الأغاني والمقامات العراقية تتوشح بالأصالة والحنين والأحزان.. ولكن هذا ليس موضوعنا الآن.. بل نتحدث عن حنين الشعراء العراقيين إلى وطنهم العريق.. بعد أن مزقتهم الغربة وأضناهم الفراق.. هذا يحيى السماوي يتخيَّل أوقات عودته إلى العراق شيخاً فلا يعرفه أحد وكأنه غريب فيوجه سؤاله إلى وطنه الحبيب: (أتعرف عاشقاً قد كان طفلاً غداةَ مضى وجاء به المشيبُ غداً آتي فلا شَفَةٌ تُغَنِّي مواويلي، وتنكرني الدروبُ وتُطْفَأُ ضحكةٌ كحفيفِ زهرٍ ويومئُ نازل: هذا غريبُ!) ويكاد يحسد من يموت في العراق: (أكاد حتى رفات الميت أحسده غداة يملك أرض القبر في بلدي) أمّا أحمد الصافي النجفي فقد تم نفيه من وطنه (بغداد) خمسين عاماً يجتر فيها الحنين، ولم يعد إلا وهو كفيف في الثمانين، وحين سمع الأصوات في بغداد الحبيبة قال: (يا عودةً للدار ما أشقاها أسمع بغدادَ ولا أراها)