أحيا آلاف الشباب والصغار في المنطقة الشرقية ومنطقة الخليج مساء الثلاثاء الماضي واحدة من الليالي التي ينتظرونها لنشر الفرحة والبهجة، حيث احتفلوا بليلة النصف من شهر الخير والبركة (ليلة القرقيعان). وكعادتهم في مثل هذه الليلة من كل عام استعد الآباء والأمهات بتجهيز الهدايا والحلويات والمكسرات لتوزيعها على الأطفال، وشراء بعض الملابس ذات الطابع التراثي، حيث ترتدي الفتيات لباس "البخنق"، وجاب الأطفال وهم يحملون أكياسهم شوارع المدن والقرى وهم يرددون: قرقع قرقع قرقيعان يا أم اقصير ورمضان تمت عليكم خمسطعش يوم عطونا الله يعطيكم بيت مكة يوديكم ويرجعكم لهاليكم ويلحفكم بالجاعد عن المطر والراعد عام عام يا صيام عادت عليكم هالسنة وكل عام عطونا يا أهل السطوح عطونا والا بنروح وقد تحمل الأهازيج بعض الاختلافات في العبارات بين منطقة إلى أخرى، وبعد ترديد هذه الأهازيج المعروفة، يقولون عبارة (مسيرة أم محيرة) وتعني ننتظر للحصول على الهدية أم نسير "أي نغادر"، فإذا جاءهم الرد محيرة فتعني انتظروا فيرفعون أصواتهم مبتهجين ويرددون الأهازيج لابن صاحب المنزل قائلين: لولا فلان ما جينا الله يخليه لأمه، فتأتيهم ربة المنزل وفي يدها كيس مملوء بالمكسرات والحلويات فتقوم بفتح كيس كل واحد منهم وتضع فيه نصيبه وهنا يتدافع الأطفال للحصول على أكبر حصيلة ليتباهى الواحد منهم بأنه أكثر من جمع من المكسرات والحلويات، وهكذا يستمر الأطفال في تجوالهم حتى إكمال بقية بيوت الحي. ويمثل القرقيعان واحدة من الصور الرمضانية الرائعة في شرق المملكة ومنطقة الخليج، التي حفظت جانبا إنسانيا واجتماعيا مهما، وتشكل هذه الظاهرة جزءا من الموروث الشعبي والتراثي الذي يظهر فيه الأطفال الفرحة بالنصف من شهر رمضان المبارك، ويلفت حجم الاحتفاء بهذه الليلة المباركة ما للشهر الكريم من خصوصية حتى لدى الأطفال الذين لم يبلغوا الحلم. ويتفق كثير على أن للقرقيعان آثارا اجتماعية ونفسية سامية، حيث تغرس في تلك النفوس الطرية فلذات الأكباد حب هذا الشهر الفضيل، وما يتضمنه من خصوصية وتفرد عن بقية الشهور، لذا يجمع جل سكان الخليج على أهمية الحفاظ على هذا الموروث الشعبي. أطفال يجوبون الشوارع احتفالاً بالمناسبة طفلة توزع المكسرات والهدايا شاب يوزع على أقرانه الهدايا