الصغير والكبير داخل المملكة وخارجها فتزيح عن المريض مرضه وعن الفقير فقره وعن المحتاج بؤسه، فيديه بيضاء علينا جميعاً، لذا فكان خبر رحيله كالصاعقة التي لم نفق منها بعد ولا نملك في مثل هذه الظروف العصيبة إلا أن نتوجه له بالدعاء بأن يغفر له ويرحمه وأن يسبغ عليه نعمه انه سميع قريب مجيب الدعاء. المواطن علي محمد وصف مشاعره بالحزينة والتي لا توصف، فخادم الحرمين الملك فهد أب لكل صغير وأخ للكبير لم يشعر المواطن في شمال المملكة أو جنوبها شرقها أو غربها مروراً بوسطها لم يشعر بأن المليك المفدى كان بعيداً عنه فالكل يشعر بأن خادم الحرمين يرعاه ويهتم به، ففي الجانب الصحي وفر لنا أرقى وأفضل المستشفيات للعلاج التي تضاهي مثيلاتها في العالم، وفي حقل التعليم بذل الغالي والنفيس لتهيئة الجو الدراسي في كافة المراحل حتى غدت المملكة منارة للعلم، وهنا نذكر أنه يرحمه الله كان يفخر بشكل دائم بالشباب السعودي وبالمستوى الذي بلغه في الجانب التعليمي بكافة فروعه، وهذه الأمور من الممكن تطبيقها على كافة شئون الحياة، وبهذا الخطب الجلل نرفع أيدينا الى الباري سبحانه وتعالى بأن يرحمه بواسع رحمته أنه نعم المولى ونعم النصير. محمد الشبعان قال إن نبأ وفاة خادم الحرمين الشريفين تلقاه وأبناؤه واخوته ببالغ الحزن والأسى ، واصفاً المليك يرحمه الله بأنه كان رحيماً عطوفاً محباً لشعبه ساهراً على راحتهم، حريصاً على الرفع من مستوى معيشتهم فسخر جل جهده رحمه الله لخدمة المواطنين، فاستطاع أن ينهض به الى مصاف الدول المتقدمة، فكل منصف ينظر الى المشاريع الصناعية في الجبيل وينبع يقف إجلالاً واحترماً لهذا العمل البناء والعملاق، فكيف لا يقف احتراماً وقد حول تلك الصحارى الى رياض خضراء ! وهذا اليوم الحزين لا نقول إلاّ كما قال الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه {الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا اليه راجعون}. المواطن سليم السليم قال :أود أن أعزي نفسي أولاً ثم انقل تعازي جميع أهالي الأحساء الى الأسرة المالكة لنواسيها ونواسي أنفسنا في رحيل هذا الرجل العظيم الذي رحل عنا ونحن في أحوج ما نكون إليه، فكان يرحمه الله دائم العمل لصالح الوطن والمواطن فحقق الوطن معه وبه إنجازات عملاقة، ونعم المواطن بالرفاهية والاطمئنان والأمان. المواطن أحمد العوض تحدث ل «الرياض» وعيناه تفيضان بالدمع قائلاً: ماذا أقول وقد رحل والدنا الذي كان نعم الأب الذي يرعى أبناءه ويصونهم، ماذا أقول وقد رحل من رفع راية التوحيد خفاقة لما يقارب من ربع قرن في جميع المحافل الدولية، رفع تلك الراية ورفع معها اسم المملكة صناعياً وتجارياً وعلمياً وثقافياً ورياضياً، لم تقتصر انجازاته على حقل واحد، بل إنه تعداه الى كافة الحقول يبني ويطور دون كلل أو ملل، فكانت النتيجة أن نعمنا جميعاً بمملكة وارفة الظلال يحسدنا الكثير على الأمن والطمأنينه والرخاء الذي نعيش فيه، فالكل بهذه المناسبة الحزينة سيرفع أكف الضراعة بالدعاء له بالرحمة والمغفرة وأن يلهم أفراد الأسرة المالكة الصبر وان يعظم أجرهم. ووصف المواطن صالح البراهيم رحيل خادم الحرمين الشريفين بالرحيل المُرّ مضيفاً: لقد عشنا في ظل حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز يرحمه الله أكثر من 24 عاماً وكان يرحمه الله ملء العين والبصر نرى صورته تطل علينا لدى افتتاح مشاريع الخير والنماء في كل بقعة من بقاع المملكة، فكانت إطلالته تعني بالنسبة لنا إطلالة الخير والعز والكرامة والبحث عن كل ما من شأنه علو كعب هذه الدولة بدينها وشعبها وحكامها ! لذا حقاً فقد كان الخبر مراً ومؤلماً على الجميع، ولهذا سيردد أبناء الشعب السعودي الدعاء في كل صباح ومساء بأن يغفر لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد وأن يبعثه مع الشهداء والصديقين وحسن أولئك رفيقا. من جانبه أكد المواطن فواز الحربي أن وفاة الملك فهد تعد خسارة للأمة الإسلامية: لقد تشرف الملك فهد بخدمة أطهر بقاع الله وهما الحرمين الشريفين في مكةالمكرمة والمدينة المنورة وقرن اسمه باسم الحرمين وراح يرحمه الله يهيأ تلك الأماكن للحجاج والمعتمرين القادمين لها من أصقاع الدنيا فوجد الحجاج أن كافة الأمور ميسرة لهم، ووجدوا أن كل سعودي وعلى رأسهم مليكهم هم في خدمتهم ويسهرون على راحتهم وتوفير كافة احتياجاتهم فبذل المليارات من الريالات ليرسم بذلك الملك فهد أنصع صورة عن الإسلام وأهله، فماذا عسانا أن نقول مع هذا كله عن شخصية بسطت يدها للجميع وشمرت عن ساعديها لخمة ضيوف رب الأرباب؟!! لا نقول إلا اللهم ارحمه واغفر له انك قادر على كل شيء يا أرحم الراحمين.