جمعية أسر التوحد تطلق أعمال الملتقى الأول للخدمات المقدمة لذوي التوحد على مستوى الحدود الشمالية    سلمان بن سلطان: نشهد حراكاً يعكس رؤية السعودية لتعزيز القطاعات الواعدة    شركة المياه في ردها على «عكاظ»: تنفيذ المشاريع بناء على خطط إستراتيجية وزمنية    تحت رعاية خادم الحرمين.. «سلمان للإغاثة» ينظم منتدى الرياض الدولي الإنساني الرابع    "موسم الرياض" يعلن عن النزالات الكبرى ضمن "UFC"    رينارد يواجه الإعلام.. والدوسري يقود الأخضر أمام اليمن    وزير داخلية الكويت يطلع على أحدث تقنيات مركز عمليات 911 بالرياض    عمان تواجه قطر.. والإمارات تصطدم بالكويت    ولادة المها العربي الخامس عشر في محمية الأمير محمد بن سلمان    الجيلي يحتفي بقدوم محمد    جسر النعمان في خميس مشيط بلا وسائل سلامة    تيسير النجار تروي حكاية نجع في «بثينة»    الصقارة.. من الهواية إلى التجارة    زينة.. أول ممثلة مصرية تشارك في إنتاج تركي !    "الصحي السعودي" يعتمد حوكمة البيانات الصحية    مستشفى إيراني يصيب 9 أشخاص بالعمى في يوم واحد    5 طرق لحماية أجسامنا من غزو البلاستيك    الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يلتقي بابا الفاتيكان    26 مستوطنة إسرائيلية جديدة في عام 2024    استدامة الحياة الفطرية    قدرات عالية وخدمات إنسانية ناصعة.. "الداخلية".. أمن وارف وأعلى مؤشر ثقة    إعداد خريجي الثانوية للمرحلة الجامعية    "فُلك البحرية " تبني 5600 حاوية بحرية مزود بتقنية GPS    محمد بن سلمان... القائد الملهم    البرازيلي «فونسيكا» يتوج بلقب بطولة الجيل القادم للتنس 2024    برنامج الابتعاث يطور (صقور المستقبل).. 7 مواهب سعودية تبدأ رحلة الاحتراف الخارجي    العقيدي: فقدنا التركيز أمام البحرين    قطار الرياض.. قصة نجاح لا تزال تُروى    تعاون بين الصناعة وجامعة طيبة لتأسيس مصانع    5.5% تناقص عدد المسجلين بنظام الخدمة المدنية    وتقاعدت قائدة التعليم في أملج.. نوال سنيور    «بعثرة النفايات» تهدد طفلة بريطانية بالسجن    رشا مسعود.. طموح وصل القمة    فريق علمي لدراسة مشكلة البسر بالتمور    "الداخلية" تواصل تعزيز الأمن والثقة بالخدمات الأمنية وخفض معدلات الجريمة    غارات الاحتلال تقتل وتصيب العشرات بقطاع غزة    تنمية مهارات الكتابه الابداعية لدى الطلاب    منصة لاستكشاف الرؤى الإبداعية.. «فنون العلا».. إبداعات محلية وعالمية    محافظ جدة يطلع على برامج "قمم الشبابية"    تشريعات وغرامات حمايةً وانتصاراً للغة العربية    سيكلوجية السماح    عبد المطلب    زاروا معرض ومتحف السيرة النبوية.. ضيوف «برنامج خادم الحرمين» يشكرون القيادة    آبل تطور جرس باب بتقنية تعرف الوجه    هجوم ألمانيا.. مشهد بشع وسقوط أبشع!    استراتيجية الردع الوقائي    التشريعات المناسبة توفر للجميع خيارات أفضل في الحياة    تجويد خدمات "المنافذ الحدودية" في الشرقية    خادم الحرمين يرعى منتدى الرياض الدولي الإنساني    سعود بن بندر يلتقي مجلس «خيرية عنك»    ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة والزيارة يصلون مكة ويؤدون مناسك العمرة    القبض على شخص بمنطقة الحدود الشمالية لترويجه «الأمفيتامين»    كافي مخمل الشريك الأدبي يستضيف الإعلامي المهاب في الأمسية الأدبية بعنوان 'دور الإعلام بين المهنية والهواية    الأمير سعود بن نهار يستأنف جولاته للمراكز الإدارية التابعة لمحافظة الطائف.    تجمع القصيم الصحي يعلن تمديد عمل عيادات الأسنان في الفترة المسائية    "مستشفى دلّه النخيل" يفوز بجائزة أفضل مركز للرعاية الصحية لأمراض القلب في السعودية 2024    نائب أمير مكة يفتتح غدًا الملتقى العلمي الأول "مآثر الشيخ عبدالله بن حميد -رحمه الله- وجهوده في الشؤون الدينية بالمسجد الحرام"    ولادة المها العربي ال15 في محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سيرة موجزة لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز
نشر في الرياض يوم 01 - 08 - 2005

يحتل يوم الحادي والعشرين من شهر شعبان عام 1402ه الموافق الثامن عشر من شهر يونيو عام 1982م منزلة خاصة في تاريخ المملكة العربية السعودية ، حيث تولى خادم الحرمين الشريفين مقاليد الحكم مسترشداً بنهج والده الملك عبدالعزيز في بناء الدولة والمجتمع والسير بهما نحو أعلى المستويات الحضارية. ولقد شهد عهد خادم الحرمين الشريفين تحقيق منجزات متميزة في كافة المجالات الاقتصادية والاجتماعية توجت بتطور كبير في المجتمع انعكس على الارتقاء بمستوى المعيشة ونوعية الحياة في ظل استتباب الأمن وتكريس الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي ، وإلى جانب رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز لخطط التنمية الشاملة وإنشاء البنية الصناعية في المملكة والإنجازات الحضارية ، فقد حدثت في عهده أضخم توسعة تاريخية للحرمين الشريفين.
كما تميز عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز بصدور النظام الأساسي للحكم ، ونظام مجلس الشورى ، ونظام المناطق في السابع والعشرين من شهر رجب عام 1412ه الموافق الواحد والثلاثين من شهر يناير عام 1992م. وقد صيغت هذه الأنظمة الثلاثة على هدي من الشريعة الإسلامية معبرة عن مبادئ الدولة السعودية وتقاليد مجتمعها وأعرافه.
ويعد إصدار هذه الأنظمة الثلاثة توثيقاً لمنهج قائم ، وصياغةً لأمر واقع معمول به وفق مبادئ الشريعة الإسلامية التي قامت عليها الدولة السعودية منذ نشأتها المبكرة ، قبل ما يربو على قرنين ونصف ، وهي استمرار للمنهج الواضح الذي نهضت عليه الدولة.
كما وصلت المملكة نتيجة لسياسته ورعايته إلى مركز مرموق في الساحة العربية والإسلامية والدولية واتسمت السياسة الخارجية السعودية في عهده بالفاعلية والواقعية وإيجاد الحلول المناسبة لأهم القضايا العربية والإسلامية.
وبمناسبة مرور عشرين عاماً على تولي خادم الحرمين الشريفين مقاليد الحكم فإن دارة الملك عبدالعزيز تقدم هذا الإصدار الموجز المتضمن مقتطفات موجزة من خطبه يحفظه الله تعبر عن الأساس الإسلامي في منهجه في الحكم وتوضح أواصر العلاقة بين الحاكم والمحكوم التي تقوم على الأخوة والتناصح والتعاون ، وتجلىّ اهتمامه بالإنسان ، وآراءه السياسية ، ومواقفه تجاه القضايا العربية والإسلامية والعالمية ، كما يقدم هذا الإصدار معلومات موجزة عن أبرز الأحداث السياسية والاقتصادية والاجتماعية في عهده حفظه الله وذلك ليكون في متناول الباحثين والإعلاميين والمعلمين والمعلمات ؛ للإفادة منه في هذه المناسبة الغالية.
ولادته ونشأته:
ولد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود بمدينة الرياض عام 1340ه / 1921م ، وتلقى تعليمه الأولي على يد عدد من العلماء بمتابعة مباشرة من والده الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود الذي أولى تربية أبنائه وتنشئتهم جل عنايته على الرغم من كثرة مشاغله السياسية والإدارية. وعرف عن الملك فهد بن عبدالعزيز حبه للاطلاع والمعرفة منذ صغره، كما عرف عنه تحمله للمسؤوليات منذ سنوات مبكرة من عمره.
المهمات الرسمية المبكرة:
كلف الملك عبدالعزيز ابنه الأمير فهد بالعديد من الأعمال السياسية والإدارية ، وذلك من خلال إشراكه في مهمات ووفود رسمية للمملكة العربية السعودية ؛ بل كلفه برئاسة بعضها واستمر تكليفه في عهد إخوانه الملك سعود والملك فيصل والملك خالد - رحمهم الله - بكثير من الأعمال الدبلوماسية والمشاركات السياسية والمناصب الحكومية. وقد أكسبه ذلك خبرة وتوفيقاً في اتخاذ القرار السديد والحكيم في الشؤون الداخلية والخارجية ؛ ومن أبرز تلك المشاركات :-
مشاركته مع الوفد السعودي الذي رأسه الأمير فيصل للمشاركة في المؤتمر الأول لمنظمة الأمم المتحدة ، وللتوقيع على ميثاق الأمم المتحدة الذي عقد في (سان فرانسيسكو) بالولايات المتحدة الأمريكية عام 1364ه / 1945م.
مشاركته مع والده الملك عبدالعزيز لدى زيارته مصر في 10/2/1365ه حيث قلده الملك فاروق الوشاح الأكبر من نيشان النيل.
تمثيله للملك عبدالعزيز في حضور حفل تتويج الملكة (إليزابيث) ملكة بريطانيا في عام 1372ه /1953م.
مرافقته للرئيس اللبناني (كميل شمعون) أثناء زيارته للمملكة العربية السعودية في عام 1372ه/1952م.
مشاركته في الدورة التاسعة للمؤتمر الثقافي لجامعة الدول العربية وافتتاحه للاجتماع الذي انعقد بجدة في 21/5/1374ه الموافق 15/1/1955م.
رئاسته للوفد السعودي إلى اليمن في 13/8/1374ه الموافق 6/4/1955م.
رئاسته وفد المملكة العربية السعودية للمشاركة في اجتماع مجلس جامعة الدول العربية بالدار البيضاء في 27/2/1379ه الموافق 31/8/1959م.
رئاسته للوفد السعودي المشارك في حضور اجتماعات مؤتمر وزراء الخارجية العرب في 1/3/1380ه الموافق 23/8/1960م.
رئاسته للوفد السعودي المشارك في مؤتمر رؤساء حكومات الدول العربية المنعقد في جامعة الدول العربية بالقاهرة في 6/9/1384ه الموافق 8/1/1965م.
رئاسته للوفد السعودي في المؤتمر الإسلامي المنعقد في مكة المكرمة بتاريخ 16/12/1384ه الموافق 18/4/1965م.
رئاسته للوفد السعودي في الدورة الثانية لمؤتمر رؤساء الحكومات العربية المنعقد في القاهرة بتاريخ 26/1/1385ه الموافق 27/5/1965م.
رئاسته للوفد السعودي خلال زيارته إلى فرنسا بهدف توثيق العلاقات السعودية الفرنسية بتاريخ 2/7/1387ه الموافق 5/10/1967م.
رئاسته للوفد السعودي في زيارته إلى الصومال في 4/4/1388ه الموافق 29/6/1968م.
رئاسته للوفد السعودي في زيارته إلى تركيا في 4/5/1388ه الموافق 29/7/1968م.
رئاسته للوفد السعودي في زيارته إلى لبنان في 9/5/1388ه الموافق 3/8/1968م.
رئاسته للوفد السعودي في زيارته إلى بريطانيا في 28/7/1389ه الموافق 9/10/1969م.
رئاسته للوفد السعودي عند زيارته إلى الولايات المتحدة الأمريكية في 2/8/1389ه الموافق 13/10/1969م.
رئاسته للوفد السعودي إلى بريطانيا للمشاركة في المحادثات المتعلقة بمستقبل منطقة الخليج العربي بعد انسحاب بريطانيا منها عام 1389ه / 1969م.
رئاسته للوفد السعودي في المباحثات السعودية اليمنية بجدة في 17/5/1390ه الموافق 20/7/1970م.
رئاسته للوفد السعودي في المحادثات السعودية البريطانية بلندن في 7/10/1390ه الموافق 5/12/1970م.
افتتاحه لمؤتمر ميثاق التضامن الإسلامي في 27/4/1391ه الموافق 20/6/1971م.
رئاسته للوفد السعودي إلى ليبيا في زيارة رسمية في 25/12/1393ه الموافق 18/1/1974م.
رئاسته للوفد السعودي خلال زيارته الرسمية إلى الولايات المتحدة الأمريكية في 14/5/1394ه الموافق 4/6/1974م.
رئاسته للوفد السعودي إلى الإمارات العربية المتحدة في 8/11/1395ه الموافق 11/11/1975م.
رئاسته للوفد السعودي إلى جمهورية مصر العربية في 29/11/1395ه الموافق 2/12/1975م.
رئاسته للوفد السعودي في مؤتمر القمة العربية الحادي عشر بالأردن في 18/1/1401ه الموافق 25/11/1980م.
وأول منصب تولى مسئولياته خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز، هو وزارة المعارف حيث أصدر الملك سعود بن عبدالعزيز أمره الملكي بتعيينه أول وزير للمعارف في 18/4/1373ه ، وذلك عندما استحدثت وزارة المعارف وأسهم خادم الحرمين الشريفين في بناء النهضة التعليمية وإرساء معالمها الأساسية التي امتدت لترتقي بنواحي التعليم في أنحاء المملكة العربية السعودية واستمر وزيرا للمعارف حتى 3/7/1380ه، ثم عُين -حفظه الله- وزيراً للداخلية في عام 1382ه/1962م ثم نائباً لرئيس مجلس الوزراء عام 1387ه / 1967م ، بالإضافة إلى منصبه وزيراً للداخلية. كما كلف برئاسة اللجنة العليا لسياسة التعليم عام 1385ه /1965م.
وعندما بويع الملك خالد بن عبدالعزيز بالحكم في عام 1395ه / 1975م أصبح خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز ولياً للعهد ونائباً لرئيس مجلس الوزراء. وكلف برئاسة مجلس إدارة الخدمة المدنية عام 1397ه / 1977م.
بويع الملك فهد ملكاً للمملكة العربية السعودية عقب وفاة الملك خالد بن عبدالعزيز رحمه الله في 21/8/1402ه الموافق 13/ 06/1982م.
وفي 24/2/1407ه الموافق 27/10/1986م أعلن الملك فهد بن عبدالعزيز استبدال لقب صاحب الجلالة ليكون اللقب الرسمي : خادم الحرمين الشريفين.
ولخادم الحرمين الشريفين مجلس أسبوعي يستقبل فيه عموم جمهور المواطنين، حيث يطلع الملك من خلاله على أحوالهم ، ويتلمس احتياجاتهم، ولولي العهد مجلس مماثل لهذا أيضًا. كما يخصص خادم الحرمين الشريفين يومًا آخر لمقابلة العلماء والمسؤولين ، والنظر فيما يستجد من أحداث تتعلق بمهامهم ، وما له علاقة بأمور المسلمين عامة، وذلك مبدأ درج عليه الملك عبدالعزيز، وسار عليه أبناؤه من بعده.
ويحرص خادم الحرمين الشريفين على مشاركة شعبه في المناسبات والاحتفالات العامة، ورعاية وافتتاح المشاريع التنموية التي تعود على الوطن والمواطن بالنفع والفائدة، كما يشارك أيضًا في رعاية الأنظمة الرياضية والثقافية والاجتماعية، ودعم كل تلك الفعاليات من خلال رصد الجوائز وتقديم الحوافز للمتميزين فيها، مثل: جائزة الدولة التقديرية، وجائزة الملك فيصل العالمية، والمهرجان الوطني للتراث والثقافة ( الجنادرية ).
شهدت العشرون عاماً من عهد خادم الحرمين الشريفين نهضة حضارية شاملة في جميع مناحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية تمثل امتداداً للنهضة الحضارية التي شهدتها المملكة العربية السعودية منذ بداية التخطيط التنموي في عام 1390/1391ه ، (1970م) والتي استطاعت تحقيق أهداف كثيرة من أبرزها رفع مستوى المعيشة وتحسين نوعية الحياة للمواطنين ، وتنويع القاعدة الاقتصادية، وتخفيض الاعتماد على إنتاج النفط الخام وتصديره كمصدر رئيسي للدخل الوطني ، وتنمية الصادرات غير النفطية ، والمحافظة على الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي، وتنمية الموارد البشرية وتعزيز دور القطاع الخاص، وتحقيق التنمية المتوازنة، واستكمال تنمية التجهيزات الأساسية.
وقد شهد عهد خادم الحرمين الشريفين تنفيذ خمس خطط تنموية وذلك حينما تولى حفظه الله الحكم عام 1402ه/1982م ليستكمل خطة التنمية الثالثة ثم التخطيط والتنفيذ للخطط الرابعة والخامسة والسادسة والسابعة والتي ركزت في مجملها على المحافظة على القيم الإسلامية ، وتطبيق شريعة الله وترسيخها ونشرها، والدفاع عن الدين والوطن ، والمحافظة على الأمن والاستقرار الاجتماعي للبلاد وتكوين المواطن العامل المنتج بتوفير الروافد التي توصله لتلك المرحلة ، وتنمية القوى البشرية والتأكد المستمر من زيادة عرضها ورفع كفاءتها لتخدم جميع القطاعات ودفع الحركة الثقافية إلى المستوى الذي يجعلها تساير التطور الذي تعيشه المملكة، والاستمرار في إحداث تغيير حقيقي في البنية الاقتصادية للبلاد بالتحول المستمر نحو تنويع القاعدة الإنتاجية ، وبالتركيز على الصناعة والزراعة وتنمية الثروات المعدنية وتشجيع استكشافها واستثمارها، والتركيز على التنمية النوعية بتحسين أداء ما تم إنجازه من منافع وتجهيزات خلال خطط الدولة التنموية الثلاث والعمل على تطويره ، وإكمال التجهيزات الأساسية اللازمة لتحقيق التنمية الشاملة.
وانطلاقاً من ذلك، حققت المملكة في ظل الخطط التنموية المتعاقبة ، بتوفيق من الله تعالى ، ثم بفضل التوجيه السديد من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - حفظه الله - ومؤازرة سمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - ، منجزات تنموية بارزة شملت أبعاد التنمية الاقتصادية والاجتماعية والتنظيمية كافة. فتمكنت المملكة خلال هذه الفترة الزمنية الوجيزة من تحقيق منجزات متميزة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية كافة توجت بتطور كبير في المجتمع انعكس على الارتقاء بمستوى المعيشة ونوعية الحياة في ظل استتاب الأمن وتكريس الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي.
ففي المجال الاقتصادي ، حققت المملكة إنجازا كبيراً في مستوى معيشة المواطنين ودخولهم الحقيقة فضلاً عن إحراز تقدم ملموس في تنويع القاعدة الاقتصادية ، ومصادر الدخل ، وبناء منظومة ضخمة من التجهيزات الأساسية ، وتعزيز التوجه نحو تهيئة الاقتصاد الوطني للتعامل بمرونة وكفاءة مع المتغيرات والمستجدات المحلية والإقليمية والدولية.
وعلى الصعيد الاجتماعي ، ارتفع - إلى حد كبير - مستوى الرفاه الاجتماعي للمواطنين من خلال الارتقاء بالجوانب التعليمية والصحية ، وتطورت الموارد البشرية بدرجة سمحت بسعودة أغلب الوظائف الحكومية ، كما اتسع نطاق سعودة وظائف القطاع الخاص. وشمل الإنجاز في الجانب التنظيمي النهوض بكفاءة الخدمات الحكومية من خلال تطوير التنظيم الإداري ، وإعادة هيكلة بعض الأجهزة الحكومية بغية تحسين نوعية الخدمات العامة ، وإنشاء المجلس الاقتصادي الأعلى ، والمجلس الأعلى لشئون البترول والمعادن ، والهيئة العليا للسياحة ، والهيئة العامة للاستثمار ، للإسهام في ترشيد اتخاذ القرارات ذات العلاقة بالنشاط الاقتصادي وتسريعها.
وكما عملت المملكة العربية السعودية في عهد خادم الحرمين الشريفين على تحقيق المزيد من الرقي والتطور الاقتصادي والاجتماعي الداخلي فقد حرصت على المحافظة باستمرار على مكانتها اللائقة عربياً وإسلامياً وعالمياً والنهوض بواجباتها تجاه الأسرة الدولية سواء كان ذلك في تقديم الدعم والمؤازرة للقضايا الإنسانية ، أو في تبني قضايا الحق والعدل والانتصار لها أينما كانت وكله بفضل توفيق الله - سبحانه وتعالى - ثم بفضل ما حظيت به تلك المسيرة المباركة من توجيه دائم من القيادة الحكيمة لهذا البلد، وتفاعل من مواطنين تزكيهم قيم الولاء والانتماء.
خدمة الحرمين الشريفين والكعبة المشرفة:
يأتي في قمة إنجازات خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز توسعة وعمارة الحرمين الشريفين، كي يستوعب الحرم المكي الشريف أكثر من مليون مصلٍّ، والحرم المدني الشريف أكثر من مليون ومائتي ألف مصلٍّ؛ بالإضافة إلى حركة الإنشاء والتعمير التي شملت الأراضي المحيطة بالحرمين. ففي 2/2/1409ه الموافق 13/9/1988م وضع - حفظه الله - حجر الأساس لتوسعة المسجد الحرام بمكة المكرمة بحيث تتألف من الطابق السفلي ( الأقبية ) والطابق الأرضي والطابق الأول ؛ وقد صمم وتم بناؤه على أساس تكييف شامل ، وعمل محطة للتبريد في أجياد ، وروعي في الأقبية تركيب جميع الأمور الضرورية من تمديدات وقنوات وعمل فتحات في أعلى الأعمدة المربعة حيث يتم ضخ الهواء والماء البارد فيها من المحطة المركزية للتكييف في أجياد ، ومبنى التوسعة منسجم تماماً في شكله العام مع مبنى التوسعة الأولى ، وقد كسيت الأعمدة بالرخام الأبيض الناصع كما كسيت أرضها بالرخام الأبيض ، وأما الجدران فكسيت من الخارج بالرخام الأسود المموج والحجر الصناعي ، وكذلك من الداخل مع تزيينها بزخارف إسلامية جميلة ويبلغ عدد الأعمدة للطابق الواحد ( 530) عموداً دائرياً ومربعاً.
وجعل في هذه التوسعة أربعة عشر باباً فبذلك صارت أبواب المسجد الحرام (112) باباً ، وصنعت الأبواب من أجود أنواع الخشب وكسيت بمعدن مصقول ضبط بحليات نحاسية وصنعت النوافذ والشبابيك من الألمونيوم الأصفر المخروط وزينت بمعدن مصقول بحليات نحاسية.
وعمل لهذه التوسعة مبنيان للسلالم الكهربائية في شماله وجنوبه وسلمان داخليان وبذلك يصبح مجموع السلالم الكهربائية في المسجد الحرام تسعة سلالم هذا عدا السلالم الثابتة الموزعة في أنحاء مبنى المسجد الحرام.
في سنة (1411ه / 1991م) أحدثت ساحات كبيرة محيطة بالمسجد الحرام وهيئت للصلاة لا سيما في أوقات الزحام بتبليطها برخام بارد ومقاوم للحرارة وإنارتها وفرشها وتبلغ المساحة الإجمالية لهذه الساحات ( 88.000) متراً مربعاً.
وفي سنة ( 1415ه / 1994م) تم في المسجد الحرام توسعة منطقة الصفا في الطابق الأول تسهيلاً للساعين وذلك بتضييق دائرة فتحة الصفا الواقعة تحت قبة الصفا.
وفي سنة ( 1417ه / 1996م) تم أيضاً إعادة تهيئة منطقة المروة لغرض القضاء على الزحام في هذا الموقع ، حتى صارت مساحة المنطقة (375) متراً مربعاً بدلاً من المساحة السابقة وهي (245) متراً مربعاً.
وفي سنة ( 1417ه / 1996م) حصلت أيضاً توسعة الممر الداخل من جهة المروة إلى المسعى في الطابق الأول وأحدثت أبواب جديدة في الطابق الأرضي والأول للدخول والخروج من جهة المروة.
كما تم في سنة ( 1418ه / 1997م) إنشاء جسر الراقوبة الذي يربط سطح المسجد الحرام بمنطقة الراقوبة من جهة المروة ، لتسهيل الدخول والخروج إلى سطح المسجد الحرام. ويبلغ طول الجسر ( 72 ) متراً و ( 50 ) سنتيمتراً ويتراوح عرضه من عشرة أمتار ونصف إلى أحد عشر متراً ونصف متر ، وتم تنفيذه وفق أحد ث التصاميم الإنشائية وبما يتناسق مع الشكل الخارجي للمسجد الحرام.
وتم في سنة ( 1418ه / 1997م ) أيضاً توسعة الممر الملاصق للمسعى الذي يستعمل للطواف بالطابق الأول في أوقات الزحام من منطقة الصفا إلى ما يقابل منتصف المسعى حيث تمت توسعته فأصبح عرضه تسعة أمتار وعشرين سنتيمتراً ، ويبلغ طوله سبعين متراً.
وتم في 22 شوال سنة 1418ه الموافق 19 فبراير 1998م تجديد غطاء مقام إبراهيم عليه الصلاة والسلام من النحاس المغطى بشرائح الذهب والكريستال والزجاج المزخرف وتم وضع غطاء من الزجاج البلوري القوي الجميل المقاوم للحرارة والكسر على مقام إبراهيم علية السلام ، وشكله مثل القبة نصف الكرة ووزنه ( 1.750 ) كجم ، وارتفاعه ( 1.30 ) م ، وقطره من الأسفل (40) سم، وسمكه (20) سم من كل الجهات ، وقطره من الخارج من أسفله (80) سم ، ومحيط دائرته من أسفله (2.51) م.
فأصبح مجموع المساحات بعد توسعة خادم الحرمين الشريفين ثلاثمائة وستة وستين ألفا ومائة وثمانية وستين متراً مربعاً (366168) م وأصبحت طاقة استيعاب المصلين في المسجد الحرام في الظروف العادية بعد توسعة خادم الحرمين الشريفين أربعمائة وستين ألف ( 460.000 ) مصل بحث يبلغ مجموع عدد المصلين في داخل المسجد الحرام والسطوح والساحات ثمانمائة وعشرين ألف ( 820.000 ) مصل. ويمكن في ذروة الزحام استيعاب أكثر من مليون مصل.
أما المسجد النبوي الشريف فقد أمر خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله بتوسعته فبدئ بعمارته وتوسعته في يوم الجمعة 9 من شهر صفر عام 1405ه الموافق 29 أكتوبر 1984م.
وتتألف التوسعة من طابق الأقبية والطابق الأرضي والطابق الأول مشتملاً على تكييف كامل للتوسعة ، حيث روعي في الأقبية تركيب جميع التمديدات والحوامل التي تحملها ومجاري الهواء وعملت أربع فتحات حول كل عمود لمرور الهواء البارد عن طريق محطة التكييف الواقعة غرب المسجد النبوي.
وقد عمل في سقف المسجد النبوي في هذه التوسعة سبع وعشرون فتحة وركبت فيها قباب متحركة كهربائية تغلق وتفتح عند الحاجة.
واشتملت التوسعة على واحد وأربعين باباً ركبت فيها أبواب ضخمة يبلغ ارتفاع الباب الواحد منها ستة أمتار في عرض ثلاثة أمتار ، وأنشئت فيها ست مآذن جديدة، ارتفاع كل واحدة منها (104) أمتار.
وتم بناء (6) سلالم كهربائية متحركة أربعة منها في كل ركن من التوسعة وواحد في منتصف الجانب الشرقي وواحد في منتصف الجانب الغربي ، بجانب (18) سلماً ثابتاً من الخرسانة المكسو بالمرمر الأبيض الناصع.
وأنشئت ساحات خارجية للاستفادة منها أثناء شدة الزحام. وبني حول المسجد مواقف للسيارات تحت الأرض بطابقين ، تحتوي على ستة مداخل ومخارج للسيارات وتسع هذه المواقف (4.200) سيارة ومن الممكن أن تستوعب في أوقات الزحام (4.500) سيارة ، وتتصل المواقف بساحات المسجد بواسطة مداخل خاصة للناس وفيها (28) سلماً كهربائياً متحركاً.
وتشتمل المواقف على مبان للخدمات تتوفر فيها وحدات للوضوء ودورات للمياه وصنابير لشرب الماء البارد ومبان أخرى لمراكز الأمن وعيادات طبية وغيرها.
ومدت الأنابيب لضخ المياه المبردة لغرض التكييف إلى المسجد النبوي داخل نفق يمتد من محطة التبريد إلى داخل القبو طوله سبعة كيلو مترات وعرضه (6.2) م وارتفاعه الداخلي (4.1) م.
واستمر العمل في هذه التوسعة الكبرى قرابة عشر سنوات وانتهى بوضع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله اللبنة الأخيرة في الحادي عشر من ذي القعدة عام 1414ه الموافق الثاني والعشرين من أبريل عام 1994م.
فأصبحت مساحة المسجد النبوي الشريف بعد توسعة خادم الحرمين الشريفين (82000) م ، ومجموع المساحة الإجمالية (985000) وتستوعب (16000) مصل.
ومساحة السطح ( 67000) وتستوعب (90000) مصل وبذلك أصبح المسجد النبوي يستوعب أكثر من ( 257000) مصل وبمساحة إجمالية تبلغ (165500)م.
ومساحة الساحات (135000) م ، تستوعب (250000) مصل ، وفي حالة استعمال كامل المساحة للصلاة فإنها تستوعب (450000) مصل مما يجعل الطاقة الاستيعابية للمسجد والساحات المحيطة به تزيد عن (700000) مصل في الأيام العادية. وفي أوقات الزحام يستوعب المسجد والساحات حوالي (1.200.000) مصل.
أما الكعبة المشرفة ففي أواخر سنة ( 1401ه / 1981م ) ظهر تسرب ماء غسل الكعبة من أعلى موضع الحجر الأسود وسبق ذلك ظهور تصدع في الرخام المفروش في داخل الكعبة المشرفة ، ولما رفع الأمر إلى خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز أمر بتكوين لجنة للنظر في الموضوع واقتراح ما يلزم نحوه فقرر أعضاء اللجنة ضرورة تغيير رخام أرض الكعبة مع وضع مادة عازلة وكذا تغيير الإطار الحديدي المثبت عليه الإطار الفضي الخاص بالحجر الأسود وأن يكون من معدن غير قابل للصدأ ثم أمر خادم الحرمين الشريفين بتنفيذ الاقتراح وبدئ بالإصلاح في (14/7/1403ه الموافق 27/4/1983م) وتم العمل المطلوب في (15 شعبان 1403ه الموافق 27 مايو 1983م).
وقد حصل في عام 1417ه / 1996م ترميم عظيم للكعبة المشرفة لم يحصل مثله منذ بناء الكعبة الأخير في سنة (1040ه ) وذلك عندما لوحظ أنه بدا التلف في بعض أجزاء الكعبة المشرفة المصنوعة من الخشب، وكان السقف أكثر تعرضاً للتلف من غيره بسبب تكوينه من عوارض ولوحات خشبية ، وكذلك الأعمدة الخشبية ، إذ قد أصابت الأرضة جزءاً كبيراً من السقف والأعمدة. فخيف من إصابة الضعف والتآكل في الأجزاء الأخرى من بناء الكعبة.
فأمر خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله بترميم الكعبة المشرفة ترميماً كاملاً شاملاً من داخلها وخارجها على أحسن وجه فبدئ العمل بترميمها في العاشر من شهر محرم سنة 1417ه الموافق السابع والعشرين من شهر أبريل 1996م وانتهى العمل من ترميمها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.