ينطوي الانسان على كثير من الأسرار، تزيد على أي اسرار اخرى لأي مخلوق في هذا الكون. ويبلغ مجموع خلايا الجسم البشري حوالي 300 مليار خلية، وتبلغ خلايا قشرة المخ حوالي 9 مليارات خلية. وتشكل هذه المليارات من الخلايا عالماً واحداً هو الانسان، وتعمل هذه الخلايا طيلة العمر دون توقف بحيث تتاح الحياة له لسنوات معدودة. وتختلف أعمار الخلايا وكيفية أو سرعة تجددها، حيث يموت بعضها في لحظات، وتعيش بعضها لشهور وسنوات. ففي كل ثانية تموت في جسم الانسان حوالي 50 مليون خلية، إلا أن هذا العدد من هذه الخلايا يعود لينمو ويتجدد مرة أخرى. ولكن من الممكن أن تعمر الخلايا حتى سبع سنوات أو أكثر. وهكذا يمكن أن تتغير جميع خلايا الانسان خلال أقل من عقد واحد من الزمن. واذا بلغ الانسان 49 عاماً يكون جسده قد تغير 7 مرات. ويحتوي الدم على أكثر من 90% من الماء و 8% من البروتينات بالإضافة إلى أملاح غير عضوية وجلوكوز وأحماض امينية ومادة بولية. ويوجد في الدم جسيمات متناهية الصغر قد يصل عددها إلى نصف مليون في المليمتر المكعب من الدم تسمى الصفائح الدموية، وظيفتها المساعدة على تجلط الدم عند حدوث النزيف الدموي، وتعيش هذه الصفائح ما بين يومين إلى أربعة أيام. ويحتوي الدم على كريات حمراء وبيضاء، والكريات الحمراء عبارة عن أقراص جوانبها مقعرة، وظيفتها نقل الأكسجين من الرئتين إلى الأنسجة. ونقل ثاني أكسيد الكربون من الأنسجة إلى الرئتين. وتتكون الخلايا الحمراء في النخاع الأحمر للعظام التي تنتج في اليوم حوالي 200 مليار كرية حمراء، ويقدر أن جميع تلك الخلايا تتجدد كلياً كل 12 يوماً في جسم الإنسان. وإذا بلغ الانسان 70 عاماً، فإن خلايا جسمه تكون قد تغيرت عشر مرات، ويكون نظرياً قد أمضى حوالي سبع سنوات في الدراسة و 12 سنة في العمل، و 21 سنة في النوم، وعشرين سنة في أوقات الفراغ، وسنتين في الأكل، وسبع سنوات في السفر أو التنقل. وينبض قلب الانسان بمعدل 70 نبضة في الدقيقة، أي حوالي 4200 في الساعة و100800 مرة في اليوم أي 000,797,36 مرة في السنة، وفي مدى 70 عاماً من الحياة العادية يصل عدد نبضات القلب إلى حوالي 000,440,575,2 مرة أي حوالي 2 مليار ونصف مرة دون توقف. ويضخ القلب في يوم واحد حوالي 22 الف جالون من الدم أي حوالي 56 مليون جالون، أي ما يعادل حوالي 400 الف طن على مدى الحياة. فسبحان الله العظيم الذي خلق الإنسان في أحسن تقويم وجعل مختلف خلايا وأعضاء جسمه تعمل بنظام دقيق..!! إن الإنسان بما كلفّ به من واجبات، وبما يتميز به من تركيب جسماني وعقلي ونفسي بديع جدير بأن يكون موضوعاً للإعجاز. وقد أمر الله عز وجل بالتأمل والتبصر والتفكير في قوله تعالى: (وفي أنفسكم أفلا تبصرون) (سورة الذاريات، الآية21).