كشفت مصادر حزبية باكستانية عن إمكانية استقالة الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري من منصبه كرئيس لجمهورية باكستان الإسلامية في 3 أغسطس المقبل، أي قبل نحو شهر واحد من انتهاء مدة حكمه الدستورية في 8 سبتمبر المقبل، بينما توقعت تقارير إعلامية باكستانية إعلان الرئيس زرداري لاستقالته من منصبه بعد الانتهاء من مشاركته في مراسم أداء القسم الدستوري لنظيره الرئيس الإيراني المنتخب حديثاً حسن روحاني. يشار إلى أنه قد دارت شائعات في باكستان مؤخراً عن هروب الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري من باكستان لقضاء بقية فترة رئاسته في بريطانيا، وكان الناطق الرسمي باسم القصر الرئاسي الباكستاني السيناتور فرحة الله بابر قد نفى صحة تلك الشائعات وأكد بأن الرئيس زرداري سيعود إلى باكستان قبل انتهاء فترة رئاسته (التي ستنتهي في 8 سبتمبر المقبل 2013م) إلا أنه لم يحدد أي موعد لعودته نظراً للظروف الأمنية. ويرى المراقبون للشأن السياسي الباكستاني بأن هناك ثلاثة عوامل رئيسية تسببت في انتشار الشائعات عن هروب الرئيس زرداري، وهي: أولاً: قضايا الفساد المسجلة ضد الرئيس زرداري تعتبر أكبر سبب لانتشار الشائعات التي تدور عن هروبه من باكستان، خصوصاً وأن حكومة نواز شريف المنتخبة حديثاً قامت بتحريك القضاء ضده فيما يتعلق بقضايا "سويسرا" وهي قضايا مرتبطة بغسيل الأموال وإيداعها في حساباته الشخصية في البنوك السويسرية في عهد حكومة زوجته بيناظير بوتو في مطلع التسعينيات عندما كان زرداري يشغل منصب وزير الاستثمار، إلى جانب قضايا الفساد الأخرى المتعلقة بغسيل أموال الدولة ونهبها. وحال انتهاء فترة رئاسته ستلغى الحصانة الرئاسية التي يتمتع بها، والتي تمثل الحاجز الأساسي أمام القضاء الباكستاني للوصول إليه بغرض اعتقاله ومحاكمته. ثانياً: إن حياة الرئيس زرداري باتت مهددة من قبل جهات أشار إليها الرئيس زرداري بنفسه ولكنه لم يسمها، واكتفى بالقول في إحدى مقابلاته مع إحدى المحطات التلفزينية الباكستانية بأنها نفس الجهات التي قامت باستهداف زوجته بيناظير بوتو عام 2007م. ثالثاً: إن مقتل رجال الأمن الأساسيين في أسرة زرداري تعتبر رسالة تهديد واضحة له ولأفراد عائلته، وأن بقاءه في باكستان لن يخلو من المخاطر خصوصاً ما بعد إلغاء الحماية الأمنية المركزة التي يتمتع بها الرئيس من قبل الحكومة الباكستانية باعتباره رئيساً للجمهورية، ولم يكن بلال شيخ المسؤول الأمني لعائلة زرداري (الذي اغتيل مؤخراً) الهدف الأول للجهات التي أشار إليها زرداري خلال تصريحاته، بل سبقه اغتيال المسؤول الأمني لعائلته خالد شاهنشاه في عام 2008م وعمران جنجي في عام 2011م، والذي تسبب في انتشار الخوف بين صفوف عائلة زرداري مما دفعه بعدم المشاركة في التجمعات الشعبية خلال السنوات الثلاث الأخيرة لحكومة حزبه، كما أن هروب أغلب المقربين إليه إلى الخارج خلال الفترة الأخيرة يعتبر دافعاً قوياً يؤكد عدم مكوثه في باكستان ما بعد انتهاء فترة رئاسته.